/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تحقيق المخيمات تستعد لرمضان: تحضير أطعمة وموائد وحصص للفقراء

2015/06/10 الساعة 08:22 ص
سوق الخضار في مخيم عين الحلوة
سوق الخضار في مخيم عين الحلوة

وكالة القدس للأنباء – خاص

ككل عام انشغلت العائلات والمؤسسات الإنسانية والدينية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، في التحضير لاستقبال شهر رمضان المبارك، فبدأت في إعداد الأكلات الشعبية المناسبة، ورصدت مبالغ لتوفير حصص غذائية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

للاطلاع على هذه التحضيرات في ظل الواقع المعيشي والاقتصادي الصعب، جالت "وكالة القدس للأنباء" على المخيمات، وخلصت إلى التحقيق التالي:

اعتبرت منسقة فريق حملة "إتغير لنغير" شريفة أبو شليح، في مخيم عين الحلوة، "شهر رمضان  المبارك هو شهر الخير والبركات، ونتعلم منه الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى، وفيه تزداد الطاعات والحسنات"، وأشارت إلى أنها  ستقوم خلال الشهر الكريم بتحضير موائد إفطار رمضانية بمشاركة "جمعية كشافة بيت المقدس" فوج حمزة بن عبد المطلب صيدا، تحت عنوان "موائد الرحمان"، وسنقوم بتوزيعها على العائلات الأكثر فقراً في مخيمات صيدا، وسنقوم بأيصالها للمنازل  طاعة لله ورسوله، وأوضحت، أن "البهجة التى كانت في السنين الماضية للشهر الكريم  قد تغير النفوس أيضاً، وتخوفت أبو شليح من استغلال جزء كبير من التجار لمصالحهم في زيادة أسعار السلع الغذائية بدون حسيب أو رقيب، أو رحمة للمؤمنين  وبذلك تزداد الأعباء على تلك الأسر في شهر الغفران والرحمة".

الجمعيات الخيرية وتوزيع المساعدات

وقال عضو "اللجنة الشعبية" وأمين سر "اللجنة الشبابية الفلسطينية" ومنسق العلاقات العامة بلجنة تجار مخيم عين الحلوة، حسام الميعاري، إن "الاستعدادت الذي تقوم بها العائلات الفلسطينية الفقيرة  بمخيمات لبنان، هي الدعاء الى الله مع قدوم شهر رمضان المبارك، وبهذه الظروف الصعبة، مع عدم وجود فرص العمل لكثير من أهلنا بلبنان، وانتظار الجمعيات الخيرية لتوزيع المساعدات، علماً أن أغلب الجمعيات والمؤسسات الخيرية  توزع مساعداتها  بعد العاشر من رمضان، مما يزيد الطين بلّة بالنسبة لعائلات العسر الشديد".

ودعا ميعاري أهالي المخيم إلى ضرورة التكافل والتآخي والتعاون، وأن ينظروا  بهذا الشهر الكريم الى الفقراء والأيتام والأرامل والمرضى، وأصحاب الحاجة،    وأن  يبدأ  كل واحد منا بالحي أو المنطقة التي يسكن فيها، وأن نُشعر أهلنا بالواجب  المنوط بنا، وأن نقف إلى جانبهم في معاناتهم.

وأضاف: "نحن كلجنة شبابية فلسطينية هدفنا الرئيسي رفع الظلم عن شعبنا، وإيماناً منا بهذا الهدف سنكون  بجانب الفقراء والمساكين، ولدينا خطة عمل  مشروع إفطار صائم خلال الشهر الكريم، وجبات طعام عبارة عن معجنات يومياً، كذلك سنقوم  بتأمين وجبات مناسف من أرز طيلة الشهر الكريم، إذا تم تأمين المبلغ المالي لها".

وقال أبو محمد علي الفلسطيني النازح من سوريا، "لا يهمني بأي شكل من الأشكال التجهيز لشهر رمضان الفضيل، كوني غارق بالديون للسمان والخضرجي، ولا أملك قوت يومي، وخاصة بعد القرارات التعسفية التي قامت بها "الأونروا"، وفق صمت مطبق من "منظمة التحرير الفلسطينية".

إعداد الأكلات الشعبية

ورأت الحاجة أم فادي ظاهر من سكان مخيم الرشيدية، أن "هذا الشهر هو شهر الخير والبركة التي يتنعم بها الفقير والغني، فهو شهر تجتمع فيه العائلات على المحبة والإلفة، والأهم من ذلك هو أن الإنسان في هذا الشهر يهذّب نفسه على طاعة الله في العبادات وغيرها من فعل الخير، لما أعده الله لنا في هذا الشهر من الفضل الكبير والمغفرة والخير، ونحن في هذه الأيام نعد الكثير من الأكلات الشعبية التي يكثر تحضيرها، مثل المنسف والمقلوبة والفتوش وغيره".

وأكد أحد نازحي مخيم اليرموك وصاحب محل الحلوى، محمد زكي، "أننا نقوم باستعدادات كبيرة لاستقبال هذا الشهر، بإعداد تشكيلات مميزة وكاملة من جميع أطباق الحلويات الشعبية الرمضانية، مثل مد القشطة، والنمورة بالقشطة، والعصملية وغيرها من الحلويات المميزة، وهناك إقبال من الأهالي على هذه الأكلات بفضل الله عز وجل، لأنها جزء من خيرات هذا الشهر الكريم".

وأشارت الحاجة خزنة قدورة، إلى "أننا نستعد لاستقبال رمضان ونحن مطمئنين لقدومه، لأنه يحمل لنا الخير والبركة، ونأمل من الله أن يوفقنا لأداء فريضته، وأن نؤدي صيامه".

معتبرة أن "الواقع القديم الذي كنا نعيشه في فلسطين أختلف عن واقعنا الحالي، حيث كنا نعيش على الدردار والمجدرة والبرغل والزيتون، ولكننا رغم هذا كنا نعيش بأمان واطمئنان ومحبة وتآلف.

تحضير الأطعمة لكبار السن

وتؤكد مشرفة "دار الشيخوخة" في مخيم نهر البارد، أم يامن لوباني، "أنه في شهر رمضان يتحول دوام المركز إلى مسائي من الساعة الرابعة، ونقوم مع كبار السن بتحضير الأطعمة، والتحضير للإفطار الذي يقام كل يوم في الدار لكبار السن، ولبعض العائلات الفقيرة"، وتابعت: "بعد الإفطار نقوم بالأنشطة والمسابقات، والتراثيات، والمولد النبوي، واستقبال الضيوف من الخارج، ودعوة الجيل الجديد إلى إفطارات لربطهم بالعادات القديمة لأجدادنا. وقبل شهر رمضان نقوم بتزيين الدار بالفوانيس".

وقالت: "تكاليف الإفطارات في رمضان كبيرة، ونقوم بتأمينها من خلال الأرض التي نزرعها، وبعض الأشخاص من المخيم، وبعض المؤسسات، وخاصةً أصبح الوضع الاقتصادي والمعيشي صعب".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/75432

اقرأ أيضا