/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الصحافة اللبنانية: الفلسطينيون يستعدون لإحياء ذكرى النكبة ببرامج حافلة

2016/05/11 الساعة 12:49 م
nakba14
nakba14

وكالة القدس للأنباء – خاص

لا يمكن أن يمر 15 أيار مرور الكرام، دون أن يلهب مشاعر آلاف الفلسطينيين في شتى أصقاع الأرض، ويذكرهم بوطنهم فلسطين الذي احتل قسراً عام 1948 من قبل العصابات الصهيونية، ذاق فيها الفلسطينيون الم القتل والتشرد والموت والجوع، وتحولوا في ليلة وضحاها من مواطنين الى لاجئين توزعوا على الدول العربية المجاوة، أيام قليلة تفصلنا عن هذه الذكرى التي يحييها الفلسطينيين كل سنة على طريقتهم الخاصة.. فماذا أعدوا لها في هذا العام؟

ما زال اللاجئون الفلسطينيون يعملون لتحقيق العودة الى وطنهم، وما 15 أيار من العام 2011 سوى ذكرى تحفزهم للمضي بطريق المقاومة والاستشهاد من اجل استعادة كل تراب فلسطين، وقد زحفت المخيمات الفلسطينية في لبنان في مثل هذا اليوم الى الحدود اللبنانية الفلسطينية ووقفوا بوجه العدو وحاولوا اختراق وتخطي الشريط الشائك بأجسادهم العارية، فسقط من بينهم 4 شهداء وعشرات الجرحى،   وقد أثبت اللاجئون بذلك لكل العالم أن فلسطين محفورة في الذاكرة والقلب، ولا يمكن التخلي عنها في يوم من الأيام.

شكل هذا الموضوع مادة للصحافة اللبنانية التي تتابع فعاليات ونشاطات الفلسطينيين في هذه الذكرى الأليمة.

وفي هذا الإطار، كتبت جريدة "السفير" اللبنانية تقريراً بعنوان "«أن تكون فلسطينياً» في ذكرى النكبة"، قالت فيه: "ولأنّ الفلسطيني يعي معنى «الوقوف وحيداً»، قرّر الاهتمام بـ «إنسانه» منفرداً. «بيت أطفال الصمود» ترجمةٌ لذاك القرار. في ذكرى تأسيسها الأربعين، تستمرّ «المؤسّسة الوطنيّة للرّعاية الاجتماعيّة والتّأهيل المهني» (بيت أطفال الصّمود) في ما تقوم به: الاهتمام بالأسرة الفلسطينيّة عمومًا، والطّفل الفلسطينيّ خصوصًا. لم يُفضّل «البيت» حصر نشاطاته. قرّر التّوسّع. خلال أربعين عاماً استحدثت المؤسّسة أقساماً متنوّعة، أبرزها «مراكز الإرشاد الأسري» الّذي يُعنى بالصحة النّفسيّة.

لم يُثنِ ضعف الإمكانات واستثنائيّة الوضع الفلسطيني مراكز الإرشاد على المتابعة. للسنة العاشرة على التوالي، ينعقد المؤتمر. هذه المرّة العناوين مُعبّرة للغاية: «أن تكون فلسطينيّاً، حقوق الإنسان، الهويّة، والصحة النفسيّة». بعد ثمانيةٍ وستين عاماً على طرده من أرضه، و «تقاعس» الجيران عن حمايته كما يجب، يحتاج الفلسطيني إلى التعريف بنفسه. ما معنى أن أكون فلسطينياً؟ للسؤال أبعادٌ نفسيّةٌ يسعى المؤتمر إلى الإجابة عنها. إلى شرح مشاعر تختلج طفلاً أُبعد قسراً عن أرضه. إلى تفسير شعور الإنسان المكسور، المسلوب الحقوق، من يحلم يومياً بأرضٍ كلّما توافرت أساليب الوصول إليها، وجدَ نفسه أبعد عنها.

وتشرح منسّقة مشروع الصحة النفسية ليليان يونس الكثير. فتوضح، لـ «السفير»، أنّ «الفكرة الأساسيّة من المؤتمر، الّذي يُقام بدعمٍ من جمعية «نوفاك» النّروجية، هي أن يكون هناك مكانٌ للقاء كلّ النّاس الّذين يعملون في مجال الصحة النفسية». هنا عتب. «لا اهتمامَ كما يجب بالأشخاص الّذين يكرّسون وقتهم لمتابعة الصحة النفسية للأطفال، أولئك يعانون تعباً شديداً بسبب المآسي الّتي يواجهونها في عملهم».

الأمور لم تعُد كذلك. لم يعُد الاهتمام مقتصراً على الفلسطينيين. يُدرك الفلسطينيون معنى التهجير، اللّجوء، الموت، لذلك، ترى الكثير منهم متعاطفاً مع «لاجئي العالم». منذ العام 2011، ومع بدء الأزمة السّورية، و «مراكز الإرشاد الصحي» يهتمّ بالأطفال اللّاجئين، السوريين على وجه التحديد. «نهتمّ بالفئات المهمّشة، المحرومة، نقدّم لها خدمات الصحة النفسية بشكلٍ مجّانيّ»، تقول يونس.

للطّفل الفلسطيني نصيبٌ كبيرٌ من «انتكاسة» الصحة النفسية. «تُعينه» المعارك الكبرى، والمُتقطّعة على ذلك. حرب غزّة الأخيرة في العام 2014 كانت محطةً مفصليةً في زيادة الاضطرابات النفسية لدى الأطفال. رصدت البرامج الصحية النفسية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية ذلك. الخوف من الموت، البكاء، الرعب، اضطرابات النوم، ارتفعت بشكلٍ مقلق. لم يعد الأطفال يرسمون الورود، اقتصرت رسوماتُهم على الصواريخ والقذائف. «الهبّة» فعلت فعلتَها كذلك. الاعتقالات الإسرائيليّة العشوائية. عمليات الدهم اليومية للبيوت. التنكيل. القتل. الاضطرابات الأخيرة بين الغزيين والاحتلال.

ويُقام المؤتمر يومي الجمعة والسبت في 13 و14 أيّار، من السّاعة 8:30 صباحاً وحتّى الـ4:30 عصراً في قصر «الأونيسكو». فيوم الجمعة يشهد حفلاً فنّياً تراثياً فلسطينياً من الساعة الخامسة عصراً وحتّى الـ6:15 مساءً.

وفي ذات السياق، وتحت عنوان «نبضات إلى فلسطين»، أوضحت جريدة "الأخبار" أن عدداً من العدّائين وراكبي الدرّاجات الهوائية سيتوجهون يومي 14 و15 أيّار (مايو) الحالي نحو الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية، إحياءً للذكرى الـ 68 للنكبة، وللمطالبة بتطبيق حقّ العودة والحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومن أهمّها الحق بالحركة بحرية ومن دون قيود.

وفي 14 و15 أيّار، سيعبر الدرّاجون الساحل اللبناني (مسافة تزيد عن 200 كلم) انطلاقاً من مخيم نهر البارد (شمالاً) وصولاً إلى قرية حولا الحدودية (جنوباً)، حيث سيمرّون بجانب المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية على طول الطريق. ووفق الصفحة الفايسبوكية الخاصة بالنشاط، سيركض العدّاؤون في 15 أيّار مسافة تقارب الـ 15 كلم من «معتقل الخيام» حتى العديسة (جنوباً). الحدث من تنظيم «مركز التواصل الإجتماعي»، وعدد من الأندية الرياضية في المخيّمات الفلسطينية، ورياضيين وناشطين لبنانيين وفلسطينيين في مجال الرياضة والبيئة وغيرهما.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92523

اقرأ أيضا