/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

مخيمات لبنان : بنى تحتية قديمة ومهترئة وعاجزة على الإستيعاب !

2014/10/20 الساعة 12:29 م
  القدس للأنباء – خاص  يعاني اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان (أربعمئة ألف نسمة)، يقيمون في إثني عشر مخيماً، من تدهور غير مسبوق في أوضاعهم التعليمية والصحية والإغاثية والبنى التحتية المدمرة، و ما أن يحل فصل الشتاء حتى تصبح المعاناة مضاعفة ،حيث تغرق المنازل في سيول المياه، كأن الفلسطيني لا يكفيه بحر المعاناة الغارق بها من أجل تأمين متطلبات الحياة لعائلته، لأسباب عدة منها محاولات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ (أونروا) التنصل من مهامها والتقليص من خدماتها.   بنى قديمة ومهترئة  في إطار المعاناة في المخيمات، يعتبر مخيم عين الحلوة الاكثر بؤساً  في مخيمات لبنان. فتشترك كافة احيائه بكثافة سكانية، وبعض الاحياء لا يتجاوز عرض زواريـبها ثلاثة ارباع المتر، وأغلب هذه الزواريب مفروشة بالباطون. أما عن البنى التحتية في المخيم، فهي قديمة جداً ومهترئة، وكذلك الحال بالنسبة لشبكات المياه ومجاري الصرف الصحي، ومؤخراً وعدت وكالة الاونروا اللجان الشعبية الفلسطينية بتنفيذ مشروع البنى التحتية،لكن التلكؤ في التنفيذ مازال مستمراً. اما شبكة الكهرباء فهي مرتبطة بالدولة اللبنانية، وغالباً ما يكون المخيم عرضة لتقنين قاس مع كل ازمة كهرباء، النفايات تجمع بواسطة عمال من خلال عربات يدوية، وترمى في مكبات من جهات المخيم الاربع ثم تنقل الى مكب صيدا، وتتكفل وكالة الاونروا بهذا العمل.. وحتى اليوم، لا توجد في المخيم شبكة هاتف عادية.   أما في مخيم الرشيدية، تطوف  الشوارع الداخلية الفرعية بالمياه في فصل الشتاء، ويشكو اهالي المخيم من تقصير وكالة الاونروا بتلبية الامور الملحة ومن التلكؤ في إعادة بناء المنازل التي اصيبت او تهدمت في مراحل مختلفة من الاعتداءات الاسرائيلية، اما شبكات تصريف مياه الصرف فهي بدائية ومكشوفة فوق سطح الارض.   مخيم البؤس و بالنسبة لمخيم برج الشمالي، يعتبر مخيم البؤس المليء بالامراض المستعصية، من افقر مخيمات اللاجئين في لبنان، ومعروف بالاكتظاظ السكاني، وباستشراء الامراض المستعصية فيه خصوصاً مرض التلاسيميا الذي يهدد حياة اكثر من ستين شخصاً، وتشكل البطالة فيه نسبة عالية، دفعت الكثير من شبابه الى المغادرة باتجاه البلدان الاسكندنافية والمانيا، ويعمل معظم ابنائه في الاعمال الزراعية. أما وضع البنى التحتية في المخيم فقد أصبح مرضياً نسبياً، بعد أن قامت ((الأونروا)) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي بمشروع شمل مجاري للصرف الصحي لكل أنحاء المخيم، وشبكة لتصريف مياه الأمطار، وشبكة لمياه الشفة، وتم حفر بئرين إرتوازيين إضافة إلى الآبار المتواجدة.   وفي مخيم البص ، تم تأهيل الجزء الأكبر من المخيم بشبكة مياه شفة ومياه أمطار وشبكة صرف صحي، وتم تزفيت شوارع المخيم، وتقوم الأونروا بتنفيذ هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي. أما طرقات المخيم فهي اكبر مساحة وأكثر تنظيماً من طرقات المخيمات الأخرى، ورغم ذلك فإن بناه التحتية بشكل عام سيئة و تحتاج إلى مزيد من العناية.   تردي البنى التحتية  أما مخيم برج البراجنة ، فيشكو من الحرمان وتردي الرعاية الصحية، وتقليص خدمات الاونروا، ، اما الامراض السرطانية، فهي خارج التغطية. كما تقدر نسبة البطالة في مخيم برج البراجنة بحوالى 55 في المئة، في حين يعيش اكثر من ستين في المئة من ابنائه تحت خط الفقر، حيث يعمل ابناء المخيم بشكل رئيسي في قطاع البناء ومشتقاته من (ادوات صحية، كهرباء، بلاط، دهان)، بالاضافة الى اصحاب الدكاكين والبسطات والعربات وكذلك العاملون في الاونروا والهلال الاحمر. ويعاني سكان المخيم من شح المياه، والاكتظاظ السكاني، وتردي البنى التحتية وبشكل خاص شبكة تصريف المياه، وضيق الطرقات التي تحولت الى زواريب صغيرة، وقد قامت اليونيسف (صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة) بإنشاء خزانين للمياه لمد المخيم بمياه الشفة ومياه الاستخدام.   أمراض و شبكات عاجزة و يعاني سكان مخيم شاتيلا، من الكثافة السكانية المتزايدة وهي ازمة بحد ذاتها، وبحسب احصائيات الاونروا، كان يسكن المخيم في بداية الثمانينات حوالى 7500 نسمة، وازداد هذا العدد تدريجياً ليصل الى 17.000 نسمة، وعلى المساحة الجغرافية نفسها، وهذه الزيادة اللافتة احدثت عدة مشاكل، أبرزها الخلل في البنية الفوقية، من ناحية عدم صلاحية المنازل المأهولة التي لا تصلها اشعة الشمس ولا الهواء مما يتسبب بأمراض صدرية منها الربو والحساسية بالاضافة الى الامراض الجلدية. وهذا الاختناق السكاني ادى الى وجود مشاكل بيئية كبيرة، منها انتشار الحشرات والقوارض بسبب كثافة النفايات التي تتجمع بين البيوت وفي الازقة الضيقة، ولعل الخطر الاكبر يكمن في شبكات المياه الظاهرة للعيان والتي تنتشر على الجدران وفوق الارض فتختلط مع الاسلاك الكهربائية وتشكل خطراً على السكان.. اما شبكة المجارير والصرف الصحي، فهي لم تعد تستوعب المياه المبتذلة، لانها لا تتناسب مع الحجم السكاني، الامر الذي يجعل الروائح الكريهة تنبعث في الازقة.   هذا الإهمال و الواقع الصعب يجعل معاناة اللاجئين الفلسطينيين تزداد و تتفاقم يوماً بعد يوم، ما بات يهدد هذه الكثافة السكانية بالخطر، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة ، حول إمكانات و ضرورة الحركة و العمل السريع ، لإنقاذ هؤلاء المواطنين، من خطر الموت الذي يدق أبواب منازلهم، و هذه المرة من تآكل البنى التحتية الهشة.  
رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/65611

اقرأ أيضا