/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

متى يبصر مشروع التناضج العكسي في مخيم برج البراجنة النور؟!!

2014/11/08 الساعة 09:40 ص

الجهاد - خاص

في السادس عشر من شهر كانون الأول عام 2011 إنطلق مشروع التناضج العكسي أو ما يعرف بمعالجة وتحلية المياه في ثلاثة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وذلك بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والأونروا.
كان من المفترض، وبحسب القيمين على المشروع، أن يوضع قيد التنفيذ بعد سنتين من إنطلاقه. ولكن وبعد مرور قرابة الثلاث سنوات، لم يحصل القانطون في مخيم برج البراجنة على المياه الصالحة للشرب. ما هو السبب؟

آراء متضاربة
بعد مرور السنوات الثلاث على انطلاق المشروع كل ما حصل عليه مخيم برج البراجنة هو مجموعة من خزانات المياه الصالحة للشرب (أو سبيل مياه) والمنتشرة في أرجاء المخيم، بيد أن المشروع أساساً كان ينص على إنشاء محطة تكرير ومعالجة مياه في المخيم، وتوزيعها على بيوت السكان مقابل إشتراك شهري قدّر بين ال $10 وال$12.
لدى سؤال المهندس والمشرف على المشروع من جهة الأونروا محمد البرازي عن سبب إستبدال الأونروا لخزانات المياه بسبل للمياه قال: "نحن لم نقم باستبدال خزانات المياه بسبل، ولكن إضطررنا لفعل هذا. أنا أعلم أن هناك من يلمّح بأن هناك من سرق المشروع ولكن هذا غير صحيح." وأضاف البرازي:" لقد قامت الأونروا بهذا الخطوة مؤقتاً، وما كنّا لنضطر لها لو أنّ الأطراف المعنية في مخيم برج البراجنة قامت بما يتوجب عليها تجاه المشروع."
وأوضح محمد البرازي أن اللجان الشعبية في مخيم برج البراجنة إستلمت نصف مبلغ المال المنشود من أجل إنشاء محطة صغيرة لتوليد الكهرباء خاصة بمشروع المياه، وقال البرازي:" لقد مضى على إعطاء اللجنة الشعبية مبلغ المال حوالي السنة، فقد أعطيت المال في شهر تشرين الأول من عام 2013 والآن نحن في شهر تشرين الثاني من عام 2014، وحتى الآن لم يفعلوا أيّ تحرك.. لا ندري ماذا حدث للمال و ما الذي حدث معهم.. ولهذا قررنا في الوكالة وضع سبل المياه في أرجاء المخيم في محاولة منا التوفير على أهل المخيم، فبدل أن يشتروا الماء بإمكانهم تعبئتها مجاناً من هذه الخزانات إلى أن نقوم بتنفيذ المشروع الأصلي."
 أمّا اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة فكان لهم كلام آخر حول هذا الموضوع. فقد أوضح أمين سر اللجنة الشعبية يوسف مرعي (أبو بدر) أنهم بالفعل إستلموا المبلغ المالي من الأونروا إلّا أنّ التأخير لم يكن من اللجنة الشعبية ولا بسببها وقال:" نحن نواجه الكثير من المعيقات منذ بداية هذا المشروع، فتارة مع شركة كهرباء لبنان، وطوراً مع سكّان المخيم أنفسهم. ولكن ما حدث فعلاً والسبب الرئيسي لتأخرنا في هذا المشروع وعدم إنجازه حتى بعد مرور ثلاث سنوات على الإنطلاق هو أننا لم نجد أيّ مكان لبناء محطة توليد الكهرباء.. نعم! تخيل أننا لم نجد في المخيم مكان قريب من المشروع لبناء غرفة بمساحة  3بـِ 3 من أجل المحطّة، وهو أكبر عائق أمامنا.."
وأضاف أبو بدر:" لقد بحثنا كثيراً ومطولاً، لا أخفي أننا وجدنا مكاناً، لكن مُنعنا عن البناء فيه، مع العلم أنه ممتلكات عامّة ولا يعود لأيّ شخص في المخيم."
أوضح أبو بدر أن الذين قاموا بمنعهم من العمار هم عناصر من فتح الإنتفاضة، متدعين أن المساحة المنشودة تحت سلطتهم، بعد أن قاموا بتنظيفها لأنها بماحاذاة مكتبهم في المخيم.
وقال أبو بدر:" لقد طلبنا منهم أن يسمحوا لنا بالعمار من أجل المشروع، والذي فيه فائدة ومنفعة على أهل المخيم جميعاً لكنهم رفضوا، واشترطوا أن يسمحوا لنا بالعمار مقابل "خوّة" مبلغ 10 إلى 15 ألف دولار أميركي! وهو مبلغ مهول ولا نرى داعي أبداً لدفعه، خصوصاً أن المساحة ممتلكات عامّة كما سبق وذكرت."
في نظر أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة، لم يكن هذا العائق الوحيد. فقد أعرب عن أسفه الشديد للحال الذي وصل إليه المخيم بسبب "الفلتان" الذي يعانيه ملقياً كل اللوم على الفصائل الفلسطينية في المخيم. وقال:" أنا متخوف جدّاً من هذا المشروع، فحتى وإن وجدنا المكان المناسب للبناء وبدأ إنتاج المياه المكررة، لا ينمكننا تجاهل أن هناك نسبة كبيرة وكبيرة جدّاً في المخيم تتهرب من دفع مستحقات مياه الخدمة والكهرباء فكيف إذا ما أضفنا مستحقات جديدة. وهو أمر يدعو للإستياء حقّاً.. نحن لم نستطع وبعد مرور 3 سنوات تأليف لجنة لإدارة هذا المشروع."
أمّا ممثل حركة فتح- الإنتفاضة في لبنان حسن زيدان (أبو إيهاب) فكان له حديث آخر حول ما قاله أبو بدر:" لقد طلب منّي بالفعل أبو بدر مساحة من أجل إعمار الغرفة بالإيجار أو هبة، نظراً لما نملكه من مساحات واسعة على أرض مخيم برج البراجنة، لأنّ المشروع متوقف على العثور على هذا المكان. ونحن كتنظيم لا مشكلة لدينا أبداً ولن نتردد في إعطاء ما يمكننا في سبيل مصلحة المخيم."
كما أنّ أبو إيهاب نكر كون المساحة ممتلك عام وأوضح أنها تابعة لماكتب التنظيم في المخيم، وقال:" نحن سنسهل الأمور إذا ما كانت متوقفة علينا، وإذا كانوا بالفعل في اللجنة الشعبية لم يجدوا مكاناً آخر لإقامة الغرفة، مع العلم أنهم وجدوا، عند تنظيم آخر وهم الذين طلبوا المبلغ المالي وليس نحن. فاللجنة أخبرتنا بهذا الموضوع منذ حوالي الشهر ونصف الشهر ونحن لم نرد لهم خبر حتى الآن ولم نناقشهم في الموضوع أساساً."
وفي نهاية الكلام، أكّد أبو إيهاب أن تنظيمه فتح- الإنتفاضة سيسهّل الأمور على اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة وأنهم سيهبون قطعة الأرض المرادة بالمجّان.

 

لمسؤولية مسؤولية من؟
وحتى تاريخ كتابة هذا التحقيق، لم يُحقق أي تقدم في مسألة مشروع التناضج العكسي في مخيم برج البراجنة. وكلٌّ يلقي اللوم على الآخر. وسواء كان ذلك التنظيم هو من طلب المال أم هذا التنظيم، ففي كلتا الحالتين هناك خلل. ففي العادة، تكون الصرخة الأخيرة في وجه المسؤولين والقيمين على المخيم، ولكن مشروع صغير كهذا يعود بالنفع على أهالي مخيم برج البراجنة، ويخفف من الأعباء المالية عنهم، واجه الكثير من المعيقات والعقبات من قبل بعض التنظيمات الفلسطينية التي هي من المفترض أن تكون مسؤولة عن المخيم وتسهر على راحة السكان فيه، فإلى من سنوجه الصرخة وممن سنطلب العون إذاً؟  

 

المصدر: نشرة الجهاد
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/66285

اقرأ أيضا