/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير الصحافة اللبنانية: سباق في "عين الحلوة" بين تثبيت الأمن والتوتير المشبوه

2015/04/09 الساعة 10:41 ص
الصحافة اللبنانية
الصحافة اللبنانية

"وكالة القدس للأنباء" - خاص

يبدو أن انتشار "القوة الأمنية المشتركة" في مخيمي "عين الحلوة" و"المية ومية"، وتالياً في مخيمات بيروت والشمال والبقاع والجنوب، فرض حالة من الارتياح لدى الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين الذين ينظرون بألم وأسى لما يجري في غير بلد عربي من اقتتال داخلي ونزف دموي لم يترك مواطنا أو لاجئا إلا وأصابه مقتلا ودمارا وتهجيراً، في عمل تخريبي لا يخدم سوى العدو الصهيوني... وكان من نتائجه تدمير المدن والقرى بما فيها من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا...

إن مشهد تدمير مخيم "اليرموك" القابع على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة السورية، وتهجير سكانه، أعاد الى اذهان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الدمار الذي لحق بمخيم "نهر البارد" الذي لا يزال أهله يصارعون من أجل إعادة بنائه رغم مرور نحو (8) سنوات على تدميره وتشريد اهله.

لذلك كان انتشار "القوة الأمنية المشتركة" وفرض الأمن والإستقرار داخل المخيمات وفي محيطها وبتنسيق كامل بين الفصائل والحركات الفلسطينية، كافة، والأجهزة الأمنية اللبنانية، مطلبا شعبيا وحاجة ملحة لدرء الأخطار عن اللاجئين الذين يستشعرون الخطر الداهم على القضية الفلسطينية عامة، وملف اللاجئين بخاصة.

إلا أن ثمة أيادٍ عابثة مأجورة تعمل في الخفاء لإبقاء المخيم أسير حالة الفلتان والفوضى التي تعاكس المصلحة الوطنية والمجتمعية لجموع اللاجئين الفلسطينيين، الذين يسعون لحماية مخيماتهم والجوار.

وفي هذا الإطار تناقلت وسائل الإعلام اللبنانية وبعض العربية أنباء الجريمة التي أودت بحياة عضو "سرايا المقاومة" مروان عيسى، وإلقاء "عبوة وهمية" على أحد مقرات "القوة الأمنية"  في مخيم "عين الحلوة"... ورأت صحيفة "الجمهورية"، ان القاء العبوة "يهدف لتعكير الامن والاستقرار في المخيم بعدما اتخذت القوى الفلسطينية في اجتماعها الاخير قراراً بتعزيز دور القوة الامنية إثر قتل جماعة «جند الشام» مروان عيسى، احد عناصر "سرايا المقاومة".

وكانت "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" المشرفة على أمن المخيمات اجتمعت في مقر "الامن الوطني" في مخيم "عين الحلوة" برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب للبحث في التطورات إثر اغتيال عيسى. واتفق المجتمعون على متابعة التحقيق في قضية الاغتيال واخذ الاجراءات اللازمة في حق أيّ شخص اشترك بهذه الجريمة، حيث سيتم استدعاء ايّ مشتبه به للتحقيق.

ونقلت صحيفة "السفير" عن قائد القوة الأمنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، "أن التحقيق مفتوح ومستمر ويتولاه الجيش اللبناني، وقد وضعنا بين يديه تقريراً كاملاً بكل المعطيات والمعلومات التي توصلنا اليها مدعّمة بالصور والفيديو التي التقطتها بعض كاميرات المراقبة". واشار الى «اننا سنتابع التحريات على الأرض والمشتبه فيهم الآخرين وكل من يظهره هذا التحقيق سيعتبر مطلوباً، وسيتم العمل مع كل القوى الوطنية والإسلامية على تسليمه من أجل الوصول الى الحقيقة كاملة".

وأدرجت "المركزية" ما يجري في المخيم "من القاء قنابل وغيرها من الحوادث في اطار ضرب الاستقرار الذي ينعم به في محاولة لشق الصف الفلسطيني خدمة لأجندات لا تخدم الشعب الفلسطيني ولا قضيته انما ترتبط بما يجري اقليميا ودوليا وهو امر لن تسمح به القوى الفلسطينية الحية والفاعلة في المخيم".

وفي سياق متصل قالت صحيفة "الأخبار" إن القوى الفلسطينية شاركت في مراسم العزاء بشهيد حزب الله مروان عيسى في مجمع الزهراء بمدينة صيدا. وقدم التعازي ممثلون عن "القوى الإسلامية" و"المبادرة الشعبية" و"حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" و"عصبة الأنصار" و"أنصار الله" و"الجبهة الديموقراطية" وأمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات والعميد محمود عيسى "اللينو" وقائد "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" اللواء منير المقدح.

وأضافت "الأخبار" أن وفداً من "القوة الأمنية" برئاسة قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء صبحي أبو عرب زار قيادة الحزب في صيدا. دان "عملية القتل البشعة" وأبدى حرصه على "أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني"، وشدد على أن "ينال الجناة قصاصهم".

إن أمن المخيمات واستقرارها والعلاقة الطيبة مع الجوار هو هاجس كل القوى الفلسطينية المخلصة لقضيتها ولشعبها... وبالتالي يجب بذل كل الجهود لتوفير الامكانيات والمناخات لاستكمال انتشار "القوة الامنية المشتركة" في المخيمات كافة، وتمكينها من الوقوف بوجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن المخيمات وحياة اللاجئين الفلسطينيين واستقرار العلاقة الطيبة مع الجوار.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/72893

اقرأ أيضا