القدس للأنباء / خاص
كأن زمن اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم توقف عند مؤشر "شادي المولوي"، ولم تعد لديهم من المشاكل والمآسي ما يستحق المتابعة والمراجعة من قبل وسائل الإعلام اللبنانية وبعض العربية... بحيث انشغلت الكثير منها في التركيز على الملف "الأمني" واقتفاء أثر الفار من وجه العدالة شادي المولوي. فتباينت وجهات النظر والرؤى بين هذه الوسيلة وتلك، اثر انتشار أنباء "خروجه من مخيم عين الحلوة مثلما تسلل إليه"، والذي دخلت في إطاره تصريحات بعض كبار المسؤولين، خاصة تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق عن مغادرة المولوي االمخيم ةووصوله الى جرود عرسال، فيما نفت مصادر أمنية لبنانية خبر خروجه واستمرار تواريه في مخيم عين الحلوة.
فقد نسبت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق تأكيده أن "الإرهابي الفار من وجه العدالة شادي المولوي موجود في منطقة عرسال مع جبهة النصرة"، إلا أن مصادر عسكرية لفتت إلى أنّه حتى الساعة «لا دليل ملموسا على خروجه». وأنه من «الأرجح أن المولوي لا يزال داخل عين الحلوة ولم ينتقل بعد منه إلى أي مكان». وهو ما عادت وأكدته صحيفة "الجمهورية" نقلاً عن مصادر أمنية، كما قالت.
في حين "أشارت مصادر ميدانية داخل المخيم إلى أنّه أصلا لم يتم إثبات دخول المولوي إلى عين الحلوة كي يتم تثبيت خروجه، لافتة إلى أن القوى الإسلامية هي التي تكفلت بحل إشكالية المولوي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: ان «عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد والذي زار لبنان مؤخرا بحث مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء بوجوب سحب فتيل هذه الأزمة، وهذا ما حصل».
وهذا التباين بوجهات النظر بشان مكان المولوي أثار تساؤلات وفق صحيفة "السفير" حول "واقع التنسيق بين الأجهزة الأمنية المفترض بها أن تصل الى أعلى مستوى من التعاون المتبادل في هذه المرحلة الحساسة، التي تخاض فيها معركة مصيرية في مواجهة الإرهاب، وليس الانزلاق الى أي شكل من أشكال التجاذب".
ونقلت "السفير" عن مصادر أمنية لبنانية، "الى ان الفصائل الفلسطينية «التقطت» رسالة الدولة اللبنانية وهي أن بقاء المخيم مستقراً وهادئاً يتطلّب منع استخدامه كمنطلق للأعمال الإرهابية التي تهدد الاستقرار اللبناني، مع ما يستوجبه ذلك من ضغط للفصائل على المطلوبين لتعطيل مفعولهم، إذا كان تسليمهم جميعاً متعذراً في الوقت الحاضر"...
وفي السياق، تواصل القيادات الفلسطينية السياسية والامنية اتصالاتها مع المرجعيات اللبنانية على اختلاف مؤسساتهم العسكرية والأمنية وأحزابهم السياسية والمرجعيات النيابية والشعبية والأهلية، لوضع الجميع في المواقف الثابتة للقوى الفلسطينية الحريصة عل أمن واستقرار عين الحلوة والمحيط، وعدم السماح بتحويل المخيم الى مقر أو ممر لاي عمل يسهم في توتير الاجواء وتحويل الانظار عن ميدان الصراع الحقيقي مع العدو الصهيوني...
ولاحقاً، غرَّد شادي المولوي على حسابه الخاص بموقع التويتر، بأنه خرج من مخيم عين الحلوة "حقناً لدماء المسلمين"...