وكالة القدس للأنباء - متابعة
كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة عن بلورة واشنطن وتل أبيب خطة، تسمح بتوسيع نطاق "الخط الأصفر" إلى 75% من مساحة قطاع غزة، بدلًا من 53% فقط، واعتبار ذلك ضغطا مدنيا على حركة حماس، لتفادي صدام نزع سلاح الحركة، والحيلولة دون الحاجة إلى نشر قوات دولية.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن بلورة الخطة التي ما زالت قيد الدراسة، تزيد وتيرة البدء في إعادة إعمار غزة في المناطق الخاضعة للسيطرة "الإسرائيلية".
تفاهم استراتيجي
وقبل زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، تشكَّل تفاهم استراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، يفضي إلى إعادة إعمار القطاع في الأراضي التي تحتلها "إسرائيل"، طالما تواصل حركة حماس رفض نزع سلاحها.
وقدَّرت المصادر أن الخطة المطروحة تحظى بقبول كبير لدى إسرائيل والولايات المتحدة. وعزت الخطوة إلى استنتاج مفاده: "أنه لا يمكن انتظار نزع سلاح حماس كشرط لبدء جهود إعادة الإعمار".
وأكدت في المقابل، أنه "لا توجد نية أيضا للسماح بإعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها حركة حماس، فيما يُعرف بـ"الخط الأحمر".
ووفقا للخطة المقترحة، تنفتح قوات الجيش "الإسرائيلي" على احتلال أراضٍ جديدة في قطاع غزة، لتبتلع 75% من مساحته.
إعمار على مراحل
وتعتزم "إسرائيل" بالتنسيق مع الولايات المتحدة، الشروع في إعادة الإعمار "فورا" على مراحل، تبدأ بإنشاء مناطق سكنية وبنية تحتية وخدمات صحية وإمدادات غذائية في كامل المساحات الجديدة التي يحتلها الجيش "الإسرائيلي" داخل القطاع.
وتنص الخطة على تحويل المساحات الجديدة في القطاع إلى مركز للاستقرار وإعادة الإعمار و"تحسين مستوى المعيشة"، بينما ستبقى المناطق الخاضعة لسيطرة حركة حماس مدمرة، وتفتقر إلى البنية التحتية، وتعتمد على مساعدات خارجية محدودة، بحسب تعبير "معاريف".
وترى "إسرائيل" أن هذا الوضع سيُؤدي إلى تزايد الضغط الداخلي في قطاع غزة؛ إذ يفضل الغزيون حينها الانتقال إلى المنطقة المُعاد تأهيلها، بينما ستُفرغ مناطق حركة حماس تدريجيا وتبقى مأهولة بشكل رئيس بعناصر الحركة.
وهكذا، دون توجيه إنذار رسمي، أو تحديد موعد نهائي، ستنشأ ديناميكية تُشجع على التوسع التدريجي للمنطقة المُعاد إعمارها، وبالتالي، على بسط السيطرة العسكرية "الإسرائيلية" عليها.
وبحسب الخطة، سيتم توسيع "الخط الأصفر" من خلال "عمليات عسكرية محدودة عند الضرورة"، دون العودة إلى قتال واسع النطاق.
نموذج لـ"غزة جديدة"
تقدّر "إسرائيل" أن هذا الوضع سيؤدي إلى تصاعد الضغط الداخلي في قطاع غزة، مع تفضيل المدنيين الانتقال إلى المناطق التي تُعاد تأهيلها، مقابل إفراغ مناطق سيطرة حركة حماس تدريجياً لتبقى مأهولة أساساً بعناصرها.
ووفق التقديرات، ستنشأ، من دون إنذارات رسمية أو مهل زمنية محددة، ديناميكية تُشجّع على التوسع التدريجي للمناطق المُعاد تأهيلها، بما يفضي إلى بسط السيطرة العسكرية "الإسرائيلية" عليها.
وبحسب الخطة، سيجري توسيع "الخط الأصفر" عبر عمليات عسكرية محدودة عند الحاجة، من دون العودة إلى قتال واسع النطاق. وترى إسرائيل أن حماس غير مستعدة حالياً لوقف هذا التقدم، على أن تسبق أي عملية توسيع إجراءات هندسية وأمنية تتركز على تحديد الأنفاق وتدميرها، قبل البدء بأعمال إعادة إعمار المناطق المدنية.
في الوقت نفسه، يؤكد مسؤولون "إسرائيليون" عدم وجود نيَّة لاستبدال وجود الجيش "الإسرائيلي" بقوة استقرار دولية. وطالما استمر وجود حماس في قطاع غزة، حتى ضمن مساحة أصغر، فلن تُنشر أي قوة أجنبية تحدّ من عمل الجيش. وبناءً على ذلك، ستتولى هيئة دولية بقيادة الولايات المتحدة، وبالتنسيق الكامل مع "إسرائيل"، إدارة عملية إعادة الإعمار، بالاعتماد على عناصر مدنية محلية، على أن تبقى المسؤولية الأمنية بيد الجيش "الإسرائيلي".
وتؤكد مصادر مطلعة للصحيفة العبرية أن "الخطة لا تعتبر ضما أو ترسيما لحدود جديدة، بل هو نموذج لـ"غزة جديدة" تُبنى تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية مستمرة".
ووفقا للتفاهمات الناشئة، طالما لم تُسلّم حركة حماس سلاحها، فلن يكون هناك انسحاب "إسرائيلي"، بل على العكس: توسع تدريجي للأراضي المُعاد إعمارها والسيطرة عليها، حتى تُسيطر على الأغلبية المطلقة من القطاع.
