القدس للأنباء - خاص
لا يزال عين الحلوة في قلب الأحداث اللبنانية بمنسوب يرتفع نحو الإيجابية بعد كلام واضح أدلى به رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، لوفد اللجنة الامنية الفلسطينية العليا، والذي وضع حداً للتداول بقضية شادي المولوي.
ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت، يعمل بعض وسائل الاعلام على توتير الوضع من خلال ضخ معلومات مغلوطة تتحدث عن إمكانية قيام "مجموعات ارهابية بخروقات أمنية وحتى نشر الفتنة الطائفية"..
المخابرات الأميركيّة تحذر من خطر عين الحلوة!
ورغم الأجواء الإيجابية التي السائدة، يعمل البعض على توتير الأجواء من خلال ضخ معلومات مغلوطة تتحدث عن إمكانية قيام "مجموعات ارهابية بمحاولة القيام بخروقات أمنية وحتى نشر الفتنة الطائفية"..
فقد كتب حسن سلامه في صحيفة "الديار" تقريرًا بعنوان: "المخابرات الأميركيّة حذرت مسؤولين من خطر الإرهابيين في روميه وعين الحلوة!". نقل فيه عن مصادر أمنية وضعها أكثر من سيناريو محاولة استهداف الأمن، منها:
"ما يشكله بعض احياء مخيم عين الحلوة من مأوى لاقامة رؤوس ارهابية كبيرة بدءا من الارهابي احمد الاسير الى شادي المولوي واخرين بل ان الكثير من العناصر الارهابية حيث قد يلجأ هؤلاء الى محاولة القيام بأعمال ارهابية بما ان هناك عناصر ارهابية تدخل وتخرج بطريقة سرية وعن طريق التخفي فبعض العناصر ينتقلون الى جرود عرسال او سوريا وبعضهم الاخر يعود الى المخيم بين الحين والاخر".
ونقل عن المصادر ذتها قولها: "إن احد مسؤولي الاستخبارات الاميركية اطلع احد المسؤولين الامنيين في لبنان عن معلومات لدى الاستخبارات الاميركية عن مدى الخطر الذي تشكله «الامارة الارهابية» في سجن رومية ووجود احياء في عين الحلوة خارج السيطرة الفعلية للفصائل الفلسطينية وبالتالي تحوّل هذه الاحياء الى «مكان آمن» لبعض المجموعات الارهابية. وتوضح المصادر ان المسؤول الاستخباراتي الاميركي ابرز امام المسؤول الامني اللبناني خارطة عليها سجن رومية ومخيم عين الحلوة ووضع على كل منهما علامة «حمراء»، داعياً المسؤول اللبناني الى التنبه من الخطر الذي يشكله المكانين على الأمن اللبناني".
تأكيد الجهود على ثوابت الأمن والاستقرار
كتب هيثم زعيتر في صحيفة "اللواء" تحت عنوان: "التواصل اللبناني – الفلسطيني يوحّد الجهود للتأكيد على ثوابت الأمن والاستقرار"، "تتركّز الأنظار بشكل دائم على مخيّم عين الحلوة، لما يمثّله، وما يضمّه من «موزاييك» سياسي فلسطيني، يُنذِر وجوده في مخيّمات أو تجمّعات فلسطينية على الساحة اللبنانية، تعايشت في ما بينها على الرغم من الاختلافات بوجهات النظر سياسياً، وأجندات بعضها، ولكن اتفقت جميعاً في ما بينها على أنّ القاسم المشترك، هو البوصلة نحو فلسطين"...
وبعد شرح عن اتجاه الأنظار إلى المخيم مع كل حدث أمني سواء أكان الحدث داخله أو في أي منطقة على الساحة اللبنانية، بالإشارة إلى أنّ المخطِّط أو المنفذ، وأداة الجريمة أو المطلوب والفار لهم صلة في هذا المخيّم أو مع مجموعات تتواجد فيه، أشار زعيتر في تقريره إلى وجود تقارير تتحدّث عن أنّ عين «داعش» على مخيّم عين الحلوة لجملة من الأسباب والمعطيات والدوافع، وهو ما لم يتم تحقيقه حتى الآن، على الرغم من كل المحاولات المضنية التي بُذِلَتْ، ولكن يبقى ذلك هدفاً للدولة الإسلامية المعلنة في العراق والشام، وهو ما يشغل بال الكثيرين عن مدى إمكانية تحقيق ذلك، وفي المقابل أيضاً كيف يمكن أنْ يتحوّل المخيّم إلى مخرزٍ في محاولة إيجاد بيئة حاضنة لمثل هذه الخلايا والتنظيمات الإرهابية، التي تستغل الظروف..."
وتحدث زعيتر عن وجود "هدف لـ «داعش»، هو مخيّم عين الحلوة، ولذلك تتركّز الأنظار عليه، فمع أي حدث أمني تكون الأنظار مشدودة إلى هذا المخيّم، فكيف مع تنامي حالات وتنظيمات تحمل عناوين إسلامية، وهو ما يدغدغ مخيّلة البعض، قبل اكتشاف أنّ كل هذه العناوين لا تخدم إلا مآرب ومصالح العدو الصهيوني للإمعان بتفكيك المنطقة وإيجاد كانتونات مذهبية وعرقية وقومية، تسهّل تجسيد حلم إقامة «دولة إسرائيل اليهودية» – أي الدولة القومية لليهود أينما كانوا، على أرض فلسطين، حتى لو كانوا في أي مكان من العالم فهي دولتهم المنشودة".
وأشار إلى أنه "في مخيّم عين الحلوة، تتجانس مختلف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في ما بينها، وبفضل التفاهم والتنسيق وقرار الحسم، تم تفويت العديد من فرص التوتير على مَنْ حاول تنفيذ ذلك، وإنْ كان لـ «أجندات» خارجية، وأُفشلت هذه المحاولات بالتنسيق مع الأطراف الصيداوية والجوار والسلطات اللبنانية الرسمية والأمنية، وفي مقدّمها الجيش اللبناني، وفي ظروف مشابهة أو أصعب ممّا يمر به المخيّم حالياً".
واعتبر زعيتر في تقريره على أنه "لا وجود لبيئة حاضنة لمثل الحالات الإرهابية، وأنه منذ إعلان الخلافة الإسلامية، لم تُسجّل أحداث أمنية انطلاقاً من مخيّم عين الحلوة أو داخله ولعل منع استخدام ساحة المخيّم، كان عاملاً رئيسياً في تنفيذ قرار نشر القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة بقيادة العميد خالد الشايب (8 تموز 2014)، معززةً بمشاركة كافة القوى الفلسطينية، في: فصائل: «منظّمة التحرير الفلسطينية»، «تحالف القوى الفلسطينية»، «القوى الإسلامية» و«أنصار الله»، وتعزيز عديدها ورفعه إلى 225 بدلاً من 150 وهو ما ساهم في تحصين الوضع في المخيّم".
وأكد أن "هذا الاستقرار الذي شهده المخيّم، أقرَّت به مختلف القوى اللبنانية وحتى الأمنية التي كانت تعتبر أنّ مخيّم عين الحلوة أصبح خلفنا، في دلالة على الاستقرار الأمني الذي يسوده، سرعان ما تلاشى مع الحديث عن وصول الفار من وجه العدالة شادي المولوي إلى مخيّم عين الحلوة، عبر سيارة أجرة نقلته من الشمال وتمكّن من الدخول إلى المخيّم".
الفصائل: حريصون على أمن المخيم والجوار
وكتب محمد صالح في صحيفة "السفير" بعنوان: "الفصائل: حريصون على أمن المخيم والجوار".. "حمل وفد اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة اللواء صبحي ابو عرب، أمس، نتائج الاجتماع الايجابية الذي عقد أمس الأوّل بين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفد اللجنة، والذي وضع حداً للتداول بقضية شادي المولوي.
فعرض الوفد نتائج الاجتماع على الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد ثمّ رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، والشيخ عفيف النابلسي.
وشدّد الوفد خلال اللقاءات على «التوافق الفلسطيني بعدم استقبال وإيواء أي شخص فار من وجه العدالة، وعلى لاءات الفصائل الفلسطينية: لا للاقتتال الفلسطيني ــ الفلسطيني ولا للاقتتال الفلسطيني ــ اللبناني ولا للفتنه المذهبية»، ودان الاعتداء على الجيش اللبناني.
وطمأن أبو عرب إلى أن الوضع الأمني في المخيم مستقر، وقال: «إذا كان شادي المولوي موجودا في مخيم عين الحلوة ودخل بطريقة ما، فنحن سنعمل على معالجة هذا الأمر بهدوء وحكمة من دون اقتتال داخلي».
بدوره، أكّد ممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي أن «المخيّم سيبقى بيئة مقاومة غير حاضنة للإرهاب، ولا لأي فرد مطلوب للعدالة»، مشيراً إلى «ضرورة توحيد الرؤية اللبنانية ــ الفلسطينية لعدم زج الموضوع الفلسطيني في أي قضية خلافية قد تتخذ ذريعة لاستهداف المخيمات».
واستعرض صالح، زيارات الوفود الفلسطينية للقوى والأحزاب والفعاليات اللبنانية، فقد قام وفدٌ قيادي من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» برئاسة مسؤولها أبو عماد رامز رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري ثمّ الشيخ ماهر حمود.
وإذ دعــا أبو رامز إلى «رفض إيواء أي مطلوب من القضاء اللبناني، أو متــعد على الجــيش والقــوى الأمنية»، طالب الــبزري كافة الأطراف بتحمل المسؤولية «لأن تبعات أي حدث أمني في صيدا سترتد علينا جميعاً من دون استثناء».
إلى ذلك، رأى ممثل «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي، اثر زيارته مقر «تيار الفجر» في صيدا على رأس وفد، أنّ «الموقف الفلسطيني الحاسم والموحد، من شأنه أن يمنع تحويل المخيمات الفلسطينية إلى مأوى أو ملجأ أو ملاذ آمن لأي من الأشخاص أو المجموعات الملاحقة قانونياً في اي من المناطق اللبنانية».