القدس للأنباء / خاص
تتابع الصحافة اللبنانية والعربية الصادرة في بيروت، التطورات الأمنية التي تشهدها الساحة اللبنانية، من عرسال الممتدة على مساحة 317 كيلو متر مربع والتي تضم مخيمات للنازحين السوريين والمفتوحة على العمق ا
لسوري الذي يضم المجموعات المسلحة التي تحتجز العسكريين اللبنانيين، الى مدينة طرابلس التي تمتد على مساحة 24 كيلومتر مربع الى الشمال وعكاره المتاخمة والمفتوحة على الحدود السورية، والتي كشفت التقارير الامنية وجود الكثير من "البؤر" في الضنية وباب التبانة والمنكوبين التي صدَّرت انتحاريي جبل محسن، وعشرات "الانتحاريين" الذين ينتظرون كلمة السر من مشغليهم خارج الاراضي اللبنانية... وبين كل تلك المساحات والحدود المفتوحة للتدريب والاعداد والتسليح وتفخيخ السيارات تتوقف بعض وسائل الاعلام كما بعض المسؤولين أمام ابواب مخيم عين الحلوة، المغلقة بحواجز الجيش اللبناني، ليصبح العنوان الابرز والذي ياخذ مساحات واهتمامات تتجاوز بكثير مساحته الضيقة التي لا تتعدى الكيلومترين مربعين، والتي يؤكد غالبية سكانه العظمى اضافة لقواه السياسية من فصائل وحركات وطنية وقومية واسلامية رفضها الزج بالمخيم بالاحداث التي تشهدها الساحة اللبنانية، وهي اعطت المثل والنموذج خلال الجولات الكثيرة من الصراع الداخلي التي مرت بلبنان من صيدا الى بيروت الى طرابلس وعرسال. وهي تواصل التأكيد على تنسيقها الدائم مع فعاليات صيدا السياسية والنيابية والامنية والعسكرية لحفظ امن المخيم والجوار.
تناولت صحيفة الشرق الاوسط الملف الامني ياللبناني وتوقفت عند مخيم عين الحلوة، واكدت ان قادة الفصائل الفلسطينية في «عين الحلوة» (نجحوا) طوال السنوات الـ4 الماضية بتجنيبه الانجرار إلى أتون الحرب السورية،.. وتوَّج هؤلاء نجاحاتهم هذه بإنشاء قوة أمنية مشتركة في يوليو (تموز) الماضي تضم نحو 150 عنصرا مسلحا يمثلون جميع التنظيمات ويتولون حفظ الأمن في المخيم.
وحافظ المخيم على تماسكه مع إعلان قادة الفصائل جهوزيتهم للتنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية لإلقاء القبض على المطلوبين داخله، رغم تأكيدهم أن معظم من يتم التداول بأسمائهم لم يثبت تواجدهم في «عين الحلوة».
ويؤكد قادة الفصائل الفلسطينية داخل المخيم أنّهم لا يملكون إطلاقا المعلومات التي بحوزة المشنوق. وينفي قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب أن تكون أجهزة الدولة اللبنانية قد طلبت منهم تنفيذ أي خطوات جديدة أو اتخاذ أي تدابير بالتزامن مع إعلان وزير الداخلية تواجد «داعش» داخل المخيم، لافتا إلى أنّه يتم عقد اجتماعات متتالية بين قادة الفصائل والقوى المعنية داخل «عين الحلوة» كما مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية لاستيعاب أي تطورات مفاجئة.
هذا، ويشكك أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة»، أمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب في المعلومات التي لدى المشنوق، لافتا إلى أنّه يعتمد في تصريحاته على التقارير التي تصله وقد يكون بعضها غير صحيح، نافيا وجود أي دليل يؤكد تجنيد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في جبل محسن، داخل عين الحلوة. وقال خطاب لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا أصلا قد يتم تدريبهما داخل المخيم ومدينة طرابلس والتي هي مسقط رأسيهما فيها كل ما يحتاجانه لهذا الغرض، كما أن سوريا قد تكون أقرب إليهما من صيدا».
ونفى خطاب نفيا قاطعا وجود مراكز أو مكاتب أو نشاط أو حتى هيكلية تنظيمية لـ«داعش» داخل المخيم، متحدثا عن تواجد «شباب متعاطفين مع التنظيم وهؤلاء موجودون في كل أنحاء لبنان كما في أوروبا وأميركا وغيرها من البلدان".
من ناحية اخرى اعربت صحيفة السفير عن قلقها «من المصير الذي قد يواجهه المخيم في حال صحة التوقّعات بأن قراراً دولياً وعربياً ولبنانياً قد اتخذ على أعلى المستويات لاستئصال الإرهاب في لبنان»، مشيرةً إلى أنّ «العدّ العكسي قد بدأ من سجن رومية، على أن يُستكمل في تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، وما بعدهما احتمال أن تكون الوجهة عين الحلوة».
تتحدّث المصادر عن هـــذا الأمـــر باعتــباره «سيــناريو» محتملاً، مستندةً بذلك إلى كلام وزير الداخليّة والتقـــارير الأمنية الاستــخبارية المركـــزية...
وتتوقّع المصادر التي تحدثت للسفير «قيام الفصائل الفلسطينية بعمل أمني ما، قد يطال المولوي ومتّهمين بأعمال إرهابيّة، باعتبار هذا الحلّ أهون الشرور، لأن ما قد يقدم عليه الجيش من خيارات سيكون مكلفاً جداً على الجميع ونتائجه على المخيم وأهله قد لا تحتمل، وأشبه بنهر بارد جديد».
وفي السياق نفسه كشفت صحيفة الاخبار اللبنانية عن زيارة "وفد أمني أوروبي لبنان قبل نحو شهر والتقى قيادات أمنية للاطلاع على واقع مخيم عين الحلوة وعلاقته بالجوار. وترافقت زيارة الوفد مع زيارة وفد أمني من السلطة الفلسطينية. ولم يُعرف إذا حصلت لقاءات مشتركة بين الوفدين".
فهل من ارتباط بين الشائعات التي تملأ الاجواء وبين هذه الزيارات التي تمت بعيدا عن الاضواء؟... ومن هي القوى والشخصيات التي التقتها وما هي الملفات التي بحثتها وهل من ارتباط بين ما يجري وبين المساعي الدولية و"العربية" لانهاء ملف اللاجئين؟..
وقالت صحيفة الجمهورية أن الفصائل الفلسطينية في المخيم أعلنت الإستنفار بهدف «منع استخدام المخيم ساحة للإرهاب ضد المناطق اللبنانية، وتحويله نهر بارد جديداً وزجّه في اقتتال فلسطيني - لبناني وتشريد قاطنيه".. وأكدت على وجود تنسيق دائم ومستمر بين القوة الأمنية الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية لتحصين المخيم.
وتساءلت صحيفة البلد اللبنانية عمن يسعى الى توريط عين الحلوة؟.. ونقلت تصريحات لقادة سياسيين وامنيين فلسطينيين تؤكد "اننا لن نسمح لاحد مهما كان ان يورط المخيم على قاعدة انتهاج سياسة النأي بالنفس عن الشؤون اللبنانية". ، كما قال قائد القوة الامنية الفلسطينية ابوعرب... في حين أكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي، أن "عين الحلوة سيبقى عصيًا على كل محاولات جرّه إلى الفتنة"، رغم خطورة ما يتم العمل والتحضير له لهذا المخيم، أنه يجب أن يبقى عاصمة محصّنة للشتات الفلسطيني وهناك جهد فلسطيني يبذل من قبل كل القوى والفصائل الفلسطينية لمنع توتير الأوضاع داخل المخيمات الفلسطينية، ومنع المزيد من الانقسامات الداخلية الفلسطينية - الفلسطينية، أو محاولات جرّه من خلال إدخال بعض المطلوبين إلى عين الحلوة".