القدس للأنباء – وكالات

تفتقد الأحياء المحيطة بمنطقة مقام يوسف شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية، لمعاني الهدوء والأمان نتيجة اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة للمنطقة، بهدف توفير الحماية لمئات المستوطنين الذين يترددون إلى المقام لتأدية طقوس دينية.

وبحسب سكان المنطقة، فإن تلك الاقتحامات يرافقها الكثير من ممارسات الاحتلال ومستوطنيه والجرائم بحقهم.

كابوس
ويصف المواطن عميد دويكات، أحد سكان بلدة بلاطة, البلدة المحاذية لمقام يوسف، معاناته وعائلته نتيجة الاقتحامات المتكررة، ويقول: "باتت الاقتحامات الليلية لقبر يوسف من قبل المستوطنين المدعومين بجيش الاحتلال كابوسًا يراودنا في كل ليلة".

ويضيف دويكات: "غالبا ما يسبق المستوطنين في اقتحامهم جيش الاحتلال, ويعمد إلى اقتحام العمارات السكنية لتأمين وصولهم ودخولهم، وبدون سابق إنذار نجد جنود الاحتلال قد اعتلوا المباني واقتحموا المنازل لنجد أنفسنا جميعا محتجزين في غرفة واحدة يمنع علينا التحرك في منزلنا، تحت ذريعة توفير الأمن للمستوطنين".

أما المواطن ساري أبو عيشة والذي لا يبعد منزله عن المقام سوى بضعة أمتار، يكشف النقاب عن توزيع الاحتلال أوامر بحق أهالي المنطقة منذ سنوات، تطالبهم بعدم التحرك بعد الساعة 8 مساءً.

ويقول: "بغض النظر عن التطبيق الفعلي لهذا القرار فإن قوات الاحتلال ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى أصدرت قرارا يمنع التجول والتحرك في المنطقة، ويمنعنا من الخروج من منازلنا بعد الساعة 8 مساءً وتحول تلك المنقطة إلى منطقة عسكرية قابلة لتواجد قوات الاحتلال بأي لحظة كونها منطقة دينية، وفق الأوامر".

تهديد مستمر
وتقول المواطنة أم محمد: "مع كل اقتحام لمنزلنا وبعد أن تعيث قوات الاحتلال بالبيت فسادًا وتمارس كافة أشكال العنصرية والظلم ضدنا وجهت إلينا عدة تهديدات من قبل قادة الجيش بأنه وفي حال تحدثنا بأي معلومة عن طريقة تعاملهم معنا فسيتم تحويل حياتنا إلى معاناة من خلال الاعتقال للأبناء أو المبالغة في الاستهداف والتخريب".

وتتابع: "تمتلئ منازلنا بالغازات ولا نعرف طعما للهدوء والراحة، وكل همنا أن تمر ساعات الليل دون أن تحل علينا خفافيش الظلام التي تنشر أجواء الرعب والخراب إلى درجة أنه يهيأ لنا بأننا نعيش في جبهة من القتال الحربي".

وتوضح أنه في كثير من الأحيان يصاب سكان المنطقة ولا سيما الأطفال منهم بحالة من الإعياء نتيجة استنشاقهم للغازات التي يطلقها جنود الاحتلال، مذكرةً باستشهاد أحد الأطفال قبل سنوات نتيجة اختناقه بالغازات السامة، عدا عن حالات الإجهاض التي تحصل نتيجة ذلك".