/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الباخرة استبدلت بشختورة وفي الغرق لغز!

تحقيق أهالي الضحايا يروون لـ"وكالة القدس للأنباء" تفاصيل مثيرة عن رحلة الموت.

2015/03/12 الساعة 03:50 م
عبّارة مكتظة بمهاجرين فلسطينيين
عبّارة مكتظة بمهاجرين فلسطينيين

وكالة القدس للأنباء - خاص

 خلّفت مأساة "عبّارة الموت" التي غرقت في عرض البحر ما بين ليبيا وإيطاليا، وذهب ضحيتها عدد من الشبان الفلسطينيين،جرحاً عميقاً في نفوس أهالي الضحايا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، انعكس مواقف وكلمات تحمل الكثير من الدلالات والمعاني الاجتماعية والإنسانية.

"وكالة القدس للأنباء" جالت على أهالي الضحايا في مخيمي "عين الحلوة" و"البداوي"، واستمعت إلى تفاصيل جديدة مثيرة حول ما جرى.

بشيء من الحسرة والحزن، تحدث أحد أقرباء محمود صلاح لمحمد لـ"وكالة القدس للأنباء"، فقال: "محمود يتيم الأب والأم، وعمره ٣٠ عاما، لم يخبر أحداً من أقربائه بالسفر إلى إيطاليا عن طريق السودان وليبيا، وهو كسائر الشبان الفلسطينيين في لبنان يعانون من البطالة و الحرمان من الحقوق المدنية والإنسانية، ما اضطر إلى التفكير بالهجرة.

وأضاف والدمعة في عينه: "محمود خطب منذ مدة، وبقي  عاطلاً عن العمل لمدة عامين".      

وعندما صعد إلى الباخرة متوجهاً من ميناء صبراته بعدما دفع 5000$ للسمسار، كان على تواصل مع خطيبته ويخبرها عن طريق سير الباخرة التى تحمل على متنها أكثر من 250  شاباً من جنسيات مختلفة، إلى إيطاليا، وهناك وسط البحر فقد التواصل مع محمود، وحتى الآن لم  نعلم عنه شيئاً، ونصح الشباب بعدم القيام بمثل هذه المغامرة، وان السماسرة كانوا يستفزون أهلهم في لبنان، من أجل دفع المبالغ المالية المتبقية.

استبدال السفينة بشختورة

وتحدثت إحدى الأمهات "لوكالة القدس للأنباء" عن ابنها (20 عاما) الذي سافر في الرحلة نفسها التي فقد بها محمود، فهما من حي واحد بمخيم عين الحلوة، وقالت:" إن  ابنها كان على تواصل بشكل كامل معها منذ أن صعد إلى الباخرة في مرفأ صبراته الليبي"، وقد  أبلغها  أن السفينة التي كانوا على متنها كانت جيدة، وان أغلب الشبان اشتروا سترات بحرية  قيمة الواحدة مئة دولار، موضحاً لها أنه  حصل معهم شيئا  لم يكونوا يتوقعونه فى عرض البحر في المياه الدولية، عندما استبدل الربان السفينة  بشختورة  صغيرة، وأجبر كل المسافرين على الركوب بها، وان  طولها كان  12مترا، كما وضعوا عشرات السودانيين المهاجرين في الجزء الأسفل منها، في مكان وجود الموتير بظروف صعبة مدعين أنهم لم يدفعوا المبلغ المالي الكافي، ولكن الشبان الفلسطينيين أجبروا الطاقم على اطلاق سراح السودانيين، وان محمود الشاب الذي غرق قد أنقذ شاباً نازحاً من سوريا فقد وعيه لهول ما رأى.

وتابعت الأم حديثها وهي تعتصر ألماً: بعد وقت من ذلك دخلت مياه البحر وسط السفينة، حيث أصيب الجميع بالهلع والذهول.  وعندها استنجد الركاب ببارجة من خفر السواحل الإيطاليين الذين بدورهم  ربطوا أطراف الشختورة في محاولة لرفعها،  لكنها انشطرت نصفين بسبب عدد المسافرين الكبير ووقع عدد منهم في البحر من جنسيات مختلفة. وقالت أن ابنها رأى بأم العين محمود صلاح لمحمد ابن مخيمه وهو يغرق في طرف السفينه الآخر، وفقد التواصل معه، وقد أوضح لها ابنها أن  الجميع  في هذا الوقت كان يحاول إنقاذ نفسه في منظر مذهل ومخيف ومأساوي، وكان الصراخ يعم المكان.

لغز إغراق العبّارة

وتحدث شقيق محرم السوسي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، فقال: " غادر شقيقي عن طريق مطار بيروت بشكل شرعي إلى السودان، ثم إلى ليبيا عن طريق البر. وفي ليبيا تم نقلهم عن طريق العصابات والمافيات عبر البحر إلى إيطاليا. والسفينة التي تسع 50 شخصاً يتم نقل أكثر من 120 شخص بها. والكارثة الأكبر هي أن العصابات تقوم باغراق السفينة، وهنا سر اللغز. وعلى الأكيد لهم علاقة مباشرة مع العدو الصهيوني. وشقيقي الآن أصبح بأمان في إيطاليا، وهناك شخصان من مخيم البداوي أصبحا في ألمانيا، أما اسماعيل محمد موسى يعتبر الذي تردد أنه  في أعداد المفقودين تبين أنه توفي أثر الغرق.

وأضاف: "إن تكاليف الرحلة للشخص الواحد كانت حوالي 7000 $".

أما شقيق اسماعيل محمد موسى الذي غرق أيضاً، فروى تفاصيل رحلة شقيقه ومعاناته كالتالي: "بدأ شقيقي مشوار الهجرة  من مطار بيروت بشكل شرعي إلى دبي ثم إلى السودان، ومن السودان إلى ليبيا عن طريق البر، وبعدها تم نقل عدد كبير من الأشخاص عن طريق البحر إلى إيطاليا. وكان آخر اتصال معه في ليبيا منذ اسبوعين.

 وتابع: عند الوصول إلى السواحل الإيطالية طلب من الركاب رمي أنفسهم في البحر، حتى يأتي خفر السواحل الإيطالية لمساعدتهم وإدخالهم إلى إيطاليا وقد حصل ما حصل. وعن تكاليف الرحلة قال: إن هناك أشخاص من صيدا وصور تم دفع حوالي 6000$ لهم.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/71665

اقرأ أيضا