/الصراع/ عرض الخبر

أوسلو: تطبيع واستيطان وتشتيت للشعب الفلسطيني

2015/09/14 الساعة 12:36 م
وحدات استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وحدات استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

وكالة القدس للأنباء – خاص

أسفرت اتفاقية "أوسلو"، عن نتائج سلبية عدة، كان لها أثر بالغ على مصير الأرض والشعب والقضية الفلسطينية، فهي فتحت الباب أمام العرب للتطبيع مع العدو، وأحدثت شرخاً واسعاً في جسم الوحدة الداخلية، وأطلقت يد العدو في القدس، والضفة المحتلة، فعمد إلى تعزيز الاستيطان، وتهجير الفلسطينيين، ومارس إرهابه مباشرة وعبر المستوطنين، فأحرق المزروعات، وهدم المنازل، ودنس المقدسات.

فمنذ توقيع أوسلو في 13 أيلول 1993، و"إسرائيل" تصعّد من وتيرة الاستيطان في الضفة المحتلة والقدس. وكشفت معطيات فلسطينية، عن أن مجموع المستوطنات في الضفة والقدس بلغ 503 مستوطنات للعام الماضي 2014، وأن عدد المستوطنين في هذه المستوطنات يزيد عن مليون. وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية، عام 2000، وصل عدد المستوطنين 210 آلاف، وفي 2012 صاروا 340 ألف. ويتبيّن من ذلك أن "إسرائيل" استخدمت الحرب والسلام لتعزيز وجودها في الضفة، ومنع أية إمكانية للتوصل إلى التسوية.

وحسب "مركز الدراسات العربية في القدس"، كان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عند توقيع اتفاق أوسلو 105 آلاف، وفي 2013 بلغوا نحو 600 ألف مستوطن. كما بلغ عدد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة في العام نفسه أكثر من 200 ألف، وهو عدد يقترب من عدد المقدسيين الذي يبلغ 280 ألفاً. وتفيد البيانات نفسها بشأن نسب النمو الطبيعي للمستوطنين في الضفة، أن هذه النسب أعلى بثلاث مرات من نسبة اليهود في الدولة العبرية، وأكثر من نسبة الزيادة في صفوف الفلسطينيين في الضفة المحتلة حيث وصلت نسبة النمو في صفوفهم إلى 5.8% عام 2012، في حين تبلغ نسبة النمو الطبيعي في "إسرائيل" 1.8%، وفي صفوف الفلسطينيين 2.9%، أي ضعف نسبة النمو في صفوف الفلسطينيين، ما يؤشر إلى حجم الاستهداف الذي تتعرض له أراضي الضفة والقدس الشرقية.

وبعد أوسلو باتت القدس أقرب إلى التهويد والأسرلة بفعل سياسة الاستيطان وبناء الجدار ، في وقت أصبح فيه، المسجد الأقصى في عين العاصفة "الإسرائيلية"، بسبب ما يتهدده من محاولات للسيطرة عليه، والحفر تحت أساساته، من قبل الجماعات اليهودية الناشطة في مجال بناء "الهيكل".

لقد نجحت "إسرائيل" في تغيير الخارطة الجغرافية للقدس المحتلة، وضاعفت أعداد المستوطنين في القدس المحتلة، إلى أكثر من 400 ألف مستوطن، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز مئة ألف.

وأشارت الدلائل الاستيطانية سواء في الضفة أو القدس إلى تصاعد البناء الاستيطاني بشكل كبير، حيث شهد الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 خلال العشرين عامًا الماضية نموًا تجاوز 240% مقارنة بما كان سائدا قبل توقيع اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية عام 1994.

وتشهد المستوطنات "الإسرائيلية" حالياً حركة نشطة في بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة، وتصاعد وتيرة الاستيطان، وطرح المزيد من العطاءات لبناء وحدات جديدة في الضفة خلال المرحلة المقبلة. ناهيك عن مصادرة أكبر قدر ممكن من الأراضي، خاصة القريبة من التجمعات الاستيطانية الكبيرة، لتعزيز هدفها الاستراتيجي في مواصلة الاستيطان.

كما قسمت أوسلو الشعب الفلسطيني إلى مجموعات هي: فلسطينيو 48 (الذين لم يغادروا أرضهم في العام 48)، وأبناء الضفة المحتلة وغزة المحاصرة، واللاجئون  الذين ينتشرون خارج الوطن.. ويتعرضون اليوم لأكبر مشروع صهيوني يقضي بتهجيرهم أو توطينهم، ما يهدف إلى تصفية قضيتهم، وإسقاط حق العودة. ومن مساهمات "أوسلو" زيادة معاناتهم بفعل نسيان قضيتهم أمام الرأي العام الدولي، فهي لم تعط أي حلول لمشاكلهم المستمرة منذ أكثر من نصف قرن ونيف من الزمن.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/79554