القدس للأنباء – القدس المحتلة
يكشف موسم الشتاء، المخططات والحفريات الصهيونية التي لطالما بقيت سرية أسفل الأرض، من خلال حدوث انهيارات وتشققات في منازل المقدسيين وفي باحات الحرم المقدسي الشريف، ليؤكد أن سلطات الاحتلال ماضية نحو بناء مدينة أسفل القدس تمهيداً لهدم كل ما هو إسلامي.
وانهار سقف غرفة في منزل قديم ببلدة سلوان جنوبي المسجد الاقصى المبارك مؤخراً، نتيجة لاستمرار هطول الثلوج والامطار. وقال معاذ أبو ماضي وهو صاحب المنزل، إن سقف غرفة في منزله انهار نتيجة لاستمرار هطول الامطار والثلوج دون ان تسجل إصابات بشرية".
كما حدثت عدة انهيارات أرضية في منزل قديم في منطقة حطة القدس القديمة نتيجة تراكم الثلوج والأمطار في المنطقة. فيما فوجئ أهالي بلدة سلوان بالقدس، الخميس الماضي، بوقوع انهيارات ترابية وتشققات واسعة في الشارع الرئيسي لحي وادي حلوة في البلدة، بسبب الحفريات الصهيونية في المنطقة.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن الأهالي فوجئوا بوجود تشققات في الشارع الرئيسي لحي وادي حلوة، موضحين أنهم يسلكون الشارع يومياً باعتباره أحد الطرق الرئيسة في البلدة، علما أن الانهيارات والتشققات وقعت على طول 30 مترا، كما قامت طواقم بلدية الاحتلال بتفقد "عين سلوان" التي يُمنع الأهالي من الوصول إليها، ويرجح وقوع انهيارات مماثلة فيها.
وأوضح الأهالي أن طواقم من بلدية الاحتلال وشرطته حضرت إلى المكان، وتذرعت أن "تمديدات الصرف الصحي"، هي سبب التشققات، علما أنه تم تجديدها وتعبيد الشارع قبل حوالي عام ونصف.
وقال الأهالي: "إن هذه الانهيارات تحدث كل عام، بعد هطول الأمطار، وذلك بسبب الحفريات التي تقوم بها جمعية "العاد" الاستيطانية وسلطة الآثار الإسرائيلية في بلدة سلوان، أسفل منازلهم وشوارعهم، علما أن مكان الانهيارات يوجد نفق يربط عين سلوان بساحات باب المغاربة، كما يُخطط ربطه بحائط البراق".
مخططات سرية
أكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن هذه الانهيارات والتشققات تشير بشكل مباشر إلى مخططات سرية صهيونية لحفر الأنفاق أسفل مدينة القدس المحتلة، وتكشف مخطط الاحتلال الرامي لهدم المسجد الأقصى والبلدات الإسلامية المقدسية القديمة من خلال تقويض أساساتها وتفريغ أرضيتها لتسهيل هدمها.
وقال الحموري: "لطالما حذر المقدسيون من خطورة هذه الحفريات، ولكن العالم العربي والإسلامي أهتم في أوائل عام 2000 بهذه التحذيرات ولكن سريعاً ما قلل من شأنها، واليوم تدل كافة البراهين أن قضية الحفريات أسفل القدس أمر خطير للغاية ولا يمكن الصمت عليه طويلاً".
وأوضح أن الانهيارات الأرضية والتشققات، بدأت تكشف وتفضح مخططات الاحتلال في عام 2007، ومع مرور كل موسم أمطار، تحدث انهيارات وتشققات في منازل المقدسيين، وفي باحات المسجد الأقصى، الأمر الذي يشير إلى مرور أنفاق وحفريات صهيونية أسفل هذه الأماكن.
ولفت الحموري النظر إلى حدوث انهيارات عديدة خلال الأيام الماضية، من بينها انهيارات في منطقة "حوش قراعين" في وادي حلوة، وانهيارات أخرى وتشققات أخرى في باب حطة، وفي حي سلوان شرقي المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هذا الحي من أكثر الأحياء المقدسية التي تتعرض لمخططات التهويد والحفر لوقوعه ضمن مخطط "الحوض المقدس" الصهيوني.
وبيّن أن كافة الخطوات تسير نحو تغيير المعالم الفلسطينية والإسلامية في القدس، مؤكدًا أن الحفريات الصهيونية أنشأت مدينة يهودية أسفل القدس المحتلة.
ويرى مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن تصاعد المخططات الصهيونية التهويدية في القدس المحتلة، كان من إفرازات انشغال الشعوب العربية في ثوارتها الداخلية وترتيب أوضعها ولكنه أكد أن جيلًا جديدًا في القدس أصبح لديهم وعي كبير في مواجهة الاحتلال ومخططاته في هذه المدينة.
انهيار فجائي
من جهتها، تؤكد خبيرة الآثار الإسلامية في القدس المحتلة عبير زياد، أن مدينة القدس المحتلة معرضة للانهيار في أي لحظة، بسبب الحفريات الصهيونية المنتشرة بكثرة أسفلها.
وقالت زياد: "إن هذه الحفريات لها عدة أهداف، منها ما هي حفريات أموية تاريخية وقد سيطرت عليها سلطات الاحتلال وزيفتها وحولتها إلى حفريات تاريخية يهودية، وباتت تسوق عليها السياح من أجل إثبات يهودية القدس، وهناك حفريات أخرى، هدفها فقط إحداث خلخلة وارتجاج في بنيان المدينة، الذي يجعلها آيلة للسقوط مع أي هزة أرضية تحدث في المكان".
وأضافت: "منذ عام 1967، ودولة الاحتلال تحفر أسفل المسجد الأقصى والقدس المحتلة، بهدف العثور على أي شيء يثبت وجود اليهود في زمن ما يسمى بالهيكل الأول في العصرين البرونزي والحديدي"، مؤكدةً أن كافة هذه الجهود منيت بالفشل.
وأوضحت زياد أن سلطات الاحتلال ، تسعى منذ زمن بعيد إلى حفر أكبر قدر ممكن من الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، ومن ثم ربطها بمجموعة من الكنس والمتاحف اليهودية لإيهام الزوار والسياح أنها تعد من مرافق هذه المتاحف اليهودية.
ولفتت النظر إلى أن المخططات الصهيونية تسير بسرية تامة، وأن معظم اكتشافات المقدسيين لهذه الحفريات ناتجة عن ملاحظات السكان أو حدوث تشققات وانهيارات في مبان أو أماكن مقدسة خاصة خلال مواسم الشتاء وسقوط الأمطار.
وشددت زيّاد على ضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم والمخططات التي تحاك ضد القدس والمقدسيين، "فليس من حق الاحتلال مصادرة حقوق المقدسيين لأنهم مواطنون ولدوا في هذه الأرض".
ونبهت الخبيرة في الآثار المقدسية إلى أن الحفريات أسفل القدس المحتلة، مخالفة لكافة القوانين الدولية التي نصت على عدم جواز التنقيب عن أي آثار في الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى أن منظمة اليونسكو العالمية صنفت القدس كإرث ثقافي عالمي يمنع إجراء أي حفريات أو تغيرات فيها.