/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير الصحافة اللبنانية: عين الحلوة معقلا للمقاومة وليس لـ"الإرهاب"!

2015/02/14 الساعة 11:36 ص
أرشيف
أرشيف

القدس للأنباء - خاص

توزعت اهتمامات بعض الصحف والمواقع الإلكترونية اللبنانية بشأن ملف المخيمات الفلسطينية بمسألتين: الأولى تكليف منير المقدح مسؤولية قيادة "القوة الأمنية المشتركة في كل مخيمات لبنان،  والإبقاء على خالد الشايب مسؤولاً عن القوة بعين الحلوة. وقد أثيرت الكثير من التساؤلات عن أسباب هذا التغيير والتبديل، وتوقفت عند تعبير "القوة الأمنية المشتركة في كل مخيمات لبنان"!..

 

أما المسألة الثانية، فهي قصة "إبريق الزيت"، التي تحمل عنوان: "لغز شادي المولوي"، الذي سمح لبعض الأقلام بإلصاق تهمة "معقل للإرهاب"،  بمخيم عين الحلوة... فهل يجوز إطلاق مثل هذه التهم جزافا لمخيم فلسطيني أم لمدينة لبنانية بسبب وجود حفنة من المطلوبين، تسللوا إليها واختفوا في بعض زواريبها وبيوتها... ولا ذنب لسكانها ولقواها السياسية التي تعلن نهارا وجهارا التزامها الحياد، ورفضها المطلق الإنجرار الى الصراعات الداخلية وحفظ أمنها وأمن المحيط... وهل يجوز إطلاق تهمة  "معقل الإرهاب" على عكار وطرابلس وعرسال وغيرها من المناطق والمدن والقرى بسبب وجود بعض المطلوبين؟..

 

فتحت عنوان: لماذا تم تعيين المقدح، كتب موقع صيداويات... خرج إلى الضوء القرار المركزي الصادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان القاضي بتعيين نائب قائد "قوات الامن الوطني الفلسطيني" في لبنان منير المقدح قائدا للقوة الامنية الفلسطينية المشتركة في كل مخيمات لبنان، مع الإبقاء على قائد "القوة الامنية المشتركة" في عين الحلوة الحالي خالد الشايب في مهامه دون أي تعديل.

 

ولفت موقع  صيداويات الى أن مصادر أمنيّة لبنانيّة لم تستسغ هذا التعيين ولا مبرراته أو جدواه. إذ استغربت الاعلان عن هذه الخطوة من قبل قيادة "فتح" وقائد "الامن الوطني الفلسطيني" صبحي ابو عرب بهذا الشكل وفي هذا التوقيت... وتساءلت هذه المصادر عن "الداعي  لتعيين قائد للقوة الامنية المشتركة في كل لبنان واين هي هذه القوات الامنية المشتركة في المخيمات؟ ولماذا يُعَيَّن قائد لقوّات قبل تشكيلها وتوجيه الانظار إلى باقي المخيمات التي تعيش مشكلات أمنيّة؟"..

وعلى ذمة صحيفة "الديار" فإن "أوساطها" أخبرتها ان تعيين المقدح مسؤولاً عن القوى الفلسطينية في «عين الحلوة» مكان خالد الشايب، كان من "نتائج زيارة (عزام) الاحمد الى لبنان... وتضيف وفقاً لمعلومات تعتبرها "موثوقة فلسطينياً" ان تعيين المقدح في منصبه الجديد لا يتعدى مسألة صرف الانظار عن تكليف احد ابرز القادة الامنيين ايام «فتح17» محمود عوض لاشغال هذا الموقع... وان عباس بصدد اصدار مرسوم بتعيينه.

 

وتضيف الديار نقلا عن "مصادرها" "ان عوض رائد انتفاضات في الضفة ومن الخصوم الالداء للتكفيريين... ما يملي عليه التعاون مع «اللينو» لانتزاع المخيم من قبضة شذاذ الآفاق..."... وتٍسأل تلك المصادر: هل تسمح "اسرائيل" بخروجه (عوض) من رام الله"؟..

 

وتحت عنوان: "منصور على أبواب عين الحلوة...." اجترت صحيفة "الديار" في مقال لها اخبارا واحداثا ومواقف وتفاصيل، باتت قديمة ولا تضيف الى المشهد السياسي اي جديد. وتتحدث بعموميات تصلح لان تكون مادة وخبرا في اي منطقة من لبنان.

 

فالكاتب يبدأ حديث بكلام يعتبره يصاحبه من المسلمات فيقول: "لا يختلف شخصان حول هوية مخيم «عين الحلوة» كمعقل للارهاب التكفيري وفق اوساط فلسطينية ضليعة برقعة عاصمة الشتات ميدانيا، حيث بات المخيم المذكور محط رحال الوافدين من عرب واجانب!..

 

إن هذا الإطلاق لا يسيء إلى عين الحلوة وسكانها الذين يتجاوز عددهم اليوم نحو 120 الفاً، بنسائهم ورجالهم وشبابهم وفتيانهم واطفالهم.. وبمجاهديهم وأسر الشهداء الذين قدموا لفلسطين خيرة أبنائهم... وإنما يسيء الى الدولة اللبنانية التي توفر قواتها المسلحة الأمن للمخيمات الفلسطينية... فهي المسؤولة أولا وأخيرا عمن يدخل وعمن يخرج من المخيمات المحاصرة بحواجز منذ عقود عدة... يقف على حواجزها ابناء المخيمات لساعات وساعات، ويمنعون دخول مواد البناء ويقننون دخول المحروقات... الخ.

 

وهذا الأمر يضعنا مجدداً أمام لغز شادي المولوي وكيفية إخراجه من مخبئه في باب التبانة وإيصاله الى عين الحلوة... وعمن سهَّل له هذا الأمر، وهو كغيره من "الرؤوس الكبيرة" التي تحدث عن بعضها بالأمس وزير الداخلية نهاد المشنوق حين أكد أن اصحاب تلك الرؤوس قد فروا من منطقة البقاع قبل بدء الخطة الأمنية... تماماً كما فروا من باب التبانة في مثل هذه الظروف!..

 

ويضيف كاتب الديار وفقا لمصادره "الموثوقة" "ان اسامة منصور الذي بقي في طرابلس بعد خروج زميله المولوي بات في مخبأ قريب من «عين الحلوة» وينتظر الفرصة المناسبة للدخول اليه والالتحاق بالمولوي"... والسؤال الذي يطرحه هذا الكلام هو: لماذا لا ينسق الكاتب مع الاجهزة الامنية وينقل معلوماته الموثقة اليها فتعتقله في مخبئه وتجنب المخيم لغزاً جديداً؟..

 

إن وفرة المطلوبين في عين الحلوة، لا تعني بالضرورة أن كل المطلوبين هم من طبيعة شادي المولوي، وبالتالي يصير المخيم "معقلا للإرهاب" كما يريد كاتب الديار... فثمة عشرات ومئات من المطلوبين للدولة اللبنانية بأمور صغيرة ، بحث موضوعهم ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج ابو عماد الرفاعي في لقاء جمعه بوزير العدل اللبناني أشرف ريفي... ودعا لتسويتها على طريق انهاء هذا الملف الشائك والمعقد بالحكمة المطلوبة.  

 

وبالمقابل نقلت صيداويات عن "وكالة القدس للأنباء" أن مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا أكد في تصريح له أن "عين الحلوة ينعم بالأمن والاستقرار أكثر من بعض المناطق اللبنانية"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "ما اشيع عن محاولات لتجنيد شبان في المخيم للقيام بأعمال ارهابية هي غير صحيحة وغير واقعية وهدفها إبقاء المخيم في دائرة الاستهداف".

 

وتحدّث العينا عن "محاولات حثيثة للزج بعين الحلوة في أتون الصراعات الدائرة في المنطقة، الا اننا حذرنا اهلنا وكل القوى والفئات في المخيم بان هذا الامر يؤدي حتما إلى إنهاء قضية اللاجئين وتصفية حق العودة، تحت عنوان الإرهاب".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/70575

اقرأ أيضا