/مقالات/ عرض الخبر

عن الحرب النفسية في الصراع العربي – الصهيوني... كتب: زهير أندراوس

2014/09/08 الساعة 11:29 ص

خبير إسرائيليّ بالحرب النفسيّة: إنْ لم تُصوّر لم تُقاتل... وإستراتيجيّة حزب الله نجحت بإلزام المواطنين للضغط على قادتهم... والموساد يُفعّل وحدة سريّة تُفبرك الأخبار لإثارة البلبلة
 تُشكّل الحرب النفسيّة بين "إسرائيل" والفلسطينيين بشكلٍ خاصٍ، والأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍ، عاملاً مركزيًا في الصراع الدائر بين الطرفين منذ أكثر من مائة عام. وللتدليل على ذلك، نُورد ما قاله الحاخام "يريتس رون" في اجتماع سريّ نظّمه اليهود في العام 1869 في سويسرا: "إذا كان الذهب هو القوة الأولى في العالم، فإنّ الصحافة هي القوة الثانية. ولكنها لا تعمل من غير الأولى وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة، وحينما نستولي عليها نسعى جاهدين لتحطيم الحياة العائليّة والأخلاقيّة والدين والفضائل الموجودة لدى البشريّة عامّة"، على حدّ تعبيره.
وأقواله ما زالت تُطبّق حتى يومنا هذا، إذ تجهد الماكينة الصهيونيّة لبتّ روح الدعاية وإحيائها في المجتمع "الإسرائيليّ" أو التوجه إلى الخارج من خلال امتلاك أكبر عدد ممكن من المؤسسات الإعلاميّة ووكالات الأنباء الوطنيّة والعالميّة. وتعتمد "إسرائيل" في سياستها الإعلاميّة والدعائيّة على فبركة الأحداث والمعلومات الخاطئة والتضليل الإعلاميّ المُوجّه والتستر والتعتيم على سير ومجرى الإحداث والأخبار الهامة، التي تخصها وأفعالها تجاه الفلسطينيين والعرب، كما حصل في معركة غزة الأخيرة بما يخدم ذلك مصالح "إسرائيل" كدولة أولاً وأخيرًا.
علاوة على ذلك، تعتمد "إسرائيل" في سياستها الإعلاميّة والدعائيّة على فبركة الإحداث والمعلومات الخاطئة والتضليل الإعلامي الموجه، والتستر والتعتيم على سير ومجرى الأحداث والإخبار الهامّة، التي تخص "إسرائيل" وأفعالها تجاه الفلسطينيين والعرب، كما حصل في معركة غزة الأخيرة بما يخدم ذلك مصالح "إسرائيل" كدولة أولاً وأخيرًا.
 وهذه الوسائل الإعلاميّة هي "إسرائيليّة" بالدرجة الأولى ولمصلحة "إسرائيل"، كدولة وللمجتمع والشعب اليهودي تعمل. وهي تخدم السياسة والمصلحة الصهيونيّة معًا، الموجهة أصلاً ضدّ المصالح الفلسطينيّة والعربيّة عامة. كما أنّ المخابرات "الإسرائيليّة" تُسيطر وتُوجّه الإعلام والدعاية بالرغم من الادعاء "الإسرائيليّ" وتفاخره الدائم، بالديمقراطيّة والحريّة والعدالة. ولا تألو "إسرائيل" جُهدًا في تجنيد الأجهزة الأمنيّة في هذه الحرب.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر، تُعتبر الوحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش
من أكثر الوحدات تطورًا من الناحية التقنيّة والتكنولوجيّة ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنيت والشبكات، وقد انضم إليها الآلاف من العقول "الإسرائيليّة" منذ إنشائها نظرًا لشهرتها الواسعة، حيث تعمل على ضمان التفوق النوعيّ "لإسرائيل" من خلال عمليات دفاعيّة أوْ هجوميّة في الفضاء الإلكترونيّ.
وبحسب موقع (Defense News) فإن "إسرائيل" قامت منذ العام 2003 بتجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية في هذه الوحدة. بالإضافة إلى ذلك، يؤكّد رون شليفر، وهو محاضر في جامعة بار ايلان في قسم العلوم السياسيّة وباحث في مركز بيغن السادات في مجال الحرب النفسية وحرب المعلومات وعلاقاتها في الجيش والإعلام على أنّ إستراتيجية حزب الله هي ممارسة الضغوطات على أصحاب القرار من جانب المواطنين في "إسرائيل"، لافتًا إلى أنّ وقف عملية (عناقيد الغضب) قبل موعدها هو مثال للعمل العسكريّ الذي توقّف نتيجة بث صور التعرض للمواطنين المدنيين، والتي نشرت في جميع أنحاء العالم، موضحًا أنّ هذا الأسلوب الحديث في إدارة المعركة أعطى حزب الله أداة قويّة للمواجهة بأشكالها.
وقال: إنْ لم تُصوّر، لم تُقاتل. وأكدّ الباحث في دراسته عن الحرب النفسيّة بين حزب الله والفصائل الفلسطينيّة من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى على أنّ عميل الموساد السابق، فيكتور اوستروفسكي، كان الوحيد الذي كشف النقاب في كتابه، الذي أثار ضجّةً عارمةً في "إسرائيل"، عن وحدة في الموساد مهمتها تحتوي على بناء القصص الكاذبة في وسائل الإعلام العالميّة من أجل التغطية على فشل وأخطاء "إسرائيل"، على سبيل المثال يُذكّر الكتاب بفشل الموساد في موضوع منع محاولة الاعتداء على غولدا مئير في ايطاليا سنة 1973... ويُضيف الباحث "الإسرائيليّ" إنّه لا يُمكن الأخذ بأقوال الكاتب على بساطتها لكن هذه تقريبًا الشهادة الوحيدة لوجود هذه الوحدة في الموساد، الذي بدأ بخطوات صغيرة للتعبير حيث تعد محاولات أوليّة لتجنيد أناس عن طريق الصحافة وعلاقات مع وسائل الإعلام بصورة غير رسميّة وغير مؤسسة، على حدّ قوله.
بموازاة ذلك، فإنّ أهم إنجاز تمّ تحقيقه على المستوى العربيّ العام في الرد على الإعلام "الإسرائيليّ"، ومناجاة الصوت الفلسطينيّ والتوجه نحوه، هو وجود الفضائيات العربيّة وتطورها، التي من خلالها تمّ البدء بمخاطبة الشعب الفلسطينيّ في الداخل والخارج، وعن طريق الاستفادة من تطور التقنية الإعلامية والفضائيّة والربط الاصطناعيّ من الخارج وربط الداخل بالخارج، لأنّ الداخل يعيش داخل سجن واسع جدًا.
وفي هذا السياق، يؤكّد على أنّ التلفزيون يعتمد في المقام الأوّل على الصورة في نقل الأفكار والمعلومات، وبعكس الصورة، الكلمات يُمكنها أن تحمل فرضيّة أو تساؤلاً أو اقتراحاً، يُمكنك أنْ تقول إنّك تختلف مع عبارة معيّنة، ولكن ليس بإمكان أحدهم أنْ يختلف مع صورة أوْ يقول إنّه يتفق معها جزئيًا...
وعليه، يُقّر "الإسرائيليون" في تحليلاتهم عن العدوان الأخير ضدّ غزّة، بأنّه لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال، مُواجهة صوَر أطفال غزّة التي تصدرّت وسائل الإعلام الغربيّة. وكان السفير "الإسرائيليّ" في إسبانيا، ألون بار، قد اعترف مؤخرًا، خلال حديث لإذاعة الجيش، بأنّ المظاهرات ضدّ "إسرائيل" تجري تقريبًا بشكل يوميّ في العديد من المدن الإسبانيّة، لافتًا إلى أنّ الرأي العام في هذه الدولة الأوروبيّة بات معاديًا للغاية "لإسرائيل"، مؤكدًا عجز السفارة عن مواجهة الهجمة الشرسة في الإعلام الإسبانيّ على "إسرائيل"، ولفت أيضًا إلى أنّ صور الأطفال المقتولين في غزّة، جعلت من مهمة الدفاع عن سياسة تل أبيب شبه مستحيلة، على حدّ قوله.

 


المصدر: صحيفة راي اليوم الالكترونية

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/64178

اقرأ أيضا