وكالة القدس للأنباء - خاص
تتشابه المشاكل الصحية ومطالب أهالي مخيمي الرشيدية وعين الحلوة بهذا الخصوص، مع مشاكل ومطالب بقية المخيمات، من حيث نقص المستشفيات، وغياب التجهيزات، وعدم تغطية "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" للنفقات والاحتياجات المطلوبة.
وأكد الأهالي في أحاديثهم لـ "وكالة القدس للأنباء"، أن الوضع الصحي في المخيمين، أقل من المستوى المطلوب، محملين "الأونروا" المسؤولية ما يهدد حياة العشرات، بخاصة أصحاب الحالات المستعصية.
وشرح الحاج أبو العبد، الوضع الاقتصادي الصعب لأبناء المخيمات، نتيجة البطالة والفقر، ما يجعل تكاليف الحياة وخاصة الطبابة والاستشفاء ثقيلة على كاهلهم، معتبراً أن "الموضوع الصحي في مخيم الرشيدية، مقبولاً في بعض الأحيان وأحياناً يكون سيئاً للغاية، ولكنه في غالب الأحيان سيء جداً، وبحاجة إلى تحسين، وعلى سبيل المثال التغطية النسبية لأصحاب العمليات الباهظة الثمن أو أصحاب الأمراض المستعصية، تشكل مشكلة، فهناك حالات تستطيع تغطية ما تبقى من النسبة المقدمة للمريض، وهناك من لا يستطيع تغطية أي جزء من هذه النسبة، ولا أعتقد أنه يوجد رضا عن هذا الوضع من كثير من الناس".
ورأى الحاج أبو محمود غنام أن "الوضع الصحي مقبول نوعاً ما، ولكن ليس بالشكل الذي يلبي حاجات المرضى، ولكن هذا لا يعني أنه بحالة جيدة ولا يوجد هناك واقع صحي مكتمل 100% حتى في المستشفيات الخاصة, فعلى سبيل المثال هنا عندنا في مستشفى "بلسم" تجد اقبالاً جيداً عليه، ولكن حتى يكون هناك استمرارية للعمل الاستشفائي وضمان استمراره لا بد من دعم هذه المشتشفى وتفعيل دورها من خلال زيادة الطاقم الطبي والمعدات، وكل المستلزمات الضرورية، ونتيجة ذلك يوجد ثغرات كبيرة لأنه لا يوجد اهتمام من قبل القيمين على الوضع الطبي، وهذا ما سبب سوء الواقع الصحي في المخيمات".
تغرات ومطالب للتحسين
وأكد أيمن الصفدي، أنه "لا يوجد أي رضى من أحد على واقعنا الصحي الموجود، سواء كان على مستوى المستشفيات أو العيادات التابعة للأونروا، لأن نسبة 90% من أبناء المخيمات يعالج في عيادة الأونروا التي تعمل يوم الجمعة نصف نهار، ويوم السبت تخصصه للحالات الطارئة ويوم الأحد عطلة، ويوم الإثنين إجازة مرضية للطبيب، وحدث ولا حرج في وضع العيادة، في هذا المجال فالوضع الصحي في مخيماتنا غير مقبول لدى الكثيرين، ولكن لا يوجد أي بديل، هناك كثير من المزايا التي تتمتع بها العيادة، مثل البناء والمكاتب والأشياء التقنية، وهذا لا يفيدنا في واقعنا الطبي والصحي، الا من خلال جمال المنظر الخارجي، ولكن نحن نريد أن يكون هناك مزايا في جوهر العمل الصحي، من اهتمام الطبيب بالمريض، ومن توفير الدواء والراحة النفسية، التي هي جزء من الواقع الصحي، وأشار إلى وجود ثغرات منها أن الطبيب في اليوم يعالج ما يقارب 300 إلى 350 مواطناً أما الثغرة الأكبر والأصعب هي أن الدكتور النسائي هو ذكر وليس أنثى، إضافة الى دكتور تخطيط القلب، وهذا من أهم الثغرات التي سببت استياءً كبيراً لدى المرضى، بحيث أن الكثير من النساء يرفضن التخطيط نتيجة الوضع الحاصل".
واعتبر عضو لجنة المتابعة للجان الشعبية في منطقة صور أبو إبراهيم، أن وجود مستشفى الهلال يشكل انجازاً كبيراً، ولكننا بحاجة إلى تكاتف جميع الجهود لتشكيل ضمان صحي لكافة الأسر كما هو حال موظفي الأونروا.
أما بخصوص الأونروا فيجب أن تدفع نسبة 80% كما تدفع وزارة الصحة اللبنانية، فالواقع الصحي في الحقيقة صعب جداً من ناحية التغطية، التي توفرها الأونروا أو أي جهة أخرى لأن المريض أحيانا يتحمل أكثر من النصف في عملية التغطية، وانظر إلى ما يعاني منه المرضى في العيادات حيث يتم علاج نحو 300 مريض يومياً من خلال دكتور واحد".
وأضاف:"هناك إخفاقات وثغرات كبيرة يجب معالجتها، من الجميع دون استثناء، وكما يجب أن يكون هناك رعاية ولجان متابعة لهذا الواقع حتى نرتقي الى تحقيق مصلحة مرضانا".
ورأى عضو اللجنة الشعبية والصحية الصيدلي منير ظاهر أن "التقييم العام للواقع الصحي بدرجة مقبول لدى البعض، إلا أنه لا يلبي الحاجيات المطلوبة لدى المريض بشكل كامل، ولا بد من وجود الثقافة الاجتماعية لدى الكثير من الناس، حتى يتم معالجة كافة الشوائب والعقبات التي يواجهها المجتمع لأن هناك حالة من اللا مبالاة للمرضى أحياناً, فالمريض يقوم بأخذ الدواء وهو ليس بحاجة إليه وإنما يعتبره فرصة مما يتسبب بالنقص.
وقال: "هناك إمكانية لمعالجة بعض الحالات في المخيمات، وهناك حالات مستعصية يصعب التعامل معها لأسباب تقنية ومادية وغيره فيتم تحويلها إلى المستشفيات الأخرى".
الملف الأكثر معاناة
وقال عضو اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، أبو خاد زعيتر، أن "هناك حالات مرضية كثيرة في المخيم، وبعضها مستعصي، وبحاجة للجراحة، تغطي الأونروا جزءاً ويبقى الآخر دون تغطية أو اهتمام، ويصبح المرضى من المتسولين على أبواب الجمعيات، إضافة إلى قلة الأدوية للأمراض المزمنة، التي تكون تكلفتها كبيرة، وبعض العمليات لا تشملها الأونروا بالتغطية، كعمليات العظام والصور كالرنيم المغناطيسي، أو بعض الصور التي هي بحاجة إلى موافقة مسبقة، وهذا الملف هو الأكثر معاناة لدى أبناء المخيمات عموماً".
وتقول إيمان القاضي النازحة من سوريا،"إننى غير راضية عن مختلف التقديمات في الأونروا وخصوصاً الطبي منها، بسبب استهتارها بحياة الناس، وعدم قيامها بعلاج صحي وضمان كامل وكافي للمرضى الذين يدخلون المشافي ويموت بعضهم بسبب عدم وجود العلاج الصحيح، لأن الأونروا تكون متفقة معهم على نسبة معينة بدون علم المريض، كما أن الدواء لا يكون في أكثر الظروف قليل وغير فاعل، مما يضطر المريض لشراء الأدوية حتى ولو كان بالمشفى".
ويقول أخصائي الصحة العامة محمود الصالح، إن "هناك خللاً إدارياً في مؤسسات الأونروا المختلفة ومنها الطبية، وهذا يجعل الخدمة وأدائها في غاية الصعوبة، بسبب الفساد والهدر في تلك الدوائر، ما يؤثر على حياة المرضى وعلاجهم، كما أن مستوى تغطية نفقات المشافي وقلته والتهرب الواضح من الأونروا ينعكس سلباً على الوضع الصحي".
ورأى أن "معالجة هذا الواقع الفاسد والمرير، يتم من خلال إيجاد لجان رقابة ومحاسبة لوقف الفساد والهدر، مشيرا إلى أنه يوجد في مخيم عين الحلوة عيادتان لمئة الف نسمة ويزيد، وهذا استهتار بحياة الناس".