القدس للأنباء – وكالات
رغم أن اعتداءات الاحتلال الصهيوني لم تتوقف يوماً على الفلسطينيين، إلا أنها شهدت في العام 2014، تصعيداً ملفتاً، حيث تنوعت أشكال التصعيد، فالأرض سلبها الاستيطان بوتيرة متسارعة، وبيوت الله لم تسلم من العدوان، وعمليات دهس وحرق طالت فلسطينيين في أماكن متفرقة بالضفة المحتلة.
وترك تقاعس أجهزة السلطة عن حماية أبناء شعبها، المواطن الفلسطيني يجترح مقاومته بما تسنى له من وسائل، رفضاً للخضوع والهوان.
الاستيطان
ويؤكد سهيل خليلية، مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) أن "النشاط الاستيطاني لم يتوقف على الإطلاق، وما يزال الاعتداء الأهم الذي يقوم به الاحتلال".
وأضاف خليلية: "تميَّز الاستيطان في العام الحالي، في محيط التكتلات الاستيطانية الكبرى، وتحديداً في القدس، والتجمعات المحيطة بالقدس من مناطق الضفة الغربية".
وتابع: "خلف الجدار الفاصل، وفي المنطقة الفاصلة بين الجدار والخط الأخضر، وهي المناطق التي يسعى الاحتلال لضمها لدولة الكيان، عند أية مفاوضات مع الجانب الفلسطيني".
وأشار خليلية: "إن الاحتلال أعلن في العام الحالي عن بناء وتسيير عطاءات بناء لما يزيد عن 14 ألف وحدة استيطانية، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، 36% منها في منطقة بيت لحم، و34% منها في القدس، بمعنى أن ثلثي الاستيطان تركز بما يسمى: منطقة (القدس الكبرى).
الاعتداء على المساجد
فبعد أن كانت الاعتداءات على المساجد تشكل قبل أعوام قليلة في الضفة حوادث عرضية، باتت الآن تشكل ظاهرة كظاهرة الاعتداء على الزيتون الفلسطيني، فقد استفاق أهالي قرية المغير شمال رام الله قبيل ساعات فجر يوم الأربعاء (12-11) على رائحة النيران وهي تلتهم مسجد عثمان بن عفان، بتنفيذ من مجموعات المستوطنين التي تطلق على نفسها: (تدفيع الثمن).
وما أن استطاع الأهالي السيطرة على النيران، حتى كانت قد التهمت كامل محتويات مصلى النساء ودار القرآن الكريم.
وقد شهد العام الحالي، 14 اعتداءً على المساجد، مقارنة مع 12 اعتداءً العام الماضي، وتنوعت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على مساجد الضفة، وقد توزعت كالتالي: (حرق 3 مساجد، هدم مسجدين، تهديد بالهدم لمسجد، تحطيم نوافذ ومحتويات 4 مساجد، ومداهمات وتدنيس 3 مساجد).
عمليات الدهس
يتعمد المستوطنون الصهاينة خلال سلوكهم الشوارع التي تخترق القرى والمناطق الفلسطينية، السير بسرعة جنونية، ويتعمدون في أغلب الأحيان، دهس الفلسطينيين الموجودين على قارعة الطريق، ومن ثم يلوذون بالفرار، وقد شهد العام 2014، وقوع 37 عملية دهس في مختلف مناطق الضفة، أسفرت عن استشهاد 6 مواطنين، بينهم طفلة، وأدت لإصابة 29 مواطناً بينهم 15 طفلاً، و14 بالغاً.
ويرى غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة أن "تزايد اعتداءات المستوطنين، مردُّه لصعود اليمين الصهيوني على سدة الحكم، والذي يشجع التطرف في دولة الكيان، بتوفير الحماية الكافية للمستوطنين في عدوانهم، إضافة لوجود غطاء قانوني يحميهم، بأن المعتدي مختل، أو أنه ارتكب جريمته لدواع أمنية".
الاعتداءات بكل النواحي
لم يسلم أي شيء فلسطيني من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، فقد سجلت مراكز الدارسات والأبحاث الفلسطينية، ما يزيد عن 800 اعتداءٍ، بارتفاع كبير، مقارنة مع 523 اعتداءً على الفلسطينيين وممتلكاتهم العام الجاري.
وقد سُجل أكثر 203 اعتداءات على المدنيين الفلسطينيين، وطالت الأماكن الدينية والأثرية والمقابر 209 اعتداءات، وطال ممتلكات المواطنين وقراهم ومنازلهم ومركباتهم 176 اعتداءً، و68 اعتداءً على أشجار المواطنين الحرجية والمثمرة، وأبرزها شجرة الزيتون.
وتنوعت الاعتداءات على الأشجار ما بين القطع، والحرق، ورش مواد سامة، كما تم تسجيل 10 اعتداءات على الثروة الحيوانية، ما بين تسميم مواشي المواطنين أو دهسها، أو مصادرتها، إضافة لـ15 اعتداءً، بإغلاق مداخل قرى المواطنين طرقاً حيوية توصلهم إلى أماكن عملهم ومؤسساتهم التعليمية والخدمية.
ارتفاع وتيرة الاعتداءات
وقد بات لافتاً الارتفاع الكبير للاعتداءات عما هو عليه في الأعوام الماضية، وذلك مع تقصير السلطة الكبير، في توفير أية حماية للمواطنين وممتلكاتهم، بحجة وقوع الاعتداءات في المنطقة (ج)، رغم أن الكثير من الاعتداءات، تقع في المنطقة الواقعة تحت حمايتها.
وأشار سهيل خليلية: "إنه تم اكتشاف مواقع لتدريب المستوطنين على مهاجمة الفلسطينيين بالسلاح الأبيض والسلاح الناري، ما يشير لرعاية رسمية للدولة لهذه الاعتداءات؛ حيث يقوم جيش الاحتلال بتسيير أمور المستوطنين خلال الاعتداء، وحراستهم أيضاً".
وأضاف: "وأية شكاوى تُقدم ضد المستوطنين يتم رفضها تلقائياً، وحتى لو تم النظر في هذه الشكاوى، فلن تكون النظرة قانونية لهذه المخالفات، وسيتم التخلص منها لاحقاً تحت بنود الأمن الشخصي، أو الادّعاء بالإصابة بالجنون".
فيما رأى غسان دغلس: "أن هذه الاعتداءات ستتزايد، طالماً اليمين الصهيوني هو من يحكم دولة الاحتلال، والذي تتسابق فيه الأحزاب الصهيونية لاسترضاء المستوطنين".