القدس للأنباء - خاص
تناولت الصحف اللبنانية صباح هذا اليوم الأربعاء 18 شباط، أوضاع المخيمات الفلسطينية، وركزت كالمعتاد على "عين الحلوة" الموضوع منذ فترة غير قصيرة تحت الضوء الإعلامي، وبخاصة منذ "تسلل" المطلوب إلى الدولة اللبنانية شادي المولوي، إلى المخيم في عملية "غامضة" تحمل الكثير من التساؤلات، بدءاً بخروجه الآمن من مخبئه – الذي كان محاصرا – في باب التبانة بمدينة طرابلس انتهاءً بوصوله إلى عين الحلوة، والرواية التي انتشرت عن اعتقال السائق الذي أقله واللغز الذي رافق تسلله إلى داخل المخيم...
وكانت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية اللبنانية قد انشغلت خلال الأيام الماضية بمسألة تعيين اللواء منير المقدح قائداً للقوات الأمنية المشتركة بكل مخيمات لبنان، خلفاً لخالد الشايب الذي قيل أنه قدم استقالته، ما آثار الكثير من التساؤلات بشأن هذا التغيير أولا، وحول ما قيل عن توسيع عمل القوات الأمنية لتشمل كل مخيمات لبنان"... خاصة وأن هذه الخطوة شكلت مفاجأة لمعظم القوى والفصائل الفلسطينية... ما دفع المعنيين للتريث بترجمة هذه التوجهات.
وهذا ما نقلته صحيفة "البلد" في مقال لها بعنوان: "فتح تتريث في استكمال التغييرات القيادية في صفوفها". حيث نقلت عن مصادر فلسطينية "ان قيادة حركة "فتح" والامن الوطني الفلسطيني في لبنان برئاسة اللواء صبحي ابو عرب قررت التريث في استكمال التغييرات القيادية في صفوفها بعد تعيين اللواء منير المقدح قائداً للقوة الامنية الفلسطينية المشتركة في المخيمات وما اثاره من ضجة كون الخطوة جاءت منفردة من دون التشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية".
وقد أبلغ المصادر إلى الصحيفة أن "الاعتراض الفلسطيني لا يعود الى شخص المقدح نفسه وهو رجل معروف بتحمل المسؤولية وبأنه صمام امان لحفظ الامن والاستقرار وانما الى الطريقة التي تمت بها تسميته كقائد للقوة الامنية المشتركة في لبنان، اذ انها لم تتشكل في كل المخيمات اولا، وثانيا كون هناك اطر قيادية للتشاور، وثالثا من دون علم اللجنة الامنية العليا المشرفة على امن المخيمات".
وشددت المصادر كما جاء في صحيفة "البلد" على أن العمل المشترك بين القوى والفصائل والحركات الفلسطينية "يحتاج الى تشاور وتنسيق لا سيما وان هذه الخطوة انعكست حالة من الارباك في عمل "القوة الامنية المشتركة" في عين الحلوة"... وأكدت المصادر على أهمية وضرورة "عقد اجتماع عاجل على مستوى القيادة السياسية في لبنان للبحث في هذا الموضوع وحسمه بما يناسب امن واستقرار المخيمات وتعزيز التعاون الفلسطيني الداخلي لقطع الطريق على اية فتنة".
وكان مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي شكيب العينا قد أكد في تصريح له نقلته أن "تمدد القوة الأمنية التي ستشمل كافة المخيمات هو شأن فتحاوي داخلي، لم يتبلور ضمن آليات حتى الآن، لكننا نرحب بأي صيغة عملية تخدم الشعب الفلسطيني، وحفظ أمنه واستقراره.
وأضاف العينا في تصريح خاص لـ "وكالة القدس للأنباء"، أننا في حركة الجهاد الإسلامي ننظر إلى هذه الخطوة بإيجابية، موضحاً أن المقرر من البداية هو نجاح الخطة الأمنية في مخيم عين الحلوة، على أن تعمم التجربة على كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان في حال نجاحها في المخيم، ولكن كانت الأولوية الملحة هي ضبط عين الحلوة".
من جهته أكد اللواء منير المقدح في تصريح خاص لـ "وكالة القدس للأنباء"، أنه يتم الآن بحث توسيع عمل القوة الأمنية في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان مع الفصائل الفلسطينية، والقوى الإسلامية للحفاظ على أمن واستقرار المخيمات.
وشدّد على أهمية توطيد العلاقة بين مخيم عين الحلوة والجوار اللبناني، وتعزيزها بما يضمن الأمن والاستقرار للمخيم والجوار.
إحصاء الفلسطينيين
من جهة أخرى كشفت صحيفة "الأخبار" أن "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" تنوي إجراء إحصاء لمعرفة عدد اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان وتحديد نسبة البطالة في المخيمات. علماً بأن الخلاف حول تحديد عدد اللاجئين انعكس سلباً على علاقة الحكومات المتعاقبة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إذ تؤكد الوكالة أن عدد الفلسطينيين في لبنان لا يتعدّى الـ 200 ألف، فيما تشير إحصاءات الدولة إلى أن عددهم يصل إلى 700 ألف".