القدس لأنباء / خاص
تابعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 31 كانون الأول 2014، أوضاع المخيمات الفلسطينية. وتوقفت عند حالة التوتر التي يعيشها مخيم عين الحلوة، على خلفية إقامة احتفالين وإضاءة شعلتين بمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقة حركة فتح (1/1/1965)... الأول لقيادة فتح المركزية، والثاني لقائد الكفاح المسلح السابق (المفصول من فتح والمؤيد لمحمد دحلان) محمود عبدالحميد عيسى الملقب بـ(اللينو)
فكأن مخيم عين الحلوة، لا تكفيه مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية على اختلافها والتي زادها تأزما وجود آلاف النازحين من سوريا، الى جانب الاتهامات التي تلصق به، جراء تسلل بعض المطلوبين للسلطات اللبنانية، ليضيف اليه احياء ذكرى انطلاقة فتح الى عنصر توتير جديد يهدد امن المخيم واستقراره، وهو ما لفتت اليه المعلومات التي نقلتها الصحافة اللبنانية عن رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، الذي اجتمع بالطرفين (الفتحاويين) واتصل بمرجعيات وقيادات صيداوية لحثها على بذل الجهود لتهدئة الاوضاع!.. والسعي ما امكن لالغاء الاحتفالين والاستعاضة عنهما بحفل استقبال في قاعة مغلقة لتجنيب المخيم والجوار أية احداث او اضطرابات قد تستغلها اطراف مشبوهة لتخريب الوضع الامني...
وهو ما لفتت اليه صحيفة السياسة الكويتية التي اعادت الى الواجهة ما تدعيه (الخلايا النائمة) ونقلت عن مصادر رفيعة قولها أن (هناك مخاوف من أن يشكل مخيم عين الحلوة منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية، سيما أن غالبية المجموعات المتشددة الموجودة بداخله متعاطفة مع "داعش" أو موالية له أو مرتبطة به بشكل أو بآخر، وبالتالي "لا يمكن السماح لهذا التنظيم الإرهابي بإيجاد موطئ قدم له وملاذ آمن على الأراضي اللبنانية). ورغم ذلك عادت الصحيفة لتؤكد في نهاية تقريرها (أن المطلوب شادي المولوي غادر المخيم قبل أيام بضغط من قوى فلسطينية)، مشيرة إلى (أن وجود "داعش" و"النصرة" محدود في المخيم وليس كبيراً كما يتردد في بعض وسائل الإعلام).
وردا على اقتراح العميد شرور بالغاء الاحتفالين لتجنيب المخيم والجوار اي اضطرابات امنية في غنى عنها أكد اللينو لـ(السفير) انه استمع بإمعان لهواجس شحرور وقال: (نحن تحت سلطة القانون اللبناني ونحتكم الى رأي السلطات الامنية اللبنانية والى معلومات الجيش. ونحن على استعداد لالغاء احتفالنا باضاءة الشعلة والاستعاضة عنه بحفل استقبال، شرط أن تحذو قيادة فتح المركزية والسفير الفلسطيني الحذو نفسه). واعتبر أنه (اذا لم تلغِ القيادة المركزية احتفالها، فنحن ايضا ماضون في احتفالنا حتى الآن، وليتحمل الجميع مسؤولياته).
الا ان رد اللواء صبحي ابو عرب لـ(السفير)، مساء أمس، كان حاسما وجازما بأن فتح ماضية باضاءة الشعلة وباحتفالها كالمعتاد (ولن نلغي احتفالنا، نحن القيادة الام والسلطة والشرعية ولن يثنينا أي شيء). أضاف: (إنها حركة فتح، وشعلة فتح مضى عليها خمسون عاما ولن يبعدنا عنها أو يحول بيننا وبينها أي شيء). وشدد على ان (قيادة فتح قررت اضاءة الشعلة في المكان نفسه من دون أي تعديل أو التفاتة إلى الوراء). وأعرب عن تقديره (لحرص العميد شحرور وقيادة الجيش على الفلسطينيين وعلى الدم الفلسطيني).
وفي هذا السياق أطلقت شعبة "فتح" في المخيّم تهديداً لعناصر وكوادر الحركة, بشطب اسم أي شخص يشارك في "مهرجان اللينو" من قيود وسجلات الحركة, وإلغاء راتبه، مشيرةً إلى أنّ هذا القرار صادر عن قيادة فتح في رام الله.
وعلمت "صدى البلد"، ان أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات ترأس اجتماعا لقيادة اقليم لبنان في مخيم المية ومية في حضور قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية آمنة جبريل، حيث جرى بحث في تداعيات اضاءة شعلتين في عين الحلوة.
واكدت مصادر المشاركين، ان القيادة "الفتحاوية" قررت تنبيه عناصرها وكوادرها الى عدم المشاركة في اضاءة شعلة "اللينو" تحت طائلة العقاب التنظيمي بالتجميد والفصل، وبالمقابل حشد اكبر حضور في شعلتها مع اتخاذ تدابير امنية إحترازية خشية من اي توتير لايقاع الفتنة داخل المخيم.
وعلى المقلب الآخر، اشارت وكالة انباء اسيا (أن قائد الكفاح المسلح السابق يريد أن يؤكد أنه بيضة القبان في عين الحلوة، خصوصاً وأن المهرجان سيتضمن عرضاً عسكرياً، في ظل تأكيده بأن حركته ليست انقسامية أو انشقاقاً، بل حركة إصلاحية اعتراضية على نهج التسويات والتخلي عن الشهداء، وهدفها استعادة الحركة إلى مربع الانطلاقة الأولى).