القدس للأنباء - خاص
لا يدرك حجم معاناة اللاجئ الفلسطيني في لبنان سوى من حمل "كرت إعاشة"، وعاش بين زواريب المخيم، لا فرق إن كان في هذا المخيم أو ذاك، إن كان في شاتيلا أو البدّاوي. فالكلّ سواء في المخيم.
أحد تلك الأوجاع يتمثل في الملف الطبي أو الصحي الفلسطيني، الذي عادة ما يتجنبه الكثيرون لا لشيء إلّا لكثرة الآلام فيه. واحدة من تلك القصص المؤلمة في هذا الملف، قصة أحمد برداويل. طفل في ربيعه الرابع، لكنه لاجئ وهي صفة يكفي أن تضعها بعد أي اسم لتحلّ عليه لعنة اللجوء والبؤس.
أحمد عانى ومنذ مولده يعاني أمراضاً شتّى. تقول والدته عبير الحاج حسن: "لدى مولده كان معه مشكلة في الرئة ما أدّى إلى ظهور الربو لديه، عندما صار عمره 6 أشهر، وكنت أعالجه من الربو بشكل طبيعي، تبيّن أنّ لديه ثقب في القلب، ثمّ ظهر مرض التلاسيميا في شهره التاسع.. أمّا في عامه الأول ظهرت الكهرباء في الرأس.."
بدأت عبير رحلة علاج طويلة مع ابنها، ولم يعد كيس الدواء يفارق حقيبتها الشخصية لدى خروجها من المنزل، هذا وإن خرجت بسبب سوء وضع الطفل أحمد. ولكن المرض تطور ولم يعد يستجيب لأدويته السبعة، وتوضح عبير، أنّها تعطي ابنها الدواء فقط لئلّا يسوء وضعه وليس لعلاجه.
وتتابع ريما بحرقة شديدة:" أدفع شهرياً ما يقارب المليونيّ ليرة لبنانية فقط لأدوية أحمد، واحد من أدويته يتجاوز سعره 300 دولار أميركيّ، وطبعاً أنا لا أتلقى أيّ مساعدة كانت من الأونروا بهذا الخصوص، فقط إخوتي – الله يرضى عليهم – هم من يساعدوني، ويرسلون لي مبالغ ماليّة حتى أدفع سعر الدواء.."
وتضيف: إن شهراً واحد لا يمرّ دون أن يدخل ابنها مرّة واحدة على الأقل غرفة الطوارئ بسبب الكهرباء في الرأس. وقالت:" طبعاً، مستشفى حيفا لا تستقبل هذه الحالة، لذا يتوجب عليّ أن آخذه لمستشفى آخر خاص عندما يستلزم الأمر..تغطّي لي الأونروا والضمان الصحّي الفلسطيني جزءاً من تكاليف غرفة الطوارئ، ولكن حتّى الآن لم أجد من يغطّي لي تكاليف علاج أحمد بشكل نهائي.."
وحلّ أحمد الوحيد هو عملية جراحية، وحسبما شرحته عبير، يجب تركيب بطارية في رأسه تمنع ظهور الكهرباء من جديد. ولكنّ العملية، عملية الزرع مرتفعة التكاليف، تستوجب دفع ما يقارب 45 مليون ليرة لبنانية. وهو مبلغ ليس بالبسيط ولا يتواجد مع شخص "وضعه مستور" من المخيم.
طبعاً، لا يمكن لأم أحمد أن تنسى ابنتيها التوأم، والتي تعاني إحداهن مرضاً في القلب والأخرى بداية كهرباء في الرأس، لكنها تؤجّل معالجتهن ببساطة لأنّ الوضع لا يسمح، فأحمد الآن على حافّة الهلاك، أمّا أختيه فلم تتطور أمراضهما..حتى الآن.
لذلك تنتظرعبير، وينتظر أحمد، حسنة إحدى المنظمات أو الجمعيات، أو حتّى الأفراد، ليستطيع تحمّل نفقات العملية التي لن تحلّ مشكلته إلّا عن طريقها.. مآسٍ كثير يمكن روايتها في المخيم أحمد ليس أولها وطبعاً لن يكون آخرها، ما دام المسؤولون عن صحة الفلسطيني يصمّون آذنهم ويعمون آذنهم عن جزء كبير ممن حلّ عليه ابتلاء في صحته.
للمساعدة يمكن الإتصال على الأرقام التالية:
76/920688