/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

مخيم(المعشوق) .. تاريخ عريق ومعاناة تبحث عن حل جذري

2014/11/21 الساعة 12:32 م
  القدس للأنباء – وكالات      يعتبر "مخيم المعشوق"، واحداً من إحدى التجمعات الفلسطينية المنتشرة في منطقة صور، التي تعاني من حرمان شديد، فهي غير مشمولة بخدمات الأونروا لأنها لا تصنف على أنها مخيم، بل تعتبر بلدة لبنانية تسري عليها القوانين اللبنانية لكن على قاعدة واجبات من دون حقوق.   ويبلغ عدد سكان "المعشوق" حوالي 4000 نسمة، وهو عبارة عن 525 عائلة جميعهم من لواء الجليل وخاصة قضاء عكا وصفد ومن قرى الغابسية والدامون وقديثا والشيخ داوود وتربيخا والعديد من اللبنانيين والمجنسين.   يتحدث الكاتب الفلسطيني جهاد دكور عم المخيم فيقول: "يقع المعشوق شرقي مدينة صور على بعد حوالي كيلو متر عنها، ويحده من الشرق الرمالي ومخيم البرج الشمالي وخراج قرية برج الشمالي، ومن الغرب المساكن الشعبية ومنطقة بلعوطة السكنية، ومن الشمال المشروع الأخضر وبساتين وأراضي زراعية، ومن الجنوب أراضي زراعية تابعة للجفتلك. ويشير إلى أن المعشوق موقع حصين، لأن تلته تشرف على صور ومنطقتها حتى البحر، ويعتقد بأن الموقع كان مركزاً للدفاع عن صور وأهلها.   ويوجد في هذا المخيم مركز صحي تابع للأونروا "عيادة"، لكنها تعمل ليومين فقط في الأسبوع، وهي لا تحوي مختبراً، أو أشعة، أو أطباء مختصين، بل هناك مراجعة صحية عامة للأطفال والحوامل، ويضطر المرضى لزيارة عيادة مخيم البص، ولا تجمع الأونروا النفايات مثل باقي المخيمات، وإنما تقوم اللجنة الشعبية بجمع النفايات مقابل مبلغ مقطوع قيمته 5000 ليرة لبنانية من كل بيت.   أما بالنسبة للكهرباء فإن اللاجئين الفلسطينيين يدفعون رسوم كهرباء، في حين لا يدفع الفلسطينيون في المخيمات في العموم هذه الرسوم، وتدفعها الأونروا أو جهات مانحة كدفعات سنوية.   ويؤكد دكور أنه يوجد في التجمع مدرسة إبتدائية تابعة للأونروا تدعى مدرسة الطنطورة، أما طلاب المرحلة المتوسطة أو الثانوية فإنهم يضطرون الى التوجه الى مدارس مخيم البص والرشيدية.    ويعمل سكان مخيم المعشوق في الأعمال اليومية مثل الزراعة وأعمال البناء، مقابل أجور لا تلبي الحاجات الفعلية لعائلات التجمع.   وتبلغ مساحة المشعوق حوالي كيلو متر مربع واحد، وبه آثار رومانية وهي عبارة عن قناة تزود الجوار بالمياه من رأس العين وتدير مطحنة للحبوب هناك.   وعن التسمية، يقول الشيخ إبراهيم سليمان:" أن المعشوق ويقال "المعشوقة" قرية صغيرة على باب صور فيها قبر يقال قبر المعشوق، بني عليه الشيخ عباس المخمد حاكم صور من آل علي الصغير قبة سنة 1189، وأوصى أن يدفن فيها، والظاهر أن إسم القرية المعشوقة، وأما المعشوق فاسم صاحب القبر، وعليه سميت القرية، ويقال أن المعشوق مدفون فيه وليان أحدهما يدعى أبو عباس والآخر المعشوق.   ويتميز مخيم المعشوق بالمقبرة الشهيرة "مقبرة المعشوق"، حيث كانت ولسنوات طويلة مكاناً لدفن أموات مخيمي البص والبرج الشمالي والتجمعات الفلسطينية الأخرى مثل الشبريحا. ومع بناء مقبرة في مخيم البرج الشمالي قبل عدة سنوات، فإن سكان مخيم البص والتجمعات الفلسطينية القريبة الأخرى لا زالوا يدفنون أمواتهم في هذه المقبرة، فضلا عن موتى سكان تجمع المعشوق.   تجمع المعشوق ومقبرته الشهيرة هي مثال حي لمعاناة الإنسان الفلسطيني في لبنان، حياً كان أم ميتاً. فالمقبرة هي مكان للعب ورمي النفايات، وهي مستباحة من قبل عموم الناس، حيث لا يوجد سور يحيط بها ويرد عنها العابثين أو يمنع الناس من رمي النفايات فيها.   ومع أن اللجنة الشعبية في تجمع المعشوق هي المسؤولة فعلياً عن معالجة هذه الأزمة، إلا أن سوء إدارة أمر المقبرة ولعقود طويلة جعلها مكاناً لا ليستريح الأموات بل لرمي النفايات.   ولم تجد اللجنة الشعبية مكانا تضع فيه حاويات الزبالة إلا في مقبرة المعشوق، وتبرر قولها أن الناس ترفض أن توضع الحاويات أمام بيوتها لأسباب عديدة منها الروائح الكريهة، ومنها أن جمع النفايات لا تتم بإنتظام، فهي قد تمكث لعدة أيام من دون أن تنقل الى المكان النهائي لها.   ونشأ المعشوق على أثر النكبة الفلسطينية سنة 1948، حيث وجد بعض أولئك البؤساء المقتلعون من أرضهم، تلك البيوت الفارغة فسكنوها، ولما كانت قوافل البؤس لا تنقطع، أخذ الناس يبنون بيوتاً من الطين ويسقفونها بالخشب والقصب والتراب أو الصفيح والتنك ثم بنيت حجارة الباطون في ما بعد.   وفي العام 1970 تدفق بعض اللبنانيين على المعشوق، وعمروا بيوتاً إسمنتية في الأراضي الزراعية التابعة للدولة اللبنانية، ثم أخذ الناس يبنون، فتوسع تجمع المعشوق وتضخم وأصبح قوي البنيان منيع الأركان لكن تلة المعشوق بالذات تابعة للأوقاف الإسلامية وهي تمثل المعشوق الأساسي.   ويتميز أهالي المعشوق من فلسطينيين ولبنانيين بالعلم والثقافة، حيث يوجد العديد من خريجي الجامعات العاملين بعدة وظائف وخاصة مع وكالة الغوث الأونروا، ومنهم الكتاب والأدباء والمفكرين والعاملين في الحقل الإجتماعي والوطني. يوجد في المعشوق عدة محلات تجارية وصناعية وخدماتية كما يعمل بعضهم على سيارات الأجرة وبيع الخضار على سيارات نقل ويعمل بعضهم في الزراعة وتربية المواشي وعمال وفنيون.   ويوجد العديد من المراكز العامة التي تقدم خدمات للأهالي، وقد نشات بالتدرج ولكن بنشاط اللجان الشعبية والثقافية المتعاقبة منها: مدرسة الطنطورة التابعة للأونروا، عيادة المعشوق التي تقدم خدمات لمدة يومين في الإسبوع وهي تابعة للأنروا، "مجمع خليل الوزير" ويضم مسجداً، تديره دائرة الأوقاف الإسلامية، مستوصف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني، روضة للأطفال بتمويل من حركة فتح، مسجد "الوحدة الإسلامية" ويتبعه "مركز الخميني الطبي" الذي يقدم خدمات للجميع دون إستثناء وبأسعار زهيدة، مسجد وحسينيتان في حي تربيخا، ثلاث مقابر، مكتب اللجنة الشعبية التابع لحركة فتح، حاووز للمياه يقدم المياه لجميع الأهالي دون إستثناء.   تقام معظم الأفراح في المعشوق في الساحات العامة، حيث تنصب السرادق ويتجمع الأحباب والأصدقاء للمشاركة والفرح، وأما المآتم فيختار أصحابها المكان ،والشوارع هي المجال الأبرز لها أو في الحسينيات والمساجد.  
رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/66708

اقرأ أيضا