القدس للأنباء – وكالات
أكد الخبير في شؤون الأسرى ومدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة أن الأسرى داخل السجون "الإسرائيلية" يعيشون أوضاعاً مأساوية وصعبة، نتيجة استهتار إدارة مصلحة السجون بحياتهم ومنع دخول أدنى مقومات الحياة لهم، من طعام مناسب وملابس وأغطية وأحذية في ظل حالة البرد القارس التي يعيشونها وخاصة أثناء المنخفضات الجوية.
وقال حمدونة: "إن هناك إهمالاً متعمداً من قبل إدارة مصلحة السجون للأسرى وخاصة في المنخفض الجوي المنصرم بكافة السجون "الإسرائيلية"، حيث لم يتم إدخال أي أغطية أو أحذية أو ملابس لهم، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر للأسف لم يستطع الضغط على دولة الاحتلال لإدخال هذه الاحتياجات الأساسية للأسرى وخاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وأشار إلى أنه لا يوجد اهتمام من قبل إدارة مصلحة السجون بصحة وتغذية وتدفئة الأسرى، حيث إن الكثير من السجون كالنقب وريمون كانت تتساقط عليهم الرمال والغبار بدلاً من الأمطار والتي أثرت على صحتهم بشكل كبير جداً.
ونوه حمدونة إلى أن الاحتلال يتعمد إخراج الأسرى أثناء المنخفضات الجوية خارج الغرف ويتم اقتحامها ليلاً بحجة التفتيش الأمني، بحيث يتم تفتيش الأسرى بشكل عارٍ في ساحة الفورة، وهذا يؤثر على صحة الأسرى ويجعلهم يحملون أمراضاً كثيراً تنتشر من أسير إلى آخر.
وكشف حمدونة أن الأسرى القدامى سواء داخل السجون أو المحررين تبين أنهم يحملون أمراضاً مزمنة وخطيرة جداً نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياتهم، مشيراً إلى أن 60% من الأسرى الذين أمضوا عشرات السنوات مصابون بأمراض القلب والكلى والسكر والضغط وضعف النظر والغضروف والكثير من الأمراض التي تعرض حياتهم للموت في أي لحظة.
استهتار طبي
وقال: "إن هذه الأمراض عششت في أجسادهم وأدت إلى استشهاد عشرات الأسرى نتيجة الإهمال الطبي"، موضحاً أن الأسير المحرر محمد أبو جلالة تم تحويله إلى مستشفي الشفاء يوم الاثنين الماضي، وتبين بأن لديه مشكلة في ثلاثة شرايين لضخ الدم إلى الجسم، الأمر الذي يحتاج إلى إجراء عملية جراحية في القلب لتوسيع تلك الشرايين".
وأوضح الخبير في شؤون الأسرى أن هذا الاستهتار الطبي بحق الأسرى القدامى نتيجة عدم وجود فحوصات مخبرية لتبين الأمراض التي تصيب الأسرى،جراء التعذيب الجسدي الشديد والضغوط النفسية وعجز إجراء العمليات الجراحية لهم.
وبيّن أن وضع أجهزة التشويش وأجهزة التفتيش على أبواب السجون، إضافة لوضع السجون على مقربة من مفاعل ديمونا، يؤثر على حياة الأسرى ويعرضهم للإصابة بسرطانات، لافتاً إلى وجود 30 حالة اصابة بالسرطان الآن داخل السجون نتيجة الأسباب التي ذكرت.
وأردف حمدونة قائلاً: "إن هناك مسألة في غاية الأهمية والخطورة وهي تجريد من الأدوية السجون وعدم إعطاء الأسرى المرضى حتى المسكنات العادية التي لا تفيد الأسرى بشيء"، محذراً من تداعيات الإهمال الطبي داخل السجون والتي تؤدي للموت المفاجئ.
وأضاف: "إن الأسير المحرر مجدي حماد كان ضحية الإهمال الطبي الذي تحرر وبعد تحرره بأقل من عامين استشهد، وتبين بأنه مصاب بمرض القلب دون معرفة أنه مصاب به".
ثورة جديدة
وحول إضراب الشيخ خضر عدنان، أوضح أن تمديد حكم الاعتقال الإداري لستة شهور أخرى عليه، دفعه لخوض إضراب تحذيري لسبعة أيام، موضحاً أن هذه الخطوة التحذيرية من قبل الشيخ عدنان تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أطراف، وهي الطرف الأول إدارة مصلحة السجون إذا تم تمديد اعتقاله مرة أخرى أو تضاعف عدد المعتقلين الإداريين سيكون هناك إضراب مفتوح عن الطعام كخطوة إستراتيجية وتكتيكية موحدة .
وتابع: "الطرف الثاني للأسرى الإداريين حثهم على ضرورة شحن الهمم وبلورة خطوة إستراتيجية جماعية لكسر الاعتقال الإداري وإغلاق صفحته بالكامل، لأن أعداد الإداريين كبيرة جدا في هذه الآونة، حيث بلغ عددهم 500 أسير معتقل إدارياً، أما الطرف الثالث وهو الشارع الفلسطيني فعليه أن يدرك أن هناك معاناة كبيرة يعيشها المعتقل بالحكم الإداري، ويجب كسر هذا الحكم بالحراك الشعبي".
وتوقع حمدونة أنه اذا تم تثبيت الاعتقال الإداري على الشيخ عدنان من قبل المحكمة "الإسرائيلية" أو رفض الإفراج عنه فسيفجر انتفاضة جديدة كما فجرها في السابق بأمعائه الخاوية ، لافتا إلى أن الشيخ عدنان ليس بالشخصية السهلة بل هو قائد فلسطيني بامتياز ومفجر ثورة الإداريين في السابق التي استمر بها 66 يوماً على التوالي بالإضراب المفتوح عن الطعام.