/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الأسرى الفلسطينيون.. والإنتقام "الإسرائيلي" الممنهج

2016/05/09 الساعة 09:08 ص
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منذ العام ١٩٦٧ اعتقلت سلطات الإحتلال "الإسرائيلي" أكثر من ٨٥٠ ألف فلسطيني، يشكلون ما نسبته نحو ٢٠٪ من الفلسطينيين المقيمين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة (العام 1967)، حيث إنه لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرَّض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال لمرة أو لمرات عدة، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين عانوا بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه التجربة المؤلمة.

وقبل أيام أحيا الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأسير الفلسطيني بوسائل وأشكال متعددة، للتأكيد على حقهم بالحرية. وأكد عبدالناصر فروانة الأسير المحرر والمختص فى شؤون الأسرى أن الشعب الفلسطيني سجل أعلى نسبة اعتقالات على مستوى العالم، واحتل الصدارة العالمية دون منازع. مما يؤهله لدخول موسوعة "غينيس" العالمية رغماً عنه. وأن تلك الاعتقالات طالت كل مكونات المجتمع الفلسطيني، بفئاته العمرية المختلفة، وتعدد شرائحه الاجتماعية، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، مرضى وجرحى وكبار السن، فتيات وأمهات وزوجات، بالإضافة الى النواب والطلاب والأكاديميين والصحفيين والرياضيين والقيادات السياسية والنقابية. حتى أضحت الاعتقالات ظاهرة يومية تهدف الى الانتقام من الشعب الفلسطيني وقيادته، وتعتبر جزءا أساسيا من منهجية الاحتلال "الإسرائيلي" للسيطرة على الشعب الفلسطيني وقمع مقاومته المشروعة من أجل الحرية والاستقلال، وما رافقها ويرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني، وأن جميع من اعتقل وبنسبة ١٠٠٪ قد تعرض لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والاهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة

95 ألف معتقل منذ العام 2000

ومنذ بدء انتفاضة الأقصى فى سبتمر (ايلول) ٢٠٠٠، تعرَّض أكثر من ٩٥ ألفا للاعتقال، بينهم نحو ١٢٥٠٠ طفل، و١٤٠٠ مواطنة، وما يزيد عن ٦٥ نائباً منتخبا وعدد من الوزراء السابقين. وأصدرت سلطات الاحتلال قرابة ستة وعشرين ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال الإداري. ومن الملاحظ أن تلك الاعتقالات قد تصاعدت بشكل خطير وغير مسبوق منذ بدء "الهبة الجماهيرية" (إنتفاضة القدس) فى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسُجل منذ اندلاعها وحتى اليوم نحو ٥٠٠٠ حالة اعتقال بينهم ١٩٠٠ طفل و١٤٠ فتاة وامرأة، وأكثر من ٦٠ مصابا ومصابة.

وأعداد الأسرى فى السجون والمعتقلات "الإسرائيلية" متحركة ومتغيرة باستمرار، ويقدر عدد الأسرى فى سجون الاحتلال "الإسرائيلي" مع نهاية مارس (آذار) الماضي بنحو٧٠٠٠ أسير فلسطيني، وأن الغالبية العظمى منهم هم من سكان الضفة الغربية (المحتلة)، وأن من بين الأسرى ٥٠٠ أسير صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة.

وإن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد حاليا ٦٨ أسيرة، وقرابة ٤٥٠ طفلا، تتراوح أعمارهم ما بين ١٢-١٨ سنة، فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة، وما زالوا داخل السجون، كما يوجد داخل الاسر أكثر من٧٠٠ معتقل إداري، و٦ نواب وهم: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، خالدة جرار، حسن يوسف، محمد أبو طير وحاتم قفيشة والوزير السابق عيسى الجعبري، و١٧ صحفيا، بالإضافة الى عدد من القيادات السياسية. وهؤلاء جميعا موزعين على قرابة ٢٢ سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو وغيرها.

وتمَّ منذ عام ١٩٦٧ وحتى اليوم اعتقال عشرات الآلاف من الأطفال، بينهم نحو ١٢٥٠٠ طفل منذ بدء "انتفاضة الأقصى" فى سبتمبر (أيلول) ٢٠٠٠، بمعدل نحو ٧٠٠ حالة سنويا خلال العشر سنوات الأولى. فيما تصاعد الاستهداف "الإسرائيلي" للأطفال وبشكل مضطرد منذ العام ٢٠١١، وسجل خلال الخمس سنوات الأخيرة اعتقال قرابة ٦ آلاف طفل، بمعدل يصل الى نحو ١٢٠٠ حالة سنويا، وأن من بين مجموع الاعتقالات كان ١٩٠٠ حالة اعتقال لأطفال قصَّر سجلت منذ بدء "الهبة الجماهيرية" فى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي خلال ستة شهور فقط. مما يؤكد ان هناك سياسة "إسرائيلية" ممنهجة تستهدف الأطفال الفلسطينيين وتهدف الى تشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم.

الأســيرات

اعتقلت سلطات الاحتلال منذ العام ١٩٦٧ أكثر من ١٥ ألف فتاة وامرأة، وبينهن نحو ١٤٠٠ منذ "انتفاضة الأقصى" وأن ١٤٠ فتاة وامرأة وقاصرة اعتقلن منذ اندلاع "الهبة الجماهيرية" (الإنتفاضة) فى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) ٢٠١٥.

لا تختلف الأشكال والأساليب، التى يتبعها الاحتلال عند اعتقال المرأة الفلسطينية، عنها عند اعتقال الرجال، إن كان فى طبيعتها أو فى توقيتها وشدتها والإجراءات العنيفة والقاسية المرافقة لها. وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات خلال الاعتقال للضرب والاهانة والشتم والمعاملة القاسية ومن ثم التعذيب والضرب والتعنيف والمساس بكرامتهن وعدم مراعاة خصوصياتهن واحتياجاتهن الخاصة.

وفى غرف السجون يتعرضن للمضايقات والعقوبات والعزل الانفرادي والتفتيش الاستفزازي وأحيانا العاري والحرمان من العلاج اللازم ، وكذلك يحرمن من مواصلة تعليمهن الأساسي والثانوي والجامعي. كما يمنعن من زيارة أقربائهن فى السجون الأخرى أو الالتقاء بهن كالزوج والأخ والابن فى محاولة للتضييق أكثر عليهن. ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز فى سجني هشارون والدامون حتى أواخر مارس (آذار) الماضي نحو ٦٨ اسيرة أقدمهن الأسيرة "لينا الجربوني" المعتقلة منذ ١٤ سنة، ومن بينهن ١٣ قاصرا أصغرهن الطفلة "ديما الواوي" ١٢ عاما (تحررت قبل أيام)، و٩ مصابات و١٥ أماً وأسيرتان معتقلات اداريا.

"عمداء" الأسرى أو "جنرالات الصبر"

ولقد ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة بشكل متواصل فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليصل الى ٤٠ أسيرا، وهؤلاء يطلق عليهم الفلسطينيون "عمداء الأسرى"، ومن بينهم ١٧ أسيرا مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد، وهؤلاء يُطلق عليهم "جنرالات الصبر"، والأوضاع الصحية داخل سجون ومعتقلات الاحتلال صعبة وقاسية، وكثير من الظروف والعوامل كفيلة بالحاق الأذى بالأوضاع الصحية للأسرى والتسبب بأمراض مختلفة من بينها الخطيرة، وأن قرابة  ١٧٠٠ أسير يعانون من أمراض مختلفة فى ظل استمرار تلك الظروف والعوامل المسببة للأمراض وفى ظل استمرار سياسة الاهمال الطبي المتعمد التى تؤدى الى استفحال الأمراض وانتشارها.

وقد استشهد ٢٠٧ أسرى بعد الإعتقال منذ العام ١٩٦٧، ومن هؤلاء الشهداء ٧١ نتيجة التعذيب، و٥٥ نتيجة الإهمال الطبي، و٧٤ أسيرا نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال مباشرة، و٧ أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون. فيما تصاعدت عمليات الاعدام لعشرات الجرحى والمصابين خلال "الهبة الجماهيرية" (إنتفاضة القدس).

صحيفة الأهرام المصرية

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92390

اقرأ أيضا