يا أبناء شعبنا الأبي… يا أهلنا الأعزاء  المرابطين في غزة هاشم وكل موقع من وطننا المحتل.. يا من تسطرون بدمائكم الزكية أروع صفحات المجد والعزة..
أيها المجاهدون في فصائل الثورة كافة.
أتوجه إليكم في هذه الأيام المجيدة لأحييكم، لأحيي صمودكم الأسطوري، لأشد على أياديكم وأقول لكم ليس أمامنا إلا المقاومة سبيلا للخلاص والإنعتاق والحرية خاصة أن العدو قد أغلق أبواب الشرعية الدولية والقانون الدولي ومزق إرادة المجتمع الدولي.
نحن الأن في الفصل الأخير من معركة الإستقلال والحرية، فعدوكم يترنح بفضل صمودكم البطولي وهو مهزوم لا محالة أمام جحافلكم.
إن العالم يشاهد بإفتان وإعجاب نادرين في التاريخ وأنتم تتصدون للغزاة الصهاينة على أبواب غزة الصامدة، فلن يبذل هذه الدماء الزكية كلها والتضحيات إلا صاحب حق.
يا أبناء شعبنا، يا أبناء غزة الحبيبة، إنكم لستم وحدكم في مقاومتكم، إن شعبكم في الشتات معكم في خندق المواجهات ضد العدو بكل التعبيرات الممكنة والمتاحة أمامه، وإن وحدة الدم والمصير والهوية لم تتمكن كل عقود الإحتلال العجاف أن تطمسها.
إن المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في مواجهة الغزوة الصهيونية هي معركة الأمة العربية والإسلامية.
لذا ندعو الامة العربية بجماهيرها وقواها ومؤسساتها وحكوماتها وندعو كل الأحرار والشرفاء في العالم أن يدعموا أبناءنا في غزة  ماديا ومعنويا ، آلاف البيوت هُدّمت وأهلها أصبحوا الآن بلا مأوى، أطفال ونساء حُرمت من أبسط حقوقها وشُرّدت، أهلنا في غزة  لا يتمتعون بأدنى متطلبات الحياة، وهم صابرون و صامدون يدافعون عن مجد و شرف الامة العربية والإسلامية.
 لقد وجّه شعبنا الفلسطيني بمقاومته وصموده ووحدته ودماء شهدائه الأبرار في غزة و على كامل التراب الفلسطيني رسالة إلى العالم كله باستحالة التخلي عن شبر واحد من أرضه مهما تكالبت الضغوط السياسية واستخدم العدو أدوات الإرهاب.
ونقول للأعداء اهدموا ما شئتم من البيوت والأكواخ والخيام ولكن قريبا سيأتي ذلك اليوم الذي نعيد بناء ما هدمتم من منازل العز والإفتخار والسيادة على أنقاض شركم، ولن تنفعكم عجرفة القوة وغطرسة الجهلاء فهي زائلة لامحالة، والحق باق، واتعظوا من التاريخ، من تاريخكم وما تعرضتم له من محارق النازية في الغرب، واتعظوا من تاريخ غيركم، فكم من امبراطوريات زالت في العالم القديم والحديث، الإتحاد السوفييتي الذي كان يملك عشرات الآلاف من الرؤوس النووية انهار من الداخل ولم تحمه قنابله الذرية من الإنهيار.
يا أبناء شعبنا المجاهد في غزة..
يعجز الكلام عن إيفائكم حقكم من التمجيد والإكبار..
أيها المقاتلون البواسل، يا من تسطرون ملحمة الفداء والولاء للشعب والدفاع عن الوطن والمقدسات..
أيها الجرحى والمعتقلون، لكم الحرية والشفاء لتعودوا لصفوف إخوانكم وتنضموا لمواكب الفداء.
أما شهدائنا الأبرار فإن دماءهم الزكية ستبقى تشعل قناديل الحرية والفخر.
وإنها لثورة حتى النصر..
وزير خارجية فلسطين