/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الصحافة اللبنانية.. المخيمات الفلسطينية سباق بين (التوتير) والاستقرار

2015/01/15 الساعة 10:16 ص

القدس للأنباء / خاص


انطلاقًا من وعيها لخطورة المرحلة، وللتعقيدات السياسية التي تحيط بالمنطقة، تواصل القيادات الفلسطينية في لبنان على اختلاف انتماءاتها السياسية والفكرية التأكيد على التزامها الإيجابي بسياسة النأي بالنفس تجاه الصراعات الداخلية اللبنانية، والتشديد على أن المخيمات الفلسطينية لن تكون مأوى وملجأ آمناً للفارين من وجه العدالة، وقاعدة انطلاق لأي عمل تخريبي... وهي تتابع عن كثب ما يجري حولها، وتلاحق التطورات عبر مسارين متكاملين: التواصل والتنسيق اليومي مع القوى السياسية والفعاليات والهيئات والمؤسسات الأمنية اللبنانية، من جهة، واتخاذ التدابير الأمنية وتعزيز القوة المشتركة ومراقبة الأوضاع عن كثب في المخيمات كافة وعين الحلوة بشكل خاص، لتعزيز الأمن والاستقرار في المخيمات ومحيطها.


ورغم النجاح الملحوظ للإجراءات الأمنية الفلسطينية المنسقة مع المؤسسات الأمنية اللبنانية في ضبط الأوضاع، ومنع أية ارتدادات لأحداث تجري على الساحة اللبنانية، كما هو الحال أثناء أحداث عبرا وعرسال واشتباكات طرابلس وتفجيرات جبل محسن وإجراءات سجن رومية، فإن بعض وسائل الاعلام ونفر من حملة الأقلام يصرون على تجاوز حالة الهدوء السائدة ونبش "الصندوق الأسود" وإعادة التذكير بأحداث خلت كما تشير صونيا رزق بصحيفة "الديار" التي تؤكد تبعًا لمصادرها الأمنية أنه "يرصد كل فترة دخول أشخاص من جنسيات مختلفة تهدف إلى تخريب الاستقرار في كل لبنان، متجاهلة أن المخيمات الفلسطينية تخضع لعملية إغلاق شبه كامل من قبل الجيش اللبناني  وتحديد مداخل ومخارج خاضعة للإجراءات التي يتخذها الجيش"...


وتضيف رزق استنادا لمصادرها السياسية "بأن البؤر الأمنية الموجودة على أرض لبنان تقلق المسؤولين كثيراً، وأبرزها عين الحلوة وجرود عرسال وسجن روميه، لكن المخيمات الفلسطينية تأتي في الطليعة، لأنها تأوي كل مَن يتوارى عن أنظار المؤسسات الأمنية وأخطر الإرهابيين المطلوبين"!.. (نلفت نظر الكاتبة الكريمة بأن مساحة مخيم عين الحلوة كيلومتر مربع واحد فقط في حين أن عرسال وجرودها تعتبر من أكبر الأقضية اللبنانية الممتدة على مساحة 317 كيلو متر مربع ومتاخمة للحدود السورية)!..


وتواصل الديار عرضها للمخاطر المحدقة بلبنان ويتوسع إبراهيم ناصر الدين في الحديث عن ارتباط عملية سجن رومية بمسار الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، ويخلص إلى أن – ودائمًا وفقًا للمصادر - "الملف الأكثر تعقيدا، بعد رومية، يبقى إقفال «الثغرة الأمنية» الموجودة في مخيم عين الحلوة، وهذا الأمر يتجاوز مسألة التفاهم السياسي الداخلي على هذه القضية، لأن ثمة اتفاق واضح على معالجة هذه القضية، لكن يبقى التنفيذ مرتبط بسلسلة من التعقيدات اللوجستية الميدانية تعود إلى الانقسامات داخل «البيت الفلسطيني» وخصوصا الأزمة القائمة داخل حركة فتح بعد «انشقاق» «اللينو» «الرجل» القوي في المخيم والذي تهابه القوى الفلسطينية «المتطرفة».


وينهي ناصر الدين مقالته بالتأكيد على أن حسم ملف سجن رومية "كان بمثابة «رسالة» بالغة الأهمية لبعض المراهنين على وجود «خطوط حمراء» بأن الملاذات الأمنية والحمايات السياسية سقطت حتى إشعار آخر، وهذا ما يدفع المعنيين بهذا الملف إلى الإسراع في تحقيق انجازات نوعية قبل أن تتبدل المناخات السياسية الخارجية والداخلية.
في المقابل تنقل صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مسؤول فلسطيني انه "لا بيئة حاضة للاسلاميين المتاطرفين في عين الحلوة"... وأن عدد المتعاطفين من أبناء المخيم لا يتجاوز الواحد بالمائة" ... وأن مسؤولا في تحالف القوى الفلسطينية أكد الاتفاق "مع القوى الإسلامية على إنهاء أي تنظيم يحاول جرّ المخيم إلى معركة ضد الجيش (...) لا نريد تكرار مأساة اليرموك بعدما بات بعض سكان المخيم طرفاً في صراع لا علاقة لهم به".


هذا وأكد أحد مسؤولي الأمن الفلسطينيين أنه «يمكن القول إن الأمن ممسوك ولا شيء يثير الذعر طالما أنه لا جهات خارجية تعمل على زعزعة أمن المخيم عبر مخبريها».  وأن  "اللجنة الأمنية المشتركة (كثفت) دورياتها الليلية في محاولة للإمساك بملقي القنابل". وقال مسؤول في القوى الإسلامية إن «تهدئة التصعيد الكلامي بين الأطراف اللبنانية والعمل الأمني المشترك لمواجهة الإرهاب سينعكسان إيجاباً في المخيمات»، مؤكداً أن «أنصار الأطراف اللبنانية في المخيمات لن يتحركوا»، وهناك قرار إقليمي بـ«الضبضبة»، ما سينعكس إيجاباً أيضاً على المخيمات.


وفي شأن فلسطيني متصل رصدت صحيفة "السفير" اللبنانية سفر محمود عيسى الملقب بـ "اللينو"، إلى القاهرة "للقاء القيادي الفلسطيني محمد دحلان المفصول من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح على خلفية الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومحمد دحلان، وهذا ما انعكس على أوضاع مخيم عين الحلوة من خلال استنفارات متبادلة بين جماعة دحلان بقيادة «اللينو» وحركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني عباس"...


وتضيف "السفير" أن قيادة غزة بحركة فتح أوفدت عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود طيراوي - من غزة - بأمر من عباس لمعالجة أوضاع مخيم عين الحلوة، وسيلتقي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، علمًا أن الخلاف بين أجنحة «فتح» أدى إلى تراجع قوة «فتح» في المخيمات لصالح التنظيمات الإرهابية، بحسب قول "السفير"،  التي ختمت أن البارز في هذا الصراع وقوف «حركة حماس» إلى جانب «اللينو» في عين الحلوة!.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/69214

اقرأ أيضا