القدس للأنباء - خاص
تتفاعل بين الأوساط اللبنانية والفلسطينية، قضية ربط وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق، بين وجود مطلوبين لبنانيين لهم صلة بعمليتين انتحاريتين جرتا الأسبوع المنصرم، في جبل محسن، وبين “غرفة عمليات في سجن رومية جرى تفكيكها.. وطرحت صحيفة "كل الوطن" أسئلة ونقلت مخاوف عديدة عن المواطنين في مخيم عين الحلوة، عاصمة الشتات الفلسطيني: هل سيكون هناك إجراءات أمنية لبنانية استثنائية ضد المخيم؟ وهل صحيح أن المخيم “يحوي” متطرفين لبنانيين مطلوبين للعدالة وهاربين من طرابلس؟ كيف دخلوا والمخيم محاط بتدابير أمنية ليست للفلسطينيين علاقة بها؟ هل الوضع في عين الحلوة مضبوط ومسيطر عليه، أم أنه مخطوف بأيدي جماعة من “النصرة” كما يحلو لبعض الاعلام أن يردد؟
ونقلت الصحيفة تصريحا لممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي أبدى خلاله خشيته من “تكرار تجربة مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة”، ـ في إشارة إلى المعارك التي خاضها الجيش اللبناني ضد مجموعات “فتح الإسلام في عام 2007 ـ، وأكد على وجود “حراك فلسطيني لمنع انعكاس ما يجري في لبنان على المخيمات الفلسطينية”، وأن “هناك علاقة وثيقة بين الفصائل والقوى الأمنية اللبنانية التي أكدت أن “الأسير غير موجود في عين الحلوة، وأسامة منصور لم يدخل المخيم، والمولوي دخل وخرج”.
وذكر موقع "النشرة" أن "عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد وصل ليلا الى لبنان تزامنا مع عودة السفير الفلسطيني اشرف دبور الموجود في عمان، من اجل متابعة الوضع الامني في مخيم عين الحلوة على اعلى المستويات السياسية والامنية اللبنانية بعد المعلومات التي تحدثت عن وجود المطلوبين شادي المولوي واسامة منصور فيه".
وكتب كمال ذبيان في "الخبر برس" يواجه المخيم الاكبر في لبنان بالوجود الفلسطيني وأهله ، وهو الاعلى كثافة في السكان، مأزقا يضعهم امام وضع مأسوي اذا لم تتدارك الفصائل الفلسطينية بكل تكويناتها السياسية والفكرية، وما ان تقوم اللجان الشعبية والمرجعيات والفعاليات فيه بدور في انقاذه من مجموعات مسلحة تتخذ من بعض احيائه مقرات تهدد امن المخيم والجوار.
اذ تكشف مصادر قيادية فلسطينية بارزة، ان المخيم بات في عين العاصفة، وانه من البؤر الامنية التي تحدث عنها وزير الداخلية نهاد المشنوق، بانه يجب ان تقفل، لا ان تبقى تستنزف المخيم بالاقتتال الداخلي، وباعمال التفجير والاغتيال وارهاب المواطنين، وان يتحول الى ملجأ للفارين من العدالة، ويلقى بعضهم احتضانا من قبل فصائل ومرجعيات دينية.
فالفصائل بكل انتماءاتها توافقت بحسب المصادر نفسها، على انشاء «قوة امنية مشتركة» ولعبت حركات اسلامية في المخيم دورا ايجابيا، وشاركت في اللجنة السياسية - الامنية العليا كما في كبح جماح اسلاميين متطرفين، وقد برز دور لكل من الشيخ جمال الخطاب (الحركة الجهادية الاسلامية) والشيخ ابو شريف عقل (عصبة الانصار) في تهدئة الاجواء وتخفيف الاحتقان الداخلي والتعاون مع الجيش اللبناني وتحديدا فرع مخابراته في الجنوب ورئيسه العميد علي شحرور الذي هو على تواصل مع كل الاطراف والقوى لمعالجة اي اشكال، لكن تبقى قضية مطلوبين للدولة، لا تقوم الفصائل عبر القوة الامنية المشتركة بدورها، كما تعترف المصادر التي تشير الى ان انكار وجود فارين من وجه العدالة، لا يحمي المخيم، واصدار مواقف في الاعلام لا تترجم على ارض الواقع، لا يخدم امن المخيم، لا بد من عمل امني تقوم به الفصائل لتسليم المطلوبين للعدالة من الشيخ الفار احمد الاسير الى فضل شاكر، ومؤخرا شادي المولوي واسامة منصور، اللذين تؤكد مخابرات الجيش انهما دخلا المخيم، والتقطت لهما اتصالات هاتفية، وان حيي الطوارئ والتعمير باتا يشكلان بؤرتين امنيتين خطيرتين، كما تقول مصادر امنية لبنانية رسمية حول توصيفها للوضع في مخيم عين الحلوة، وان المطلوب هو تسليم معتدين على امن الدولة وعلى الجيش وتخريب السلم الاهلي.
ونقل ذبيان عن مسؤول فلسطيني، قوله ان من مصلحة الفلسطينيين التعاون الصادق مع الدولة، فاذا كانوا جديين وعمليين بتجنيب مخيم عين الحلوة شرب الكأس المرة، وهم كذلك والاغلبية الساحقة من اهله وسكانه لا يريدون الانجرار وراء معركة تدمر مخيمهم وتشردهم، بان يهب المخيم بفصائله وقوته الامنية المشتركة، بتسليم المولوي ومنصور ومعهما الاسير وشاكر وغيرهم من العناصر الارهابية، وان لا تتكرر تجربة عبد الرحمن عوض المسؤول في «فتح الاسلام» الذي قتلته مخابرات الجيش في كمين لها في شتورا، او عبد الغني جوهر المتهم بتفجيرات ضد باصين للجيش في محلتي التل والبحصاص في طرابلس وفي منطقة العبدة في عام 2008.
وأفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا حنان نداف عن سماع اطلاق نار كثيف في مخيم عين الحلوة تبين لاحقا انه ابتهاجا بتنفيذ احد ابناء المخيم المدعو محمد سويلم عملية انتحارية في العراق.