"يوم الأرض" بات عنواناً لصمود شعبنا في مواجهة محاولات الاقتلاع والتهويد، وقد أصبح الاحتفال بذكراه كل عام، تأكيدًا على التمسك بالحقوق والهوية والتاريخ والجغرافيا.

 تحول "يوم الأرض" الذي نعيشه هذه الأيام بعد مرور 39 عاماً، إلى رمز، ومحطة للتأمل والقراءة، للاستفادة منها والبناء عليها.

 ففي مثل هذا اليوم من العام 1976، صادر الاحتلال نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين وديرحنا وغيرها من أراضي الجليل لإقامة المستوطنات فوقها، في سياق مخطط تهويدي، وذلك استكمالاً لما سبق أن صادره العدو لأكثر من مليون دونم من أراضي الجليل والمثلث خلال عامي 1948 و 1972.

 وتجسدت ملحمة الصمود والنضال الفلسطيني في أبهى صورها، من خلال اصطفاف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلى جانب إخوانهم في الأراضي المحتلة عام 1967، ماجعل هذا اليوم حدثاً مهماً في تاريخ الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، الذي انتفض ضد قرارات سلطات الاحتلال المجحفة، مستمدين قوتهم من وحدتهم، ما كان له أكبر الأثر في وعيهم السياسي ونضالهم الوطني، والذي تجسد مجدداً في انتفاضة الأقصى (2000) حينما استشهد منهم ثلاثة عشر فلسطينياً على يد الإحتلال.

 وانعكس ذلك الإدراك في خروج الجماهير الفلسطينية العربية إلى الشارع بشكل عفوي وتلقائي للتصدي للاحتلال، فيما اقتربت في الثلاثين من آذار (مارس) من العصيان المدني الجماعي، ما يترجم العمل المنظم واستيعاب أبعاد القضية، التي تقع الأرض في محورها.

 وقد استبق الإحتلال ذلك الحدث بجملة قرارات عدوانية، وبوثيقة أعدها متصرف لواء المنطقة الشمالية المحتلة "يسرائيل كينيغ" في الأول من آذار (مارس)، لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية معينة تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة 1948.

 وهدفت الوثيقة إلى تخفيض نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، والإستيلاء على ما تبقى لديهم من أراضٍ زراعية، ومحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وتوطين المستعمرين فيها، وتكثيف الاستيطان في الجليل.

ويكتسب "يوم الأرض" عند اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، بعداً يتجسد بمعاني التشبث بالهوية وحق العودة ورفض التوطين.

"يوم الأرض" سيبقى حياً في الذاكرة، لأنه يجسد رؤية وموقفاً، ودليلاً على مواصلة العمل لإزالة الاحتلال بكل أشكاله ومعانيه.  ومهما طال ليل الظلم، فإنه أمام إصرار أصحاب الحق الشرعيين سينتهي إلى الزوال.