المصدر: السفير
تدرك القوى الاسلامية الفلسطينية في لبنان حجم المخاطر والتحديات التي تحيق بقضيتها الأم، انطلاقا من الاستهدافات التي تتعرض لها المنطقة، وفي صلبها لبنان، وهي تخشى أولا على قضية اللاجئين كما على توريط المخيمات في لبنان بتحويلها موئلا للارهاب.
انطلاقا من ذلك، شرعت «حركة الجهاد الاسلامي» في تحرك على المستويين الفلسطيني الداخلي، واللبناني، منها ما هو بعيد عن الاضواء، ومنها ما ظهر على الاعلام، كاللقاء الاخير أمس مع «الجماعة الاسلامية»، في مقر «الجماعة» حيث التقت أمينها العام إبراهيم المصري، وترأس وفد «الجهاد» ممثل الحركة في لبنان أبو عماد الرفاعي، يرافقه علي أبو شاهين، بحضور رئيس المكتب الإعلامي وائل نجم.
اللقاء، الاول بين الجانبين منذ فترة طويلة، تصدر عناوينه موضوع المخيمات. ثمة خشية من تحويل المخيمات ملاذا لارهابيين فارين من مناطق لبنانية معينة، وهي محاولة مكشوفة لتوريط الفلسطينيين في صراع لبناني سيؤدي الى فوضى عارمة، حسب مصدر مسؤول في «الجهاد». كما ان ثمة خشية من ادخال الفلسطينيين في الصراع، ما من شأنه تعريض قضية اللاجئين برمتها الى الخطر، وهو ما يعني ان إسرائيل ستكون المستفيد الأول من تصفية هذه القضية.
الفلسطينيون ليسوا معنيين بالصراع اللبناني، والمطلوب في هذه الظروف «الا تأخذنا المؤثرات التي تحاول ان تدفع باتجاه تصوير المخيمات بأنها باتت مؤئلا للارهابيين كمخيم عين الحلوة، في محاولة لاستهداف المخيم» على حد قول مصدر في «الجهاد» يؤكد ان ثمة موقفاً فلسطينياً موحداً يرفض الانجرار الى تلك المخططات. لذا، كان ثمة تأكيد على أهمية تحييد المخيمات عن أي استهداف وعلى ضرورة تعزيز أمنها واستقرارها بما يفيد استقرار وأمن لبنان، وعلى رفض «أية محاولة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال ضرب المخيمات وشيطنتها»، حسب بيان «الجماعة» الصادر عن اللقاء.
ثمة سؤال حول الكيفية التي يصل بها الارهابيون الى المخيم، ويضع المصدر ذلك برسم الأجهزة الأمنية، كما برسم الحركة الاسلامية التي عليها ان تعي خطورة دخول هؤلاء الى المخيمات. ويبدي خشيته من مخططات ترمي الى تسخين جبهة المخيمات بعد تبريدها في مناطق اخرى، مشددا على «اننا لن نترك جهدا من دون ان نحصّن الساحة، وسنواصل التحرك مع جميع المعنيين على الساحة».
على ان جزءا هاما من النقاش في اللقاء مع «الجماعة» تناول الوضع العام البالغ الخطورة على المستوى العربي والاسلامي. ومن الملاحظ ان «الجماعة» باتت تحتفظ بنظرة مختلفة نوعا ما عن السابق نتيجة ادراكها لانحسار موجة «الاخوان المسلمون» في المنطقة.
وفي خلاصة الامر ان «الجماعة» باتت تدرك خطورة محاولات الفتنة المذهبية في المنطقة، وأصبحت اكثر انفتاحا وتفاؤلا على الصعيد المذهبي، كما انها باتت اكثر اقتناعا بجدوى العلاقة مع قوى اقليمية مؤثرة على هذا الصعيد كإيران، اضافة الى «حزب الله».
مواضيع التطرف والتكفير و»داعش» كان لها هي الاخرى حيز في النقاش، اضافة الى رفض الهجمة الاميركية على المنطقة. وكان لافتا للنظر ان اهتمام الجميع بات منصبا على اولوية مواجهة موجات التطرف على اختلافها، وحماية الساحة الاسلامية السنية منها. وكان حديث عن اهمية تضافر الجهود كافة لمنع الاحتقان وللتعاون في سبيل التخفيف من آثاره على الساحة الاسلامية، كما على القضية الفلسطينية، الخاسرة الأولى مما يجري، والتي يجب ان تبقى القضية المركزية للعرب وللمسلمين. كما تم التشديد على ان ما يحدث يؤذي بدوره مشروع المقاومة، الذي يجب ان يبقى فوق الحساسيات المذهبية.