وكالة القدس للأنباء - خاص
بينما كانت الانظار متجهة الى مخيم عين الحلوة، على أثر جريمة اغتيال مروان عيسى، نفذت القوى الأمنية اللبنانية عملية سريعة في شارع المئتين بمدينة طرابلس، شمالي لبنان، كان من نتيجتها قتل أسامة منصور، الذي ارتبط أسمه مع شادي المولوي، والمتواري منذ أحداث طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، واعتقال الشيخ خالد بحلص... وجاء مقتل منصور في طرابلس لينهي مسلسل الشائعات التي رافقت اختفاءه، والتي كانت تروج لوجوده في "عين الحلوة"!..
والى جانب هذا الحدث الأمني، الذي شد انتباه وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، ظل مخيم "عين الحلوة" تحت وطأة تداعيات عملية اغتيال عنصر "سرايا المقاومة" مروان عيسى منذ ايام داخل المخيم... وقد ابقت "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" المشرفة على امن المخيمات اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية في هذه قضية.
واعلن قائد "القوة الامنية الفلسطينية المشتركة" في المخيمات اللواء منير المقدح: ان الجنة الامنية العليا قررت تعزيز الحواجز على مداخل المخيم ومواكبة التحقيقات الجارية، والقرار لدينا تعزيز كل النقاط للقوة الامنية داخل المخيم من اجل الحفاظ على امن المخيم وامن الجوار وسيرفع الغطاء عن اي شخص يعبث بامن المخيم او بامن الجوار اياً كان.
وعلمت "المستقبل" ان "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في لبنان بصدد تنفيذ خطة أمنية جديدة لمخيم عين الحلوة تشمل استحداث نقاط جديدة وتعزيز حواجز للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لا سيما في الشارع التحتاني، وتحديدا في المنطقة الفاصلة بين حي الطوارئ" الذي يعتبر معقلا لتنظيم "جند الشام"، كما تقول الصحيفة.
وتتضمن بعض هذه التدابير التي ستكون غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية، تحصين حاجز الكفاح في الشارع التحتاني للمخيم وحاجز مدخل حي الطوارئ وحاجز البركسات وتعزيزهما بعناصر مجهزة من "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" التي سيتم نشر اكثر من 125عنصرا اضافيا الى الـ225 الموجودين ضمنها حاليا، وتوزيعهم على النقاط والمواقع القائمة والمستحدثة لهذه القوة في مختلف احياء المخيم بما فيها تلك التي لم تكن مشمولة بالانتشار وتعد معقلا لمجموعات مسلحة تؤوي مطلوبين للسلطات اللبنانية، وبالتالي تسريع تحرك القوة الأمنية عند اي حدث او عندما تدعو الحاجة.
وتؤكد الصحيفة أن الأيام المقبلة ستشهد "ترجمة ميدانية لهذه التدابير التي ستوضع موضع التنفيذ بعد اجتماعات للجنة الأمنية العليا مع قيادة القوة الأمنية الفلسطينية، وبالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني".
وبهذا الصدد أكدت صحيفة "السفير" أن القيادات السياسية والأجهزة الامنية اللبنانية ما تزال منشغلة بقضية اغتيال مروان عباس عيسى (26 عاماً) في مخيم الطوارئ في عين الحلوة.
وتنقل "السفير" عن مصادرها ان السلطات اللبنانية المعنيّة كررت "عزمها على الاقتصاص ممن ارتكب هذه الجريمة حتى لا تصبح سابقة وتمر من دون عقاب"... وشددت "مصادر متابعة على ضرورة مبادرة القوة الامنية الفلسطينية المشتركة لاعتقال الجاني المتواري (م. ش.) الموجود في مخيم الطوارئ وهو ينتمي الى «فتح الإسلام»، وذلك من أجل وضع حد لهذه القضية قبل استفحالها، وذلك كما طلب صراحةً رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور من قائد القوة الامنية المشتركة في لبنان ونائب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني اللواء منير المقدح"...
وقد أبلغت مصادر فلسطينية صحيفة "السفير" أن شحرور سيلتقي غداً في مكتبه في ثكنة الجيش في صيدا القيادة السياسية الفلسطينية العليا في لبنان وقيادة الامن الوطني الفلسطيني...
وكانت مدينة صيدا قد شهدت سلسلة اتصالات وتصريحات لعدد من مسؤولي الفصائل اكدت على ضرورة اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للحؤول دون جر مخيم "عين الحلوة" أو اي من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى اي شكل من اشكال الفتنة الداخلية او مع الجوار، وتعزيز الامن والاستقرار، عبر استكمال نشر "القوة الامنية المشتركة" في مخيمات بيروت والشمال والبقاع والجنوب، وتعزيزها في "عين الحلوة".
وكانت النائب بهية الحريري قد استقبلت وفد "اللجنة الأمنية العليا" برئاسة اللواء ابو عرب، حيث أكد
المجتمعون على استنكار جريمة قتل عيسى وضرورة العمل على متابعة التحقيقات بالتنسيق مع السلطات اللبنانية حتى كشف كافة ملابسات هذه الجريمة وملاحقة وتوقيف مرتكبيها، وعلى الموقف اللبناني الفلسطيني الموحد بوجه اية محاولات لافتعال فتنة داخل المخيم او مع الجوار.
وسئل ابو عرب عما اذا كانت اللجنة الأمنية العليا تلقت اي طلب من السلطات اللبنانية بتسليم اي شخص آخر مشتبه به في هذه الجريمة قال: حتى الآن لا يوجد طلب، الدولة اللبنانية لم تطلب لكنها اخذت نتائج التحقيقات الأولية التي اجريت عند تسليم الشخصين المتهمين في هذه القضية ولديها اجراءات وتحقيقات تخصها، ونحن لدينا اجراءات وتحقيقات تخصنا وسيكون هناك تنسيق بين التحقيقات هنا وهناك حتى نرى الصورة الواضحة اين. تعرفون ان تحقيقات الدولة اللبنانية تختلف كليا عن التحقيقات التي نحن نقوم بها، واللجنة الأمنية العليا تاخذ دورها كاملا في المخيم، وهناك اعادة انتشار للقوة الأمنية المشتركة في كل المخيم باذن الله.
وترأس أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد في مكتبه اجتماع لقاء الأحزاب اللبنانية... وأصدر المجتمعون بياناً استنكروا فيه "الجريمة البشعة المدبرة والمخطط لها لإشعال الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين ولزعزعة الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة ومع محيطه، والتي تهدف لاستجرار ردات فعل تأخذ أبعادا مذهبية خدمة للمشروع التدميري الذي يستهدف أمتنا العربية والإسلامية"، داعيا "الأخوة الفلسطينيين للتنبه لما يجري ويحاك، وأن يتعاملوا مع هذه الجريمة النكراء بمستوى عال من المسؤولية والحرص والتعاون مع القوى الأمنية اللبنانية، وبشكل خاص الجيش اللبناني، لينال المجرمون عقابهم وتأخذ العدالة مجراها وينعم المخيم والجوار بالأمن والهدوء".
ومن جهته أكد فتحي ابو العردات أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير "أن "استهداف عيسى هو استهداف لمخيم عين الحلوة بكل اطيافه ومكوناته". واعتبر ان "جريمة اغتيال عيسى استهدفت امن مخيم عين الحلوة الذي سعى الجميع من اجل ترسيخه وتثبيته حفاظا على امن المخبم والجوار".