/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

غانتس يهدد لبنان... والمقاومة ترد في شبعا

2014/10/08 الساعة 01:39 م

القدس للأنباء - خاص

قبل ان يجف حبر التصريحات العنترية والتهديدات المباشرة بتدمير لبنان واعادته سبعين الى ثمانين عاما الى الوراء، التي أطلقها رئيس اركان جيش العدو "الاسرائيلي" بني غانتس، خلال اوسع حملة اعلامية لمسؤول "اسرائيلي"... نفذت المقاومة الاسلامية عملية عسكرية بتفجير عبوة ناسفة بدورية "اسرائيلية" مؤللة في مزارع شبعا المحتلة، ادت حسب اعتراف العدو لتدمير دبابة واصابة جنديين.
ولقد شكلت هذه العملية مفاجأة غير سارة لقادة العدو على اختلاف وتباين مستوياتهم ومواقعهم السياسية والعسكرية والامنية، لكونهم لم يشفوا بعد من الجروح العميقة التي اصابتهم خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة، والتي سجلت هزيمة مثلثة الابعاد: سياسية وعسكرية وامنية؛ وفشلا ذريعا لقادة العدو الذين يخضعون لمساءلات لجنة التحقيق التي شكلها "الكنيست" للبحث في اسباب وعوامل الفشل والهزيمة التي لحقت بالجيش "الاسرائيلي" في مواجهة غير متكافئة مع قوى المقاومة الفلسطينية المحاصرة منذ سبع سنوات!..
فأثناء العدوان على غزة كانت عيون "هيئة حرب" العدو متجهة الى الجبهة الشمالية، التي يعتبرها غانتس وغيره من قادة الكيان التحدي الاساسي من ناحية "اسرائيل"، خاصة وانهم مسكونون بتصريحات ومواقف سماحة السيد حسن نصرالله التي بدأت بنظرية "أوهن من بيت العنكبوت" التي اطلقها من بلدة بنت جبيل في مهرجان التحرير العام 2000، وصولا الى دعوته المقاومين للاستعداد "لتحرير الجليل المحتل" عندما تدعوهم القيادة، وبين هذه وتلك يبقى العدو مُستنفِراً ومستنفَراً لاحتمال الرد المؤجل على جريمة اغتيال القائد الجهادي الحاج عماد مغنية...
ونظرية بيت العنكبوت ما زالت متغلغلة عميقاً في الوعي "الاسرائيلي" ولدى مسؤوليها تحديداً، وقد عمقت هزائم العدو المتلاحقة وفشله في حروبه العدوانية منذ تموز 2006 في لبنان، الى 2008/2009، 2013 و2014 في غزة، مشاعر الضعف والوهن على اعلى مستويات المسؤولية، وفي المؤسسات العسكرية والامنية، كما في المجتمع "الاسرائيلي" الذي وضعته صواريخ المقاومة بين فكي كماشة الشمال والجنوب، ودفعته للاستيطان في الملاجيء ومجارير الصرف الصحي لاسابيع، ودفعت الاف المستوطنين لمغادرة فلسطين المحتلة بدون رجعة!..
والسؤال الذي يحاول قادة العدو الاستراتيجيين منهم بشكل خاص البحث عن اجابة له بعد عدوان     الـ 51 يوما على غزة، هو: كيف سيكون شكل المواجهة مع سقوط مئات وآلاف الصواريخ دفعة واحدة من جنوب لبنان الى كل شبر من الكيان الصهيوني؟ "فاذا اندلعت الحرب شمالا (يقول غانتس) ستكون طويلة وقاسية وتتطلب جبهة داخلية صلبة وقتالا وتماسكا وطنياً"... وتساءل: "هل اسرائيل جاهزة لمواجهة الف صاروخ يطلقهم حزب الله..."، ويضيف "أنا قلق جداً من النقص في الموارد لدى المؤسسة الامنية... فالفجوات كبيرة جداً".
ان اعلان المقاومة مسؤوليتها عن العملية ببيان مقتضب يحمل رسالة واضحة لكل من يعنيه الامر في الكيان الصهيوني، ان المقاومة في لبنان على جهوزية تامة، ولديها القدرة على الرد في الزمان والمكان المناسبين، وان حضور المقاومة في الجنوب وجهوزيتها وسهرها واستعداداتها لا علاقة له بالاحداث الامنية داخل هذا البلد العربي او تلك التطورات على الحدود الشرقية للبنان... وهي بالتالي ترجمة عملية ميدانية لتصريحات امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله التي تؤكد على ان الصراع مع العدو الصهيوني وحماية أمن لبنان وشعبه له الاولية المطلقة، وان استعدادات المقاومة في الجنوب اللبناني مبنية على حقائق موضوعية وذاتية صلبة، لا توهنها أية انشغالات سياسية أو تفجيرات وهزات امنية داخلية!..
لقد تحدث الكثيرون عن اهمية عملية المقاومة اللبنانية على المستويين الزماني والمكاني، واعتبرها البعض ردا على اختراقات العدو التي كثرت في الآونة الاخيرة وكان آخرها استهداف حاجز للجيش اللبناني في تل السدانة قبل يومين من العملية، فيما راى فيها البعض الاخر ردا على انفجار عدلون واستشهاد المجاهد حسن علي حيدر الذي استشهد بتفجير جهاز التنصت "الاسرائيلي" الذي كان مزروعاعلى شبكة الاتصالات الارضية التابعة للمقاومة في منطقة عدلون...
الا ان الامر الهام الذي يجمع عليه المحللون على اختلاف جنسياتهم هو ان اهمية العملية البطولية تكمن في انها نجحت في اختراق كل شبكات الامان "الاسرائيلية" التي تنتشر في منطقة يصنفها العدو بانها استراتيجية وتضم رادارات واجهزة رصد حراري، ناهيك عن التحليق الدائم للطائرات بدون طيار في المكان المستهدف... فكل هذه الاجراءات فشلت في منع مجموعة الشهيد حيدر من الوصول الى المكان المستهدف، ولم تحل دون زرع العبوة؛ وتفجيرها في الوقت المناسب... الامر الذي أكد لقادة العدو ان المقاومة ما تزال تملك زمام المبادرة وانها مستعدة لكل الاحتمالات...
وجاء تصريح الناطق باسم جيش الاحتلال الذي قال "نحتفظ لانفسنا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين" ليؤكد عمق المأزق الذي خلفته عملية المقاومة في اوساط العدو وقادته السياسيين والعسكريين والامنيين على حد سواء... سيدفعهم للتفكير مئات المرات قبل ان يقدموا على اي اعتداء جديد!..

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/65088

اقرأ أيضا