/مقالات/ عرض الخبر

سرايا القدس .. جهد في الميدان وضوء خافت في الاعلام.. كتب: أحمد جمال الدين

2014/08/03 الساعة 02:43 م

تتصدر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس المشهد في قطاع غزة، على اثر الحرب القائمة ضد الجيش الصهيوني والتي يطلق عليها (الجرف الصامد)، فيما ان فصائل اخرى على رأسها سرايا القدس -الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي- لا تحتل مساحة واسعة في المشهد رغم انها لا تقل دورا عن "القسام".

وتقدم السرايا عطاءاً عسكرياً لا يختلف عما يقدمه مجاهدو حماس، سواء فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ متوسطة المدى على عمق "اسرائيل" او حتى زرع العبوات واستهداف الآليات العسكرية على الحدود وبتوثيق الفيديو، لولا ان ضوء ادائها ما زال خافتاً مقارنة بالهالة الإعلامية التي يحظى بها جهاز حماس العسكري.

مراقبون على الساحة الفلسطينية اعطوا المسألة بعداً سياسياً اكثر منه عسكرياً، على اعتبار انه وعلى الرغم من وجود حكومة رسمية تسمى (حكومة التوافق) مسؤولة عن ادارة قطاع غزة بجانب الضفة، لكن "حماس" ما تزال تقود عصب الوزارات وتعمل كحكومة ظل، وهي التي تتصدر الحالة السياسية القائمة فيما يتعلق بمواجهة الحصار السياسي والمالي، وبالتالي فقد تبدو من وجهة نظرهم أن الحرب القائمة هي ضد حماس بالدرجة الأولى وفصائل المقاومة والشعب عامة يأتون في مراتب متأخرة.

وتدفع حركة الجهاد الاسلامي الثمن جنباً الى جنب مع حركة حماس، سواء فيما يتعلق باستهداف مجاهديهم او تدمير منازل قيادتي الحركتين. لكن مراقبين اعادوا الهالة الإعلامية حول اداء حماس إلى جهازها الإعلامي وتمتعها بعشرات المواقع الاخبارية فضلاً عن وجود فضائيتين رسميتين ناطقتين باسمها.

أضف الى ذلك أن الحركة تحظى بدعم لا متناهٍ من بعض القنوات الفضائية المعروفة، والتي تعطي رؤية حماس ازاء الصراع القائم مساحة اكبر بكثير من المساحات المعطاة للفصائل الاخرى بما فيها الجهاد الاسلامي.

ويعتقد المراقبون أن رسالة الجهاد الإعلامية تظل أقل صخباً وتأثيراً من الرسائل التي تبثها حماس وجهازها العسكري، مؤكدين أن الجهاز الإعلامي في الجهاد الاسلامي يبدو اكثر انتظاماً ومهنية في التعامل مع الوقائع على الارض، وهذا ربما ما لا يدفعها في كثير من الاوقات لتهويل الانجازات حتى وان كان من باب رفع الروح المعنوية، لأن ذلك قد يعرضها لفقدان مصداقيتها امام جمهورها.

ومن الناحية الايدلوجية فإن الجهاد الاسلامي التي سبقت حماس في التشكيل التنظيمي، لا تعدو كونها حركة اسلامية تقوم على مقارعة الاحتلال وترفض المشاركة في العملية السياسية، ولهذا تقاطع الانتخابات، بينما استطاعت صورة حماس ان تطغى لامتدادها إلى جماعة الاخوان المسلمين، فضلا عن صعودها سلم الحكم في العام 2006، وما شكله هذا الامر من ابرازها الى السطح على ضوء الحصار السياسي الذي فرض عليها.

وتصور اسرائيل وحلفاؤها في المنطقة أن الجهاد الاسلامي تنافس حماس في الحكم لكنها تزيد قوتها في هدوء بالاعتماد على ارتباطها بمحور الممانعة (إيران وسوريا وحزب الله). وهذا يجعل من الجهاد الإسلامي خطراً متنامياً على الاحتلال الصهيوني، علماً أن تركيزها – وفق محافل قيادية في الحركة - منصب على محاربة إسرائيل وعدم التفاتها إلى منافسة حماس سياسياً بدليل عدم مشاركتها في الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية.

ومن الطبيعي ان ينعكس المشهد السياسي الذي تحظى به حماس مقارنة مع شقيقتها الاسلامية (الجهاد الاسلامي) على المشهد العسكري المتعلق بقوة الجهاد وقدرتها على ايقاع الخسائر في الاحتلال، علماً ان السرايا هي اول من استخدمت صاروخ (براق) الذي يبلغ مداه اكثر من 70 كيلو متراً، في ضربها تل ابيب، وحتى اليوم الثامن للحرب كانت السرايا قد اطلقت نحو (864 صاروخاً) على المدن المحتلة عام 1948.

وفي وقت سابق قال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، لـ"رويتر" إن حركته تسعى لزيادة الحشد والأنصار سواء في غزة أو الضفة والقدس، معتبراً أن حركة حماس شقيقة في الصراع المستمر منذ عقود مع إسرائيل، لكن أهم الإنجازات التي حققتها حماس حققتها "وهي في المقاومة" كما يقول.

وإزاء اعتماد الجهاد على العمل المسلح كوسيلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية، تعتقد اسرائيل أن الجهاد تمثل خطراً حقيقياً على امن اسرائيل. ويقول الكولونيل يوني فيغل الضابط المتقاعد في جيش الاحتلال وكبير الباحثين في معهد السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب في هرتسيليا: "حركة الجهاد الإسلامي خطيرة نظراً لأنه لا يمكن السيطرة عليها إلى حد ما، نظراً لأن الحركة ليست ملزمة بإطعام جميع الفلسطينيين في غزة ومن ثم تتمتع بمرونة واستقلال أكبر بكثير" من حماس.

وقال المسؤول الإسرائيلي: "حركة الجهاد الإسلامي أكثر تعصباً من حماس ولكنهم (أعضاءها) لا يريدون أن يصبحوا زعماء وطنيين، لذلك لن تتفوق على حماس في المستقبل القريب، ولكن ربما في المستقبل البعيد".

المصدر: شاهد نيوز

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/62989

اقرأ أيضا