وكالة القدس للأنباء – خاص
تنتظر المخيمات الفلسطينية هذه الأيام بقلق بالغ ما ستؤول إليه اجتماعات الدول المانحة الممولة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في 12 حزيران الجاري لما سيترتب عليها من نتائج متصلة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل وجودهم في أماكن تجمعاتهم الخمسة: لبنان، سوريا، الأردن، الضفة الغربية وغزة...
فإدارة المؤسسة الدولة (الأونروا) استبقت الإجتماعات بسلة إجراءات حملت تقليصات واضحة لخدماتها على المستويات كافة تحمل تلميحات بإنهاء عملها الأمر الذي يلبي المطلب "الإسرائيلي" الذي يقول أن بقاء (الأونروا) على حالها يعيق الوصول إلى تسوية بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين!..
وفي نفس الوقت تنشغل المخيمات الفلسطينية بمساعي "اللجنة الأمنية العليا" التي تعمل على نشر "القوة المشتركة" وتثبيت حضورها في كافة ارجاء مخيم "عين الحلوة" قبل أن تنتقل إلى باقي المخميات في بيروت والشمال والبقاع ومخيمات جنوب الليطاني.
وكان انتشار "القوة المشتركة" في "حي حطين" بمخيم "عين الحلوة" والذي كان مقررا صباح أمس الإثنين، قد تأجل لمزيد من البحث والتحضير، كما قالت مصادر "اللجنة الأمنية العليا"...
وفي هذا السايق تواصل القوى الفلسطينية اتصالاتها على مختلف الصعد والمستويات مع الأشقاء اللبنانيين لمزيد من التنسيق بشأن كل الخطوات الآيلة إلى تكريس وتعزيز الأمن والإستقرار داخل المخيمات والجوار، وتحصينها في وجه أية ارتدادات محتملة للتطورات العسكرية والأمنية التي تشهدها غير ساحة عربية.
وقد شهدت العاصمة بيروت اجتماعاً مشتركاً لهيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية و"تحالف القوى الفلسطينية" في قاعة الشهداء بمخيم "مار الياس"، تخلله "مناقشة التطورات على الساحة الفلسطينية والعربية والأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، والتحديات والأخطار التي تتعرض لها قضية فلسطين".
ورأى المجتمعون في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، أن "هذه الأخطار والأوضاع الصعبة تتمثل في ازدياد شراسة العدوان الصهيوني الاستيطاني التهويدي لمدينة القدس والحصار الظالم على قطاع غزة، وفي المعاناة القاسية التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، بالإضافة الى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات لا سيما في مخيمات لبنان وسوريا حيث يتعرض مئات الآلاف منهم للتهجير بفعل الحرب الارهابية التكفيرية التي تشن ضد المجتمعات العربية والدول الوطنية بغية تفتيتها خدمة للمشروع الاميركي الصهيوني العربي الرجعي".
ولفتوا الى ان "هذه الأخطار تترافق مع سعي أميركي صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، عبر محاولة شطب حق العودة، وفرض اقامة الدولة اليهودية العنصرية، كما تترافق مع انكشاف اللقاءات السعودية "الاسرائيلية" التي تجري في لحظة انشغال جماهير الامة العربية وقوى المقاومة في مجابهة قوى الارهاب التكفيري التي تعتبر الوجه الآخر للارهاب الصهيوني". ودانوا "بشدة مثل هذه اللقاءات العربية "الاسرائيلية"
وشدد المجتمعون على "أهمية تكاتف قوى المقاومة وقوى التحرر العربية لمجابهة المخطط الصهيوني التكفيري الرجعي لحماية وحدة المجتمعات العربية وصون قضية فلسطين وعروبتها وحقوق الشعب العربي الفلسطيني".
كما نوَّه المجتمعون بـ"قرار المحكمة المصرية إلغاء الحكم الذي صدر بحق كتائب عزالدين القسام باعتبارها منظمة ارهابية"، متمنين على الحكومة المصرية ان "تقرن هذه الخطوة برفع الحصار عن قطاع غزة".
وأكدوا ان "رد الاعتبار للقضية الفلسطينية واعادة تحويل البوصلة نحو الخطر الصهيوني يمثل أولوية موازية لأولوية محاربة الارهاب التكفيري المدعوم دوليا وعربيا واقليميا".
من جهة أخرى تحدثت صحيفة "السفير" عن المناضل الأممي فرانكو فونتانا، الإيطالي الذي التحق بالمقاومة الفلسطينية في العام 1977 مقاتلا ضد العد الصهيوني، ولم يفارق الساحة إلا بعد الإجتياح الصهيوني للبنان في العام 1982. وعاش فونتانا سبعة عقود مفعمة بالثورة ضد الطغيان...
وصل الى لبنان يوم النكبة في 15 أيار الماضي، ورحل يوم النكسة في 5 حزيران 2015، وكأن القدر مصرّ ان يدخله على سكة تواريخ مفصلية لقضية عاش ومات في أحضانها.
وسوف يشيّع جثمان المناضل فونتانا من أمام مكتب «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في مخيم شاتيلا يوم غد، الساعة الرابعة والنصف عصراً باتجاه مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية.