/مقالات/ عرض الخبر

حلم الأمير تركي تحقق بالطيران من مطار "بن غوريون" إلى جدة.. كتب: سمير أحمد

2014/09/08 الساعة 10:20 ص

منذ توقف عمل مكتب مقاطعة "إسرائيل" التابع للجامعة العربية، وانتهى الى "لقاء دوري بروتوكولي"، وتجمَّدت قراراته السابقة وسقط الكثير منها بفعل اتفاقيات "التسوية" من "كامب ديفيد" إلى "أوسلو" ووادي عربة" التي دنست بفضلها النجمة السداسية سماء القاهرة وعمان، تسارعت خطوات "التطبيع" بين الكيان الغاصب والعديد من الأنظمة العربية التي تسابقت حكوماتها والمسؤولين فيها إلى الإتصال بقادة العدو على اختلاف مستوياتهم، وعلى فتح ممثليات ومكاتب تجارية "إسرائيلية" في عواصمها. ونقل البعض منها اتصالاته السرية الى العلن، فبات اللقاء مع الصهاينة، واستقبالهم في أرض هذا البلد العربي او ذاك أمراً "إعتياديا"!.. دون الإلتفات إلى الرأي العام العربي والمؤسسات الشعبية وألاهلية التي حافظت على مواقفها الثابتة برفض ومقاومة التطبيع مع العدو.
وآخر إبداعات الأنظمة العربية في مجال "التطبيع"، هو ما انتهت إليه الإتصالات بين السلطات الأردنية و"إسرائيل" والتي استمرت نحو ثلاث سنوات، وأسفرت عن البدء الفعلي في تنظيم رحلات طيران للحجاج من "إسرائيل" إلى مطار جدة بالمملكة العربية السعودية مباشرةً... وهذه الخطوة غير المسبوقة في العلاقات بين السعودية والكيان الغاصب هي ترجمة فعلية لحلم الأمير تركي بن عبدالعزيز، الذي حملته رسالته الموجهة الى مؤتمر "السلام لإسرائيل" الذي انعقد في شهر تموز الفائت بمدينة حيفا.
ففي الثامن من شهر تموز الماضي، نشر الأمير السعوديّ تركي بن عبدالعزيز، رئيس الاستخبارات في المملكة سابقًا، مقالاً في صحيفة (هآرتس) العبريّة، ضمنه حلم شخصي. وجاء في المقال: "هيّا نحلم لفترة قصيرة جدًا كيف ستكون البلاد، التي ذاقت الآمرين من الحرب، بعد أنْ يتوصل الشعبان لاتفاق، اسمحوا لي أيضًا أنْ أحلم، قال الأمير".
وأضاف: "تخيّلوا لو أننّي أستطيع أنْ أستقّل طائرة من الرياض، والطير مباشرةً إلى القدس، وأنْ أصل إلى قبة الصخرة أو المسجد الأقصى، لكي أُشارك في صلاة يوم الجمعة، وبعد ذلك أقوم بزيارة "حائط المبكى" وكنيسة القيامة...
وفي اليوم التالي أقوم بزيارة قبر أبينا إبراهيم في الحرم الإبراهيميّ بالخليل، ومن هناك، أُسافر إلى كنيسة المهد في بيت لحم، وأُواصل وأزور متحف ياد فاشيم (ضحايا النازية)، كما زرت متحف
(الهولوكوست) في واشنطن، عندما كنت سفيرًا في واشنطن...
وكم سأكون مسرورًا بدعوة الفلسطينيين و"الإسرائيليين" لزيارة الرياض، حاولوا، حاولوا فقط أنْ تتصوروا ماذا يمكن أنْ يحدث من تطورات في مجالات التجارة، والطب والعلم والثقافة بين الشعبين، إذا تمّ التوصّل إلى سلامٍ، على حدّ تعبيره"...
ويبدو أنّ حلم الأمير السعوديّ بالطيران من الرياض إلى القدس وبالعكس بدأ يتحقق ولو بصورة جزئية.
فقد كشفت صحيفة (ذي ماركر) "الإسرائيليّة"، المختصّة بالشؤون الاقتصاديّة، في عددها الصادر الأحد، النقاب عن أنّه للمرّة الأولى سيكون بإمكان الحجاج من الداخل الفلسطينيّ، السفر من مطار بن غوريون الدوليّ في "إسرائيل" إلى جدّة في السعودية، عبر العاصمة الأردنيّة عمّان، لافتةً إلى أنّ هذه الخطوة غير المسبوقة ستخرج إلى حيّز التنفيذ بدءً من العام الجاري.
وهكذا، فبحجة تسهيل نقل الحجاج الفلسطينيين، أزيل جدار بني في الاصل بدون أساسات، ليسهل هدمه مع تبدل الرياح في المنطقة...
وكشف إبراهيم ميلاد، مالك ومدير "شركة ميلاد للطيران" المنظمة للرحلات، أنه تم تسويق الرحلات من خلال شركة عربية مسلمة قائمة في "إسرائيل". مضيفا أن "القصد من الاتصالات كان تأسيس الطيران إلى السعودية وتنفيذه تنفيذًا جاريًّا على مدار أيام السنة"، موضحًا أن حوالي 4000 متديّن من "إسرائيل" يحجّون كل أيام السنة إلى الأماكن المقدسة".
ومن المفترض أن تمر الرحلات الأولى التي ستخرج من مطار بن غوريون في 23-26 من أيلول عبر العاصمة الأردنية عمّان، فيما ستُقلّ 766 مسافرًا.
وتنظم الرحلات "شركة  ميلاد للطيران" من مدينة الرملة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما ستُجري الرحلات المدفوعة قدُمًا شركات الطيران الأردنية، "رويال جوردينيان" والشركة المتفرعة منها "رويال وينجس"، في حين ستبلغ تكلفة الرحلة 600 دولار.
ويُمكن للحجاج الفلسطينيين من خلال هذه الرحلات المنظمة السفر جوًا من "إسرائيل" إلى السعودية كي يؤدوا مناسك الحج في مكة.
إنها البداية العلنية للخط المباشر بين الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية، فماذا بعد؟ ومن هو النظام الذي سيتبع هذه الخطوة التي يجيء الإعلان عنها بعد ايام من انتصار غزة التاريخي...
فهل بمثل هذه الخطوات نفك الحصار عن قطاع غزة؟.. وندعم الشعب الفلسطيني؟..

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/64174

اقرأ أيضا