/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

في غزة.. العيد شهيد وتكافل متين بين أهلها

2014/07/28 الساعة 11:08 ص


يركض الطفل محمد أبو عودة في ساحة إحدى مدارس "أونروا" في جباليا شمال قطاع غزة التي نزحت عائلته إليها، بحثًا عن سعادة تروّح عن نفسيته المتعبة في عيد الفطر السعيد.

ويصرخ أبو عودة (10سنوات) بكل فرح وسرور، ويهرول نحو بائع يجر عربته المزركشة، لشراء البالونات للعب بعيدًا عن أجواء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 22 يومًا

ويعلو المرح الممزوج بعلامات البؤس على محيا الأطفال النازحين للمدرسة، فيما كانت بعض الأمهات منشغلة بشراء بعض الملابس لأبنائها، خصوصًا بعد تدمير بيوتهم دون اصطحاب أي منها.

ويقول أبو ابراهيم أبو عودة "45عامًا" إن شراء بعض الآباء ملابس لأطفالهم محاولة لإعادة الحياة للأطفال وشوارع غزة التي تخلو نسبيا من أي حركة المواطنين بفعل الهجمات الإسرئيلية.

ويستقبل أهالي القطاع عيد الفطر هذا العام على وقع جنازات الشهداء وعائلات أبيدت بأكملها ومئات المنازل التي دمرت خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل لحتى اللحظة.

ويأمل أبو عودة بأن ينتهي العدوان ويعودوا إلى بيوتهم في بيت حانون، وتوفير الأموال لهم لشراء ملابس العيد وممارسة الصغار اللعب كبقية أطفال العالم.

ويضيف "سنفرح بالعيد رغم الألم والجراح المستمرة حتى الآن، لنثبت للعالم أن في غزة ناس يحبون الحياة ولا يبحثون سوى عن عيش كريم".

وحصدت آلة الحرب الإسرائيلية ما يزيد عن 104 شهيدًا أغلبهم من الأطفال والنساء، عدا عن 6000 جريح وتدمير آلاف المنازل ونزوح عشرات آلاف السكان.

الحزن يلف الأجواء

فيما يجلس أبو لطفي ديب (40عامًا) أمام منزله وسط مدينة غزة ينظر إلى أجواء العيد في الشارع الغزي، ويبدي أمله في أن تتحسن الظروف خلال الأيام المقبلة.

ويقول ديب وعلامات الحزن ظاهرة على وجهه: "الناس منشغلة بالتفكير في همومها وأبنائها الذين استشهدوا خلال العدوان، وليس لديهم نية للاحتفال بالعيد"، مبينًا أنه عيد مغموس بالدم والألم.

ويحتوي منزله على أسرة فرت من بيتها المدمر، ليضيف: "في ظل هذه الظروف لابد أن نشعر ببعضنا البعض، فنحن شعب واحد، ونشعر بآلم إخواننا"، موضحًا أن الكثير من جيرانه ذهبوا لمجمع الشفاء وتكفلوا بسكن بعض العائلات الفارة هناك.

وليس بعيدًا عنهم، انشغل المواطن ياسر مطر (38عامًا) بشراء بعضًا من احتياجاته في يوم العيد من شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، على الرغم من أن الأجواء غير مناسبة حسبما يقول.

ويضيف مطر لـ"صفا" "دمر الاحتلال منزل اثنين من إخواني شمال غزة، وهم الآن في بيتي، ولأجل هذا أحببت أن أضيف بعضًا من أجواء العيد من أجل الصغار على الأقل".

تكافل نوعي

أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى درداح الشاعر يؤكد أن التكافل الاجتماعي بين الغزيين في ظل العدوان يوثق العلاقات بينهم، ويقوي أواصر المحبة ويخلق مجتمع مترابط تسوده الألفة ولا يسوده الانقسام.

ويوضح الشاعر أن آلاف الأسر احتضنت مئات النازحين من بيوتها في المناطق الحدودية وتتكفل بهم، وهذا ما يضيف للحياة بهجة وسرور وخصوصًا مع قدوم عيد الفطر.

ويشير إلى أن الإنسان بطبعه يطمئن حين يشعر بأنه ليس وحيدًا في المجتمع، فالمسلمون جميعهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو يجب أن تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، داعيًا المواطنين إلى زيادة حالة التكافل الاجتماعي فيما بينهم.

ويقول الشاعر: "شعبنا سيفرح بالعيد رغم الجراح والآلام ودماء الشهداء، ليؤكد أنه يستحق الحياة وأن أطفاله يستحقون اللعب والفرح مثل باقي أطفال العالم".\

 


المصدر: وكالة صفا

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/62735

اقرأ أيضا