الطبابة والظروف الصعبة وقلة اهتمام الأونروا وتقاعسها عن تقديم المساعدة الكافية، جعلت الفلسطيني المريض في لبنان يرزح تحت أعباء مادية ونفسية وإنسانية قاسية، ما دفع بالأطباء الفلسطينيين في أوروبا، الى القيام بزيارة للمخيمات الفلسطينية في لبنان، للإطلاع عن كثب على الحالات المرضية، والقيام بعمليات جراحية مجانية لها، وقد لاقت هذه الخطوة ارتياحاً وترحيباً واسعين من أبناء المخيمات، وللاطلاع على مزيد من التفاصيل، حاورت "وكالة القدس للأنباء" رئيس وأعضاء الوفد.
وأوضح رئيس لجنة الأطباء الفلسطينيين في أوروبا د. رياض مشارقة، لـ" وكالة القدس للأنباء"، أن هذه البعثة الطبية تحمل الإختصاصات التالية: تجميل الحروق وترميمها - مسالك بولية - جراحة عامة - كلى - أشعة - تخدير - تقويم أسنان.
وقال: "إن هدف هذه الجولة الرابعة لمستشفى الهمشري، هي التواصل مع المؤسسات الصحية والطبية والخدماتية التي تعمل لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات وخارجها، ولقد تكونت عندنا حالياً فكرة عن الواقع الصحي المأساوي الذي يعيشه المريض الفلسطيني في حياته، بسبب قلة الرعاية، لذلك نمد أيدينا لمختلف اللجان الصحية، للتشاور معهم وإكمال ما يقومون فيه وسد العجز الحاصل إن أمكن، ورفع مستوى تلك الخدمات.
وأضاف:"إن من أهداف الحملة أيضاً، الإطلاع عن كثب ومعرفة ظروف النازحين واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء، والتعبير عن التلاحم الإنساني والشعور الوطني الذي يربط الفلسطينيين مع بعضهم في كل مكان، رغم البعد الجغرافي".
وأعلن مشارقة أن هذه الزيارة هي استكمال لما نقوم به منذ فترة، مشيراً أن هذه الجولة منتظمة ونقوم بتقديم الخدمات النوعية في مختلف الإختصاصات الطبية، والتي تشمل استشارات وإجراء عمليات جراحية.
نقل المعرفة وانشاء تكتل طبي
من جهته، اقترح البروفيسور نزار ريان أخصائي المسالك البولية، إنشاء مركز في لبنان لعلاج الأمراض الخطيرة، وقال: "هدفنا هو نقل المعرفة وإنشاء تكتل من الأطباء الفلسطينيين في لبنان لتوجيههم، لكي نكون معهم خلال عامين وتطوير أدائهم في المرحلة الأولى، بعد ذلك سنسعى إلى إحضارهم إلى أهم مراكز الطب في أوروبا، لنقدم لهم الكفاءات العلمية العالية بالمعايير الدولية الأوروبية، وعندما ننجح في هذا، نقوم بالتواصل مع بعض الممولين لتأمين الأجهزة الطبية عالية الجودة"، مؤكداً أن البعثة الطبية قامت بإنجاز مركز طبي في غزة منذ عام ونصف بالمواصفات التي نتحدث عنها، وخفف هذا الإنجاز عبئاً كبيراً كان يعيشه المريض الفلسطيني، بسبب اغلاق الطرق المتواصل، والتكلفة العالية في المشافي خارج القطاع، كما أشار أن الأطباء الفلسطينيين والمؤسسات التابعة لهم الموجوده في المهجر، هم أحد عناصر القوة لدى شعبنا، التي استعمل القليل منها حتى الآن، بخدمة شعبنا الفلسطيني، ونحن نسعى الى تحشيد كل الإمكانات والطاقات لخدمة أبناء شعبنا، كذلك يجب علينا أن نذكّر "الأونروا" والسلطة الفلسطينية، بأن يقوموا بعمل فاعل وجدي لخدمة المريض الفلسطيني بمختلف ظروفه وأماكن موجودة.
الوقوف عند الواقع المرير للمريض
ولفت منسق زيارة وفد تجمع أطباء أوروبا إلى لبنان السيد عاصف موسى، أن الوفد الطبي الذي يزور التجمعات الفلسطينية والمراكز الصحية في لبنان، قام منذ اليوم الأول لزيارته بجوله على المخيمات الفلسطينية في لبنان، للوقوف على الواقع المرير للمريض الفلسطيني، وليقدم له الإستشارة والعلاج والعناية والجراحة.
وبيّن موسى أن مكان إقامة الوفد الرئيسي في لبنان هو مشفى الهمشري شرقي مدينة صيدا، وأن الوفد سيداوم في عياداته طيلة فترة إقامته المحددة بخمسة أيام، التي بدأت صباح الإثنين.
وشكرت والدة الطفل محمود (8 أعوام) المصاب بالحروق من الدرجة الثالثة عبر "وكالة القدس للأنباء"، الجهود المباركة للوفد الطبي الفلسطيني وما يقدمه من وقت وجهد، في سبيل مساعدة أبناء شعبه المرضى في لبنان، متمنية له النجاح في مهمته سائله الله تعالى أن يجعل ما قدموا من عمل في ميزان حسناتهم.