الإعلام اللبناني ومواجهات الأقصى: إهتمام متفاوت وفق الرؤية السياسية
2014/11/10 الساعة 12:24 م
القدس للأنباء- خاص شكلت إقتحامات المسجد الأقصى من قبل جيش الإحتلال، قضية مركزية شغلت الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي. وقد تناولها الإعلام اللبناني بصور وقناعات مختلفة، فتفاوتت بين وسيلة إعلامية وأخرى، وفقاً لسياستها العامة، فأبرزها البعض محذراً لمخاطرها وأبعادها، مفسحاً مساحةً وافية للمواجهات والعمليات ضد الإحتلال، والإعتداءات الصهيونية من جنود ومستوطنين، فيما إكتفى الآخر بنقل وقائع الأحداث دون تدخل، وكأنها شأنٌ يحدث في مكان لا يعنيه، أما الفئة الثالثة فقدمت الأخبار والتقارير وفقاً للمعلومات التي زودها بها مراسلوها من مكان الحادث. الصحف اللبنانية وكانت صحيفة "السفير" رائدة في التغطية، وهي المعروفة منذ إنطلاقها بتضامنها وتبنيها إعلامياً للقضية الفلسطينية. تناولت القضية بشكل وافٍ فقدمت تقاريراً وأخباراً شاملة، لكل ما جرى في القدس والأقصى على مدار الايام الماضية. فكتب محرر الشؤون "الإسرائيلية" في الصحيفة، مقالاً بعنوان "القدس: الاحتلال يُقرّ بالعجز ويصعّد القمع"، تناول مجريات أحداث الإقتحام وما خلفها من ردات فعل، جاءت على شكل إعتصامات وتظاهرات في الداخل كإعتصام "بيرزيت". كما إستعرض بعض المواقف الدولية حول الملف. وفي مقال آخر، نشرته الصحيفة في عدد سابق صدر، بعنوان "تنظيم "داعس" الفلسطيني يشعل مواقع التواصل"، تحدث عن "تنظيم داعس" الإلكتروني، الذي أنشئ عقب عمليات الدعس النوعية التي جاءت كردة فعل على اللإقتحامات "الإسرائيلية" المتكررة للأقصى. ومن جهتها، لم تعطِ صحيفة "النهار"، ملف الأقصى والمواجهات مساحةً واسعة، وإكتفت بنشر أخباراً سريعة وملخصة،فحرمت القارئ الإطلاع بشكلٍ وافٍ على ما يجري. وكان تركيزها على بعض الأخبار الإقليمية المرتبطة بردّات الفعل على تلك الأحداث. من ناحيتها، عرضت صحيفة " المستقبل " اللبنانية، تقاريراً وأخباراً وافية عن الأحداث الفلسطينية الجارية حالياً، فنشرت تقريراً بعنوان "مسيرة حاشدة في «الأقصى» ومواجهات متجددة في القدس ومحيطها " تحدثت فيه عن تجدد المواجهات في الأقصى ومحيطه، والمسيرات الحاشدة التي حصلت عقب صلاة الجمعة رافعة شعار "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ومسيرة تشييع شهيد القدس ابراهيم العكاري. وإهتمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية بوقائع تلك الأحداث، فنشرت مقالات عدة بهذا الخصوص، أبرزها للصحافي عبد الرحمن نصار بعنوان "حماس وفتح وداعش: من يخرج المارد من قمقمه؟"، حيث ربط ما بين إنشغال كل من "حركة فتح" و "حركة حماس" بإتهام بعضهم البعض بالتفجيرات التي إستهدفت قادة "حركة فتح" لينشغلوا و يتناسوا الإقتحامات التي تجريها قوات الإحتلال في الأقصى.إضافة إلى تعليقات وأخبار وتقارير منوعة في ذات السياق. المحطات اللبنانية وأبرزت المحطات الفضائية والأرضية اللبنانية إقتحامات ومواجهات القدس والأقصى، أيضاً بما يتناسب مع رؤيتها السياسية. فأولت قناة "المنار"، إهتماماً بارزاً بذلك فعرضت تقارير مصورة عن الإقتحامات، و من أبرزها "الصهاينة يواصلون ممارساتهم القمعية في الاراضي المحتلة.. ومواجهات في رام الله". كما واصلت تغطيتها لردات الفعل الشعبية التي توالت بعد الإقتحمات، فعرضت تقريراً يتحدث عم عمليات الدهس، بعنوان "إصابة 3 جنود إسرائيليين بعملية دهس بالخليل" وواكبت بث أحداث جمعة الغضب بعنوان "جمعة غضب فلسطينية نصرة للأقصى". إضافة إلى نشر عدة أخبار مكتوبة على موقعها على الإنترنت والتطبيق الخاص بها على الهاتف. من ناحيتها، تناولت قناة " MTV" اللبنانية قضية الإقتحامات "الإسرائيلية" بصورة عابرة، حيث لم تكترث بالخبر بشكل وافٍ وإكتفت بعرض الأخبار دون تعليق. أما قناة "الجديد"، فعرضت تقاريراً عن الإقتحامات والمواجهات في الأقصى ومحيطه، وعمليات المقدسيين ضد قوات الإحتلال بعنوان " متطرفون يهود يقتحمون المسجد الاقصى بحماية جنود الاحتلال" و تقريراً آخر بعنوان " الاحتلالُ يُعيدُ فتحَ المسجدِ الأقصى وسْطَ توتّرٍ شديد". غير أن التغطية الخبرية كانت سريعة. اللافت في تغطية وسائل الإعلام اللبنانية المرئية والمكتوبة، أن واحدةً منها لم تُشر إلى ردات الفعل الشعبية المحلية اللبنانية أو الفلسطينية في المخيمات حول تلك الأحداث، فيما كانت هذه المخيمات تغلي غضباً وتضامناً مع شعبها في الداخل. ويبدو أنه في ظل سيطرة الأحداث الإقليمية وإنعكاساتها على الساحة اللبنانية، خطفت معظم الضوء مما يجري في فلسطين المحتلة، عدا بعض الوسائل الإعلامية التي تعتبر أن فلسطين هي بوصلتها وقضيتها الأساس.