وكالة القدس للأنباء – خاص
توارى الملف الأمني الخاص بمخيم "عين الحلوة" وحي "الطواريء" خلف قرارات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين – الأونروا"، التي تحدثت عن تقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم ووقف مساعداتها المالية للفلسطينيين النازحين من سوريا، ما أدى لردات فعل شعبية شاجبة انعكست اعتصامات وإضرابات مفتوحة وإقفال لبعض مراكز "الأونروا"، شملت مخيمات اللاجئين كافة، في محاولة للضغط على أصحاب القرار ودفعهم للتراجع عن إجراءاتهم التي تمس حياة اللاجئين ومستقبل قضيتهم، في وقت تعيش فيه الأغلبية الساحقة من أبناء المخيمات في ظل ضائقة إقتصادية وأزمة إجتماعية خانقة.
وفي هذا الإطار قال موقع "النشرة" الإلكتروني أن القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية الفلسطينية تتجه "إلى تصعيد تحركاتها الإحتجاجية ضد وكالة الأونروا"...
وأضافت "النشرة" أن "حالة الإستنفار السياسي والشعبي الفلسطيني في لبنان مردها إلى أن وقف المساعادات المالية يعني عملياً تخلي المجتمع الدولي عن رعاية النازحين، ما يثقل كاهل أبناء المخيمات والفصائل والمؤسسات الأهلية والإغاثية الفلسطينية في سد العجز، بينما يترنح اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم تحت وطأة الفقر والبؤس والبطالة، ناهيك عن مخاوف حقيقية من أن يمتد القرار ليشمل تقليص المساعدات الخدماتية الإجتماعية والتربوية والصحية للاجئين بعد معلومات عن وقف التوظيف في دائرة التربية والتعليم في "الأونروا" وصولاً إلى إنهاء عملها، بينما يتمسك اللاجئون الفلسطينيون بها كشاهد حي على النكبة واللجوء ومسؤولية المجتمع الدولي نحوهم إلى أن تتحق العودة إلى ديارهم فلسطين".
وعلمت "النشرة" "ان توقيت إعلان القرار من المدير العام لوكالة "الأونروا" في لبنان متاياس شمالي جاء قبيل أسابيع قليلة على موعد اجتماع للدول المانحة لمساعدات "الأونروا" الذي سيعقد في الخامس من حزيران المقبل في القاهرة لمناقشة سبل سد العجز وتأمين الإحتياجات الضرورية منعاً لإفلاس المؤسسة الدولية، بهدف استثمار الإحتجاجات الشعبية للضغط على المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته المالية وتأمين ما تحتاج له لاستمرار خدماتها... لا لتحسينها وهو ما يطالب به اللاجئون دوماً"...
في المقابل، اكدت مصادر فلسطينية لـ "النشرة" "أن العمل يجري على خطين متوازيين: سياسياً عبر الحراك نحو "الأونروا" والدولة اللبنانية للتراجع عن هذا القرار... وشعبياً من خلال تنظيم إعتصامات وتحركات إحتجاجية للتعبير عن الغضب والإستنكار لهذا القرار المجحف، وسط تأكيد فلسطيني على عدم إقفال المؤسسات الصحية والتربوية حتى لا ترتد سلباً على حياة اللاجئين".
الذكرى التاسعة للشهيدين المجذوب
في جانب آخر من المشهد الفلسطيني، انفردت صحيفة "اللواء" في الحديث عن الذكرى التاسعة لاستشهاد الأخوين مجذوب، عضو قيادة "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان محمود وشقيقه نضال بواسطة سيارة مفخخة في "حي البستان" بمدينة صيدا يوم الجمعة في 26 أيار العام 2006.
وكتبت ثريا زعيتر عن أجواء الحزن التي ما تزال تلف أرجاء المنزل الذي احتضن الشهيدين، وما "زال الصبر واللون الأسود يلازمان «أم الشهيدين» محمود ونضال المجذوب، الحاجّة خالدية الأتب المجذوب، لا يمكنها أنْ تنسى ذلك اليوم الأسود، حين فقدت فلذتَيْ كبدها دفعة واحدة، وقد كانت لهما الأم والأخت والمرشدة والداعمة لفكرهما المقاوم"...
وتضيف زعيتر "عند دخولك إلى منزل «أم الشهيدين» المجذوب، ترى صورهما في كل أرجاء المنزل... وكأنّ الزمن لم يتغيّر إلا التاريخ من 26 أيار 2006 إلى أيار 2015، كل شي كما هو... الحنين والذكريات والدموع ولوعة الفراق"...
وتقول أم الشهيدين «في الذكرى السنوية لاستشهادهما، فإن ذلك اليوم الأسود لم يفارقني... كأنّ الفاجعة حصلت الآن، لم أنسَ تلك اللحظات القاسية.. لكن للأسف رغم إلقاء القبض على العميل والقاتل محمود رافع وإصدار حكم الإعدام عليه، إلا أنّ الحكم لم يُنفّذ حتى الآن، لأنّه لا توجد دولة في لبنان تحمينا وتأخذ حقنا من العملاء"...
وناشدت الحاجة أم محمود الرأي العام اللبناني، لممارسة كل أشكال الضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل تنفيذ حكم الإعدام بحق العميل محمود رافع الذي اعترف بمسؤوليته الكاملة مع آخرين ومن بينهم ضباط صهاينة عن جريمة الإغتيال وجرائم أخرى.