وكالة القدس للأنباء – متابعة
بعد أيام على جريمة اغتيال قائد "كتيبة شهداء شاتيلا" العميد طلال بلاونة الملقب بالأردني، وما تبعها من توترات أمنية اتسعت دائرتها لتشمل مخيم عين الحلوة، وما أنتجته من تعطيل للحياة وتهجير للعائلات، وتوقف الحركة في شوارع وأحياء المخيم.
بعد أيام على هذه الخضة الأمنية التي ذكرت اللاجئين بالمصير الذي لاقاه مخيم "اليرموك" ومن قبله "نهر البارد"، كثرت الشائعات وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك – تويتر"، عن حشودات عسكرية واستنفارات فلسطينية متبادلة بين القوى المتنازعة.
وقد ردت القوى الفلسطينية الحريصة على أمن المخيم وسلامة واستقرار اللاجئين بإجراءات اتخذتها "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في لبنان لدرء مخاطر العودة إلى الاشتباك الذي يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني وكل الساعين لتصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة. فقد عقدت "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في لبنان، أجتماعاً في عين الحلوة، لاستعادة الأمن والاستقرار إليه بعد الأحداث التي شهدها مؤخراً، خاصة بعد تجاوز الوضع الأمني في المخيم كل الخطوط الحمر.
وفي هذا السياق، تناولت صحيفة "اللواء" مضمون الاجتماع الذي تركز على "إزالة نقاط التوتر الموجودة في المخيّم، ولا سيما ما بين "مفرق سوق الخضار - النداء الانساني"، و"حي طيطبا"، ودعم الحواجز العسكرية وتفعيل دور "القوّة الامنية المشتركة"، على أن يتم انتشارها رسمياً خلال 48 ساعة في "طيطبا" بالتوافق بين كل القوى الموجودة في المخيم".
فيما أشارت مصادر لصحيفة "السفير"، إلى "حال من التنسيق الأمني والعسكري غير مسبوق بين قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وبين القائد السابق للكفاح المسلح في عين الحلوة العميد "اللينو"، وأنهما تجاوزا كل المعوقات السابقة التي تمنع تقاربهما، وأن المعركة مع "المسلحين" قد فرضت إيقاعها على كل مكونات "فتح" وأدت إلى تناسي الخلافات والانقسامات السابقة".
من جهته، أكد أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة" في عين الحلوة الشيخ جمال خطاب، على "أن الخيارات العسكرية ليست حلاً"، مشيراً إلى أن "هناك واجباً يقع على لجان الأحياء في المخيم، بعدم إيواء أي مذنب ليتمترس في حيهم".
على صعيد آخر، تستمر الاعتصامات والتحركات الشعبية في المخيمات الفلسطينية بلبنان، مستنكرين قرارات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" في ظل زيادة تقليصاتها للخدمات، والتي كان آخرها احتمال تأجيل العام الدراسي لآلاف الطلاب الفلسطينيين في لبنان وقطاعات الوكالة الأخرى، مطالبيبن بضرورة "العمل الجاد والحقيقي للبحث عن مصادر تمويل لسد العجز الطارئ في موازنة "الأونروا"، لإنقاذ الخطر الذي يهدد 43 ألف مهجر فلسطيني من سوريا، الذين أصبحوا في عداد المشردين بلا مأوى وبلا مساعدات إغاثية، ويعيشون ظروفا إنسانية صعبة جدا".
من ناحيته، قال أمين سر الفصائل الفلسطينية في الشمال، بسام موعد، في اعتصام نظمته القوى الفلسطينية أمام مقر "الأونروا": "سننتظر حتى منتصف آب، عندها سنصعّد في احتجاجاتنا بأساليب لن تخطر على بال أحد، حتى شياطينهم .. ونحيي اتحاد الموظفين الذين هبوا للدفاع عن حقوق ابنائنا وابنائهم".