القدس للأنباء – خاص
يقبع في غياهب سجون الإحتلال "الإسرائيلي"، آلاف الأسرى الفلسطينيين، يعانون ضغوطاً، وإجراءاتٍ قمعية نازية، أدت الى مآسي إنسانية عديدة، لم تنفع في ايقافها نداءاتٌ دولية، أو مناشداتٌ انسانية، أو حقوقية.
ففي سابقة غير معهودة، تتناقض مع القوانين الإنسانية الدولية، يتبع العدو ثنائية مأساوية كأحد أساليب إضعاف الإرادة والجسد، على السواء. في حين يقوم نظامه السياسي والقضائي على تشريع التعذيب، والضغط النفسي، بحق الأسرى والمعتقلين.
وراء قضبان السجون "الإسرائيلية"، وقيود السجان، تتجسد المأساة: عزل إفرادي، وغرامات مالية باهظة، وحرمان ذويهم من زيارتهم لأشهر عدة. والأسوأ، لا حق للمعتقلين المرضى بالطبابة، لا سيما ذوي الحالات المستعصية والمزمنة.
رهائن للضغط على المقاومة
أعادت قوات الإحتلال "الإسرائيلي"، اعتقال العشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، دون وجود تهم حقيقية واضحة توجه لهم داخل المحاكم العسكرية.
وفي تعقيب له، على إعادة الإحتلال الحكم المؤبد لأسيرين أعيد اعتقالهم، أكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش، يهدف الاحتلال ، بأمر سياسي، إستخدام الأسرى كرهائن، وأدوات للضغط على المقاومة، في صفقة تبادل مستقبلية أو ما شابه.
ولم يستبعد الخفش إقدام الاحتلال خلال الفترة المقبلة على إعادة الأحكام السابقة للأسرى المعاد اعتقالهم، موضحاً أن كل السيناريوهات مطروحة، في ما أعاد الاحتلال الأحكام السابقة، لسبعة منهم من مدينة القدس المحتلة، وأبعد عدداً منهم إلى قطاع غزة، ولا يزال 63 منهم يقبعون في سجون الاحتلال ومعتقلاته.
تردّي الحالة الصحية
مع تردّي الحالة الصحية للأسرى، يسجل نادي الأسير الفلسطيني، نحو ألف وخمسمائة حالة مرضية من بين الأسرى، منها خمسمائة حالة تحتاج لعلاج فوري وعمليات جراحية، فيما يقيم نحو ثلاثين أسيراً مريضا بصورة دائمة، في سجن مشفى الرملة.
وأكد محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الوضع الصحى للأسرى المرضى القابعين فى السجون، فى تدهور مستمر، بسبب الإهمال الطبى المتعمد، من قبل سلطات الاحتلال، وأطباء إدارة السجون.
وفي سياق متصل، أفاد "مركز أسرى فلسطين للدراسات"، أن الوضع الصحي للمعتقل جواد عادل بري بدأ بالتدهور، عقب الكشف عن ظهور ورم كبير في رقبته، حيث نقل الى مشافي الإحتلال لإجراء الفحوصات الطبية، وسط حراسة عسكرية مشددة، فأعيد الى السجن، دون معالجته، أو توضيح طبيعة الورم.
وبدوره، طالب نادي الأسير الجهات المختصة، بالعمل الفوري، من أجل توفير منحة علاج للمحرر محمد التاج، الذي يعاني من فشل في الرئة، بعدما طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، في ظل عدم استكمال العلاج المخصص له.
فعاليات أسبوعية
وعلى الأثر، تستمر الفعاليات للتضامن مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في غزة بشكل أسبوعي. فيحتشد العشرات من ذوي الأسرى، كل يوم إثنين من كل أسبوع، مطالبين المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، النظر بقضية أبنائهم، والعمل على الإفراج عنهم، من داخل السجون "الإسرائيلية".
وأوضح الأسير المحرر مصطفى المسلماني، خلال مشاركته في أحد الإعتصامات الأسبوعية، "أن الأسرى في السجون الإسرائيلية يعانون من الإهمال الطبي المتعمد الذي يعد واحداً من سياسات الاحتلال الهمجية".
وأضاف: "إن الأسرى يحتاجون في ظل البرد القارس، إلى أغطية وملابس شتوية لتحميهم وتدفئهم من البرد، إلا أن مصلحة السجون الإسرائيلية ترفض إدخالها".
معركة غير عادلة
فيما بات رفض اطلاق سراح ذوي الحالات المزمنة بمثابة حكم بالإعدام، يخوض الأسرى معركة مؤلمة على النفس، ساحتها الأمعاء الخاوية، لتقريب الصورة الحقيقية لظروف اعتقالهم، معركة لم تكن عادلة أبدا.
هكذا تتواصل معاناة أكثر من 6 آلاف وخمسمائة أسيرخلف القضبان، بانتظار التفاف حقيقي حول قضيتهم، وتسليط الضوء على ظروف اعتقالهم، وما يتعرضون له في السجون "الإسرائيلية" من ممارسات إرهابية.