قائمة الموقع

منتفضو الداخل: سنُصعد لأننا امتداد لغزة والوطن

2014-07-09T11:26:35+03:00

قرر الشبان المتظاهرون في ميادين الداخل الفلسطيني المحتل تصعيد مواجهاتهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تزامنًا مع عدوانه على غزة، في انتفاضتهم التي يديرونها بأنفسهم، غير مكترثين بمحاولات الحديث عن تهدئة، لأنهم يعتبرونها محاولة لكبح جماحهم بثمن بخس.

ويؤمن هؤلاء بأهدافهم ومطالبهم الوطنية في هبتهم بوجه الاحتلال وجرائمه وانتهاكات مستوطنيه التي أصبحت تهدد كل ما هو فلسطيني، ولذلك فقد قرروا الاستمرار في احتجاجاتهم لإيمانهم بـ"أنهم امتداد للوطن فلسطين".

وتشهد البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل مظاهرات ومواجهات مع قوات الاحتلال منذ 5 أيام، تصاعدت بالأمس مع اشتداد العدوان على غزة.

لن يمنعها أحد
وشكلت مدينة الطيبة شعلة لهذه المظاهرات، خاصة وأنها من أولى المدن وأكبرها التي شهدت مواجهات واحتجاجات.

ويقول الناشط الشبابي وأحد المشاركين في مظاهرات المدينة إسماعيل ياسين لوكالة "صفا" إن "ما يجري هو حالة غضب نعبر بها عن ليس فقط جرائم الاحتلال الأخيرة وخاصة قتل محمد أبو خضير وإنما هي انفجار بعد سكوت طويل لنا".

ويضيف "سكتنا طويلاً على ممارسات "إسرائيل" تجاهنا وممارساتها العنصرية ومخططاتها لتهجيرنا والقضاء على هويتنا، وجاءت كل الأحداث مجتمعة لتحدث هذه الانتفاضة التي بدأت أصلاً بالحراك الشبابي ضد برافر".

وحول الحديث عن محاولات لتهدئة الوضع ووقف الهبة بالداخل، يردد بقوة "لا أحد يمنعنا من التعبير عن غضبنا والقيام بواجبنا كباقي الجماهير الفلسطينية؛ لا أحد يمنعنا أن نثور من أجل قضيتنا".

ولدى الشباب المتظاهرين من القناعة ما يكفي لمواجهة أي محاولات لكبح المظاهرات الهادفة لوضع حد لجرائم الاحتلال ومستوطنيه، وفق ياسين.

وكما يقول "الكل استغرب من الهبة في بلداتنا هنا، وقال إنها لم تحدث منذ سنين، ولكن نحن نقول إن لكل شيء سبب، وانتفاضتنا كما أي انتفاضة لها أسباب حقيقية وواقعية، ولذلك فهي ليست عشوائية أو موسمية".

جمرة فوق جمرة
"جمرة حمّت جمرة" هذا حقيقة ما حدث في الداخل المحتل منذ حادثة قتل الفتى أبو خضير، وهي الطريقة التي عبّر فيها الناشط الشبابي في بلدة عارة محمد كبها.

ويقول "الوضع لا يحتمل الحديث عن تهدئة للأوضاع، ونرفض كافة التصريحات سواء لبعض القيادات بالداخل أو الإسرائيلية حولها، لأننا انتفضنا لمطالب ولن نهدأ إلا أن تتحقق".

ومن وجهة نظر الشبان المتظاهرين تختلف قواعد المواجهة مع الاحتلال وهم لا يكترثون بوصفهم "زعران" من هذا الطرف أو ذاك، لإيمانهم بانتفاضتهم وأثرها على "إسرائيل" بشكل مباشر.

ويتابع كبها "انتفاضتنا هذه تؤثر بشكل كبير على إسرائيل من كل القطاعات، وهي تؤثر على شعور كل إسرائيلي بالأمان من عدمه، لأننا في وسط الكيان الإسرائيلي ولهذا تأثيرنا أقوى من أي مناطق أخرى".

"كما أننا امتداد للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ونعبر عن حالة هذا الشعب، ووجودنا في الميدان ودفاعنا عن حقوقنا يؤكد فشل وفشل ذريع لمحاولات أسرلتنا وتسميم أفكارنا الفلسطينية".

جيل جديد
الشابة نادية دقة المشاركة في مظاهرات المثلث الجنوبي تقول لوكالة "صـفا" "من يتظاهرون في الداخل هم جيل جديد متفاعل مع قضايا الوطنية في فلسطين كل فلسطين".

وتتابع بقوة "أنا شاركت وأشارك وسأشارك في هذه التظاهرات لأنني من خلالها أعبر عن قضيتي وهويتي، لأننا كأقلية نعاني من انتهاكات كثيرة أقلها في حقوقنا جميعها".

ولا تنظر دقة إلى الفلسطيني بأن هذا من يافا وذاك من غزة، لأنها تؤمن بوحدة الشعب مهما حاول الاحتلال تقسيمه جغرافيًا.

وتنقم الشابة العشرينية على ما تطلقه بعض قيادات السلطات المحلية من الدعوة إلى تهدئة، قائلة "هذه القيادات لا تمثلنا نحن المتظاهرين، ولا تعبر عن رأينا ولا عن مطالبنا".

وتشدد على أن انتفاضة الداخل فرصة لإعادة هيكلة كل الأجسام القيادية التي تمثل الفلسطينيين في الداخل المحتل، خاصة وأنه من المستبعد أن تتوقف التظاهرات والشارع وحده هو من سيحكم بذلك.

ويتهكم الفلسطيني والناشط في مدينة شفاعمرو خالد عنبتاوي من بحث التهدئة في الداخل ويقول "مثل هذه الاجتماعات والدعوات تشعرني بالغثيان، ولا أدري عن تهدئة ماذا يتحدثون".

ويضيف "نحن ندافع عن قضيانا وحقوقنا كفلسطينيين وهبة الشباب انفجار في وجه السياسات العنصرية حتى لو كان العامل المباشر أو الأخير جرائم الاحتلال الأخيرة".

ويعود للتساؤل "لا أدري من الذي عليه تهدئة الوضع، من يمتلك أسلحة ويحمل الرصاص وقنابل الغاز والمطاط ويلقي بها على المتظاهرين، أم من يملك جسده وعزيمته للدفاع عن قضيته".

في خندق واحد
أما الشاب والناشط في مجموعة فلسطينيات بمدينة طمرة جهاد أبو ريا فيؤكد أن ما يميز انتفاضة شباب الداخل هو أنها ليست مساندة لغزة أو الضفة وإنما مشاركة في المقاومة والخندق في مواجهة الاحتلال وجرائمه.

ويقول: "إننا كشباب خرجنا بصدور عارية ولا نعطي اهتماما لرصاص الاحتلال وقنابله، وبيننا شبان لم نراهم قبل ذلك في حراكاتنا الشبابية وأرى فيهم شجاعة لا مثيل لها".

ويتمنى أبو ريا أن "تصل التظاهرات إلى كافة البلدات بالداخل والضفة، قائلاً "إن إرادة الشباب ستسيّر هذه الانتفاضة وستتغلب على المستعمرين والمنهزمين نفسيًا داخل الوسط العربي والذين لا يزالون يعانون من أثار النكبة".


 

اخبار ذات صلة