/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الصحافة اللبنانية: لمصلحة من استدراج لبنان إلى مواجهة مع عين الحلوة؟

2015/01/19 الساعة 11:33 ص

القدس للأنباء / خاص


من يتابع الصحافة اللبنانية وبعض العربية هذه الايام يجد نفسه أمام ملف مخيم عين الحلوة المفتوح والموضوع على نار حامية، وكأنه في سباق محموم بين التهدئة التي تعمل لها معظم القوى والحركات والفصائل الفلسطينية على اختلاف تلاوينها السياسية والفكرية، وبتنسيق يومي مباشر مع الاجهزة الامنية اللبنانية وكافة المرجعيات الدينية والسياسية والنيابية في صيدا والجنوب، وبين "سيناريو" نهر البارد الذي أوحت اليه تصريحات وزير الداخلية، وقدمته باعتباره حلقة مكملة للخطة الامنية التي انطلقت في سجن رومية وستمتد الى منطقة البقاع...
في هذا السياق، قلبت معظم الصحف اللبنانية هذا الموضوع، وتناولته بشكل اخباري وتحليلي، لم يخلو بعضها من تمريرات تشي وكأن النار ستندلع بين لحظة واخرى... وهو ما افتتحت به "السفير" تغطيتها للموضوع، ناقلة عن مسؤول أمني أن «المعلومات التي تتحدث عن اقتراب كرة النار من مخيم عين الحلوة، هي للأسف صحيحة وواقعية»!..
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية و"صدى البلد" وغيرهما عن مصادر امنية "ان العمل جار على تفكيك كل «الالغام الأمنية» بالتنسيق مع القوى اللبنانية السياسية والأمنية لعدم الوصول الى اتخاذ قرار بالخيار العسكري في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المخيمات الفلسطينية في هذه المرحلة سواء مع الغطاء الدولي والاقليمي والمحلي لمكافحة الارهاب، ما يطيح او مع التوافق اللبناني الداخلي والحوار الجاري بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» وانطلاق الخطة الامنية على الاراضي اللبنانية بدءاً من سجن رومية ومرورها المتوقع بالبقاع مطلع الاسبوع الجاري في إطار الرغبة في إطفاء كل المظاهر الفتنوية".


وتشير السفير نقلا عن المسؤول الامني الذي "تحدث امام زواره" أن «أي عمل أمني في عين الحلوة من قبل السلطات اللبنانية مرتبط بقرارات دولية وعربية وليس فقط محلية لبنانية.. لذا فإن المطلوب من الجهات الفلسطينية مجتمعة القيام بمبادرة ما بشأن المطلوبين الإرهابيين الفارين من وجه العدالة». ويُلفت النظر إلى أنه «في حال صدر القرار ضد المخيم عندها ما كُتب سيكون قد كُتب، والكلفة ستكون مرتفعة وستطال الجميع».


ورأت صحيفة الجمهورية أن "المسألة هي في التوقيت لا في القرار. فأيهما أولاً: عين الحلوة أم البقاع؟ وهل سيتم «تنظيف» المخيّم بالأمن اللبناني أم بالأمن الفلسطيني؟
تلك هي المسألة الباقية للبحث. ودراسة الأكلاف، في البقاع وفي عين الحلوة، هي التي تحكم الجواب!..


وتساءلت الديار عمن يسعى لاستدراج لبنان "الى المواجهة مع عين الحلوة بعدما نجحت القوى الفلسطينية في ابعاده طوال السنوات الاربع الماضية؟ ومن يريد توريط المخيم في ما لا طاقة لاهله عليه؟ ولماذا اصرار وزير الداخلية على وجود المولوي - منصور داخله؟


في المقابل تواصل الفصائل والحركات والقوى الفلسطينية تحركها وعملها على اكثر من مستوى وصعيد لدرء المخاطر المحدقة بالمخيم وبالتالي الحيلولة دون "ان تصل الأوضاع في عين الحلوة الى مواجهة عسكرية مع القوى الأمنية اللبنانية رغم خطورة الموقف"...


وهي لذلك مستنفرة واجتماعاتها مفتوحة داخل المخيم وخارجه مع القوى السياسية والاجهزة الامنية والفعاليات...


وقد جدد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان صبحي ابو عرب نفيه وجود الفارين من وجه العدالة شادي المولوي واسامة منصور في مخيم عين الحلوة، ووزع مكتبه الاعلامي بيانا اعلن فيه انه لا معلومات امنية داخل المخيم تشير الى وجودهما، عكس ما تشيعه وسائل الاعلام.


ونقلت النهار عن ابو عرب قوله "نحن كقوى وفصائل وطنية واسلامية في المخيم رفضنا زج المخيم في اي فتنة او جره الى اي صراعات جانبية لا تصب في مصلحة شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، واثبتت الحوادث والازمات صحة ما نقول، "من احداث عبرا الى طرابلس" حيث اثبت المخيم حرصا شديدا على عدم زجه بهذه الاحداث".


 تابع: "اننا لن نسمح لاي كان ان يستعمل المخيم صندوق بريد، او ان يزعزع امن المخيم والجوار...".


ومتابعة للتطورات عقدت اللجنة الامنية الفلسطينية العليا اجتماعاً ناقشت فيه الاوضاع الامنية والحياتيه في المخيم ... واصدرت بيانا استغربت فيه "المعالجة الاعلامية للقضايا الامنية للوضع في لبنان وما يرتبط منها بالوضع في مخيم عين الحلوة". ونفى المجتمعون تلقيهم من الاجهزة الامنية اللبنانية اية "معلومات تفيد بان المخيم على علاقة بما حدث من تفجيرات جبل محسن، او ان يكون احد ممن قام بهذه الاعمال المدانة له صلة بمخيم عين الحلوة".  


واستغرب المجتمعون "تصريحات وزير الداخلية تجاه مخيم عين الحلوة في الوقت الذي تم الاتفاق سابقا على معالجة اي قضية امنية او التعاطي مع اي معلومة امنية تخص الوضع الفلسطيني لا تعالج عبر الاعلام، لان ذلك من شأنه ان يؤجج الوضع ويؤثر سلبا في العلاقة اللبنانية الفلسطينية".


ودعا المجتمعون كل الجهات الرسمية السياسية والامنية ان تتعاطى مع هذا الامر من خلال التواصل مع المرجعيات الفلسطينية المعنية. وأكدوا حرصهم "على العلاقة الفلسطينية اللبنانية وامن واستقرار المخيم والجوار وان بوصلتنا فلسطين فقط وليس الاضرار بمصالح اشقائنا اللبنانيين".
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/69401

اقرأ أيضا