/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

"إسرائيل" إستثمار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لـ"تغيير الواقع"

2014/10/02 الساعة 12:05 م

القدس للأنباء / خاص
بعد مرور أكثر من شهر على اتفاق التهدئة الذي أوقف الحرب "الإسرائيلية" التدميرية الثالثة على قطاع غزة التي استمرت 51 يوماً (7 تموز- 26 آب)، ونص على إدخال تسهيلات للسكان... وبعد المفاوضات غير المباشرة التي رعتها مصر، لم يتغير أي شيء على سكان القطاع، كما يقول الخبراء الإقتصاديون. على الرغم من كثرة الأحاديث والتصريحات المتعددة الجنسيات، بما فيها الأميركية و"الإسرائيلية"، عن أهمية فتح المعابر وتقديم التسهيلات الاقتصادية للسكان وإعادة إعمار ما دمرته الحرب "الاسرائيلية" العدوانية!..
ومما لا شك فيه فإن العزف على أوتار "إنماء وإعمار غزة" وعقد مؤتمرات "المانحين"، والدعوات المعلنة لتغيير الوضع الراهن، وتحسين ظروف الغزيين الاقتصادية والاجتماعية، لا تنطلق من دوافع "انسانية"، كما يتوهم البعض، ولا من حرص المجتمع الدولي على غزة وسكانها الذين يحاصرهم القهر والعذاب والموت منذ أكثر من سبع سنوات، من دون أن يرف لهذا المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية جفن طوال سنوات الحصار وما فيها من موت وعذاب وجوع وقهر.
فالمجتمع الدولي بما فيه "العربي" كان على مدى سبع سنوات يتفرج على مليون وثمانماية الف مواطن غزي يرتبط استمرار حياتهم بانفاق حملت الموت لعدد كبير من العاملين فيها، والمارين عبرها... ويشاهد ثلاثة حروب عدوانية، استعمل فيها الجيش الصهيوني كل وسائل القتل والتدمير حتى المحرمة منها، وسقط فيها آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، على مرآى ومسمع العالم "الحر" أجمع، وتجاوز التدمير الممنهج البيوت والمؤسسات الى المدارس التي ترفع علم الآمم المتحدة والمستشفيات ودور العبادة!..
لذلك فإن التصريحات التي يطلقها قادة اميركيون وغربيون وصهاينة عن إعادة اعمار غزة وتقديم التسهيلات الإقتصادية.. كما مؤتمرات المانحين التي ستعقد في القاهرة (12/10) وغيرها من العواصم الغربية، تسعى جميعها لـ"العمل على تغيير الوضع الراهن في قطاع غزة" كما يقول الرئيس الاميركي باراك اوباما، من أجل "ضمان الهدوء (للمستوطنين) للمدى البعيد" كما صرح رئيس اركان جيش العدو بني غانتس. الذي يربط ما بين "الحفاظ على الهدوء" وبين ما "ستقدمه اسرائيل لقطاع غزة، اي التسهيلات الاقتصادية".
فالعدو الصهيوني الذي حاصر قطاع غزة منذ سبع سنوات وشن خلالها ثلاثة حروب تدميرية متتالية، ومعها عشرات عمليات الاغتيال التي طالت قادة وكوادر الكتائب المسلحة لم يخف هدفه الستراتيجي الذي يتلخص بضرب وتدمير البنى التحتية لقوى المقاومة وشل فعالياتها وقدراتها القتالية، وتحويل قطاع غزة الى توأم للضفة الغربية، تسوده حالة من "الهدوء" و"الاستقرار" برعاية الأجهزة الأمنية المشتركة: "الاسرائيلية" وتلك التابعة للسلطة... بما يضمن وقف إطلاق الصواريخ من القطاع بشكل دائم ومستمر، وتوفير الامن والاستقرار للمستوطنين الذي يربطون عودتهم الى بيوتهم بالتوقيع على اتفاق وقف دائم لاطلاق النار، وانهاء ظاهرة الصواريخ والانفاق الهجومية التي تقض مضاجع المستوطنين وتحرمهم من النوم.
إن العدو الصهيوني الخارج من حرب غزة مهزوماً، باعتراف معظم القادة السياسيين والعسكريين والباحثين الستراتيجيين، يحاول ربط إعادة اعمار غزة، وفك الحصار وفتح المعابر وبناء الميناء والمطار، والحديث عن رفع مستوى حياة الغزيين وانعاشهم الاقتصادي باهمية عودة سلطة رام الله الى القطاع وضرورة انهاء ظاهرة المقاومة الفلسطينية المسلحة. وهو بذلك يحاول ابتزاز الغزيين وممارسة كل اشكال الضغط المادي والمعنوي عليهم بشكل واضح ومكشوف، لضرب وحدة الموقف التي تجلت أثناء العدوان، من جهة، وايجاد شرخ ما بين القوى والفصائل الفلسطينية، من جهة أخرى!..
والسؤال البدهي الذي يطرح نفسه بهذا الصدد هو: هل تحققت الرفاهية وعمَّت البحبوحة والازدهار في الضفة الغربية المحتلة، وهي الخاضعة بمدنها وقراها للمظلة الامنية الاميركية وسلطة التنسيق الامني "الاسرائيلي" - "الفلسطيني"؟.. واين اصبحت هونغ كونغ الموعودة منذ التوقيع على اتفاق أوسلو في العام 1993؟
لنحذر الركض واللهاث خلف السراب!..

   



    

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/64958

اقرأ أيضا