/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

بؤساء يعزلهم عسرهم عن أعين الناس

2015/01/24 الساعة 08:17 ص

في منطقة زاروت في بلدة الجيّة (جنوب بيروت)، تعيش 45 عائلة فلسطينيّة وسوريّة حياة بؤس وشقاء. قلّة هم الذين يعلمون بوجود هؤلاء البؤساء الذين يسكنون في بيوت من التنك أو الخشب، في حين لا تصلهم مياه الشرب ولا الكهرباء ولا يعرفون حياة كريمة.

لبيبة سليم خليل فلسطينيّة من قرية الكابري (عكا)، تنقّلت بين مخيّم تل الزعتر (شرق بيروت) ومخيّم مار الياس (غرب بيروت) قبل أن تتّخذ خيمة في هذه البقعة منزلاً لها. تقول: "نعيش هنا منذ زمن طويل. وأنا امرأة كبيرة في السنّ تجاوزت السبعين وأشكو من ضيق في التنفس". لكنها وعلى الرغم من ذلك تضطر إلى العمل يومَين، في الأسبوع، في تنظيف البيوت".

من جهتها، تقول أم أحمد: "نحن نعيش وضعاً مأساوياً. لا أعلم كيف أننا ما زلنا على قيد الحياة. أولادي لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، ولديّ ابنة بحاجة إلى عمليّة جراحيّة، لكننا عاجزون عن تحمّل التكاليف". هي قصدت مؤسسات عدّة، لكن "أحداً لم يكترث لأمري".

وتخبر: "نحن فلسطينيون لجأنا إلى لبنان في الأساس. لكن في الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، لجأنا إلى سورية وسكنا منطقة الست زينب. ومن جديد عدنا إلى لبنان ونعيش مأساة جديدة".

سليمة أيضاً من هؤلاء الذين عادوا إلى لبنان. تروي: "كنا نعيش في لبنان في منطقة السكة في صيدا (الجنوب)، حيث كانت بيوتنا من التنك. لكننا ذهبنا للعيش في مخيّم اليرموك في سورية، وبعد المعارك التي حصلت هناك، هربنا من الموت وعدنا. نحن نعيش هنا منذ ثلاث سنوات، من دون أن يهتمّ أحد لأمرنا. لا خدمات تقدّم لنا ولا إيواء ملائم. وفي أثناء العاصفة، دخلت المياه بيوتنا". وتشير إلى النفايات المتراكمة التي قد "تؤثّر على صحة الأطفال".

أم سليم تمسح دموعها وهي تقول: "ليس لدي ما أضيفه، غير أن ابنتيْ معوّقتَان، إن لم أطعمهما، فستأكلان ما تريانه على الأرض. كذلك، هما لا تملكان إلا الثياب التي ترتديانها. أغسلها وأنتظرها تنشف قبل أن أعاود إلباسهما إياها". هي أيضاً أتت من سورية، لكنها هناك، كانت تعمل في البيوت "لأطعم عائلتي، أما هنا فالأمر مختلف، وأولادي خرجوا من سورية من دون بطاقات هويّة، لذلك لا يستطيعون التجوّل والبحث عن عمل.
 

 

المصدر: انتصار الدنان، العربي الجديد

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/69622