/مقالات/ عرض الخبر

لهذه الأسباب قرّرت إسرائيل قلب الطاولة على الجبهة السوريّة.. كتب: ميشال نصر

2015/01/21 الساعة 10:55 ص

لم تجرؤ اسرائيل حتى الساعة على اعلان مسؤوليتها عن الغارة في القنيطرة، وسط الصمت المطبق المخيم على مقراتها الرسمية والعسكرية والحذر وترقب مستوطنيها من رد فعل حزب الله، تخرقه تسريبات من هنا وتهديدات من هناك، فيما التزم الحزب بدوره الصمت مشيعاً كوادره وعناصره، وفقا لقواعد ادارته للمواجهة المفتوحة، في الرد الذي لن يكون فورياً او متسرعاً، ولن يكون عسكريا. وسيكون في المكان المناسب، بحسب العالمين باستراتيجية حزب الله.
ففي جديد المعلن عنه من معلومات، ما سربته مصادر إستخباراتية إسرائيلية عبر موقع «ديبكا فايل»، من أنّ استهداف موكب حزب الله ـ الحرس الثوري في القنيطرة، انما جاء لايصال رسالة تحذيرية لكل من إيران ودمشق و«حزب الله» بأنّ الجولان، وخصوصًا القنيطرة، خارج «حدود اللعبة»، بعدما توافرت معلومات عن عزم قياديين القيام بعملية كشف ميداني على موقع للحزب في المنطقة من أجل نشر صواريخ في الجهة السورية من الجولان المقابلة لإسرائيل. وبحسب موقع ديبكا، فان تل ابيب سبق لها ان اوصلت رسائل تحذير في هذا الخصوص عندما حضر قياديون من «حزب الله» إلى القنيطرة في حزيران 2014، منبهة حينها الحزب بأن يسحب عناصره من المنطقة وإلا سيتم استهدافهم،.
الا ان الوضع، وبحسب الموقع الاسرائىلي، شهد تطورات ميدانية مؤخرًا، مع تعزيز الجيش لقدراته الصاروخية وادخاله صواريخ أرض - أرض الى القنيطرة (صناعة سورية MP 800) ، إضافةً الى صواريخ «فاتح 110» الإيرانية، ما يعد بنظر الجيش الاسرائيلي اخلالا بالتوازن الاستراتيجي على الجبهة السورية، عشية العاشر من كانون الثاني الجاري، زيارة لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد علي عبدالله أيوب الموقع يرافقه ضباط من الحرس الثوري الإيراني بملابس مدنية، قدموا استشارات استراتيجية للقيادة السورية لمختلف الجبهات، استتبعت بعدها بايام باعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ المقاومة تملك صورايخ مشابهة لفاتح منذ العام 2006، قادرة على ان تصل إلى أي هدف داخل إسرائيل.
ويضيف الموقع نقلا عن ضابط اسرائيلي كبير انه «يبدو أنّ نصرالله كان يشير إلى أنّ موقع الصواريخ التي يملكها الحزب داخل الجولان تحسّن، فباتت تمتلك دقة وسهولة أكبر في إطلاقها على إسرائيل. وما لم يقله نصرالله هو الخطة التي طبخت في طهران لربط عناصر «حزب الله» بقاعدة بطاريات الصواريخ وإطلاق الصواريخ لأول مرة من الأراضي السورية»، خاتمًا: «هذه هي الخطة التي هدفت المروحية الإسرائيلية إلى قصفها».
عزز من تلك المخاوف تأكيد التقارير الاستخباراتية الاسرائيلية وبحسب موقع ديبكا، قيام قائد «قوات التدخل» في الحزب، «ابو عيسى» بزيارات متكررة الى المنطقة لدرس خارطة انتشار قواته في تلك المنطقة الاستراتيجية، بناء على تكليف من امين عام الحزب باعتبار ان تلك الوحدة مكلفة بالدخول الى الجليل وما بعد الجليل. وبحسب المعلن فان وحدة التدخل تعد من اهم الوحدات القتالية الهجومية في الحزب، حيث يتمتع عناصرها بمهارات عالية جداً، نتيجة خضوعهم لتدريبات تستمر لاشهر عدة، ويتقنون استعمال كافة انواع الاسلحة التي قد يحتاجها المقاتل خلال المعركة، وتتوفر في مقاتليها معايير جسدية وصحية وعمرية خاصة. ويشير الموقع الاسرائيلي الى ان عديد تلك القوة غير معروف، علما انه ارتفع كثيرا منذ بداية الحرب السورية، فسابقاً كان «حزب الله» يحتاج الى عدد محدود من العناصر للقيام بمهمات هجومية التي كانت تقتصر على عمليات على مواقع اسرائيلية او عمليات اسر داخل الحدود، اما مع بداية الحرب السورية فاصبح الحزب بحاجة لجيش من المقاتلين الذي يتقنون التكتيكات الهجومية من اجل اجتياح مناطق واسعة مثل القصير ومناطق القلمون والغوطة وغيرهم.
في هذا الاطار كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تحدثت عن نجاح «تساحال» في تصفية قيادات عسكرية لحزب الله في الجولان، انه جاء نتاج قدرة الاستخبارات على اختراق الحزب وجمع معلومات عن تحركاته، اذ نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مصادر عسكرية قولها إن هناك ما يؤشر على أن محمد شوربة، الذي يعمل في وحدة العمليات الخارجية التابعة لحزب الله، والمعروفة بـ «وحدة 910»، الذي أكد الحزب أنه ألقى القبض عليه بتهمة التخابر مع إسرائيل، لم يكن الوحيد الذي زود إسرائيل بمعلومات.
وخوفا من ردود الفعل أعلن الجيش الإسرائيلي حالة الـتأهب في صفوف قواته على طول الحدود الجنوبية، ورفع درجة الاستنفار لعناصره الى حدودها القصوى، لا سيما في مناطق مزارع شبعا والجولان، حيث عمد الى اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير الوقائية تحسباً لأي عمل عسكري من قبل «حزب الله». إجراءات وقائية ترجمت بوقف حركة دورياته المدرعة على طول الحدود، وحصرها في المناطق الخلفية بعيداً عن السياج الشائك، مخافة تعرّضها لأي استهداف. كما استعيض عن حركة الدوريات، بتكثيف أعمال المراقبة عن بُعد، بواسطة وسائل التجسس وكاميرات الفيديو، وطائرات الاستطلاع من دون طيار، فضلاً عن نشر عشرات الكمائن المخفية، في نقاط حساسة، خصوصاً في: بساتين المطلة، أطراف الغجر، تلال الوزاني، وادي العسل، مرتفعات العلم والسماقة، وهضاب بركة النقار، كما عزز الاحتلال موقع مرصد جبل الشيخ المشرف على الجانبين اللبناني والسوري، وطلب من المزارعين في المستعمرات تجنب العمل في بساتينهم والحقول المحاذية للسياج الحدودي وعمل أيضاً على فرض ما يشبه منع التجول للمركبات المدنية في المستعمرات القريبة من الحدود.
وسط كل ذلك خرج رئيس هيئة الاركان العسكرية الاسرائيلية، بني غانتس عن صمته، لتنقل عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» قوله خلال مراسم عسكرية للوحدات المختارة: «نحن على اهبة الاستعداد لاي تطور على اكمل وجه ونتابع عن كثب التطورات ومجريات الأمور، كما إننا جاهزون للمبادرة او لأي عملية عسكرية تطلب منا»، مشيرا الى أن «الجيش مستعد لأي شيء يحدث برا وبحرا وجوا». علماً ان الاخير يغادر بعد اقل من شهر منصبه.
الاسئلة الصعبة تعددت عن ابعاد العدوان الاسرائيلي وماذا عن التداعيات هل ستخلط الحسابات في الجولان خصوصا ان اسرائيل اعتمدت في السنوات الماضية على مسلحين نفذوا هجمات ضد مواقع عسكرية سورية كانت تشكل خطرا على اسرائيل. ما بين هجمات المسلحين على المواقع السورية والغارات الاسرائيلية هدف واحد فهل باتت جبهة الجولان مفتوحة عمليا للحرب بين محورين؟ بعد عملية القنيطرة، هل سيرد حزب الله؟ أين؟ وكيف؟
تلك هي الاسئلة البديهية التي تطرح عقب كل عملية خصوصا إذا كانت بالحجم الذي وقعت فيه. حزب الله، المعني الاول بتقديم الاجوبة ما زال يلتزم الصمت، خصوصا ان ليس من تقاليده العسكرية أن يعلن عما يزمع القيام به، لكن الضربة الموجعة التي تلقاها تحتم طرح هذه الاسئلة خصوصا ان العملية تمت في سوريا وليس في لبنان، ما يطرح السؤال: هل تكون الحدود السورية هي انطلاق ردة الفعل أم جنوب لبنان؟ التقديرات في هذا المجال ليست بالسهلة خصوصا أنها تخضع لحسابات محلية وإقليمية وربما دولية، وقبل كل ذلك لا مؤشرات قبل موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في الانتظار، جاء الرد الايراني على لسان رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي في رسالة الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال فيها ان انتقام حزب الله مما حصل في القنيطرة سيكون قاسيا. فهذا العدوان الاسرائيلي مصنف بالنسبة الى طهران في خانة محاولة اسرائيل اضعاف محور المقاومة في مواجهة الارهاب والاحتلال في المنطقة كما قال.
 

 

المصدر: الديار

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/69495

اقرأ أيضا