/مقالات/ عرض الخبر

عباس وعريقات يشاركان بمؤتمرٍ بتل ابيب ووفد "فلسطيني" في "تلمون".. كتب: سمير أحمد

2014/07/04 الساعة 09:47 ص

كلما قرأنا أو سمعنا تصريحا لكبار مسؤولي "السلطة"، أو شهدنا فعلاً لاحدهم، ازددنا قناعة بالمثل الصيني الذي يقول "أن السمكة تعفن من راسها"، وبالمثل العربي الفلسطيني "الثلم الأعوج من التور الكبير"... وثمة عشرات الأمثلة والأقوال المأثورة التي تدعو لقول الحقيقة كما هي بدون مواربة او تدليس، خاصة حين تكون القضية الفلسطينية هي المعنية والمستهدفة من وراء هذا القول وهذا الفعل. كيف ونحن في شهر انزل فيه القرآن بينات للهدى، ودعوة لقول الحق والحض على الجهاد!
ما استدعى هذه المقدمة، هي مطالعتنا لخبرين ليسا جديدين في مسار "السلطة" التي اتخذت من المفاوضات خيارا استراتيجيا، وانتقلت اللقاءات مع الصهاينة اعداء فلسطين والامة من السر الى العلن، ومن اوسلو الى تل ابيب، ومن بيت تيري رود لارسن الى بيت بنيامين نتنياهو... وصار معها الاعتراف بـ"اسرائيل" واقعية، و"التطبيع" واجبا وطنيا، والتنسيق الامني "مقدسا" وهو "لخدمة الشعب الفلسطيني"، والمقاومة "ارهابا" والانتفاضة فوضى مدمرة...
وأسوأ ما في الخبرين انهما جاءا في لحظة يصعد فيها الكيان الصهيوني من عدوانه على كامل مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 (كل الضفة وكل القطاع) في عملية استباحت الارض والعرض والمقدسات، وداست بعنصريتها على كل الكرامات، من اقتحام البيوت وتدميرها واعتقال من تجده في طريقها من نساء ورجال ولم تستثن من وحشيتها حتى الاطفال التي ارتقى منهم الشهيد محمد ابو خضير الذي وجدت جثته محروقة في احراش ديرياسين.
وفد "فلسطيني" يعزي باحد المستوطنين
أما الخبر الاول فقد كشفته إذاعة "كول براما" العبرية، ومفاده أن وفداً "فلسطينياً" زار منزل المستوطن غلعاد شاعر الذي عُثر على جثته بالقرب من حلحول، لتقديم "واجب العزاء والإعراب عن التضامن مع اسرته، والذي اختفت اثاره هو ومستوطنين آخرين قبل نحو عشرين يوماً، قبل أن يتم العثور على جثثهم شمال الخليل.
ووتقول الاذاعة ان الوفد قد ضم من وصفته الإذاعة العبرية بـ "كبير رجال الأعمال الفلسطينيين"، وعدد من ممثلي جمعيات أهلية فلسطينية ترتبط بشراكة مع منظمات "إسرائيلية"، بالإضافة إلى شخصية قيادية في أحد التنظيمات الفلسطينية. ووصل ما وصفته الإذاعة بـ "الوفد الفلسطيني" إلى مستوطنة "تلمون" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين، برفقة رجل الأعمال الليكودي رامي ليفي.
وتحدث من وصفته الاذاعة بـ"كبير رجال الاعمال الفلسطينيين" في بيت العزاء نيابة عن الوفد، مدعيا ان غالبية الشعب الفلسطيني تعتبر منفذي عملية الاختطاف "إرهابيون خارجون عن الإسلام"، على حد زعمه.   
وفي وقت سابق كان رجل الأعمال "الإسرائيلي" رامي ليفي قد كشف لإذاعة "كول براما" العبرية أيضاَ أن  ما وصفه بوفدٍ فلسطيني، يترأسه رجل أعمال فلسطيني كبير يضم عشرة اشخاص من بينهم شخصية قيادية في فصيل فلسطيني، وعدة شخصيات من رام الله ومن جمعيات سلام فلسطينية" زاروا مستوطنة "تلمون" المقامة على أراضي المواطنين في رام الله للإعراب عن تضامنهم  مع أسرة المستوطن غلعاد شاعر.
  ورفض ليفي حينها الكشف عن أسماء الشخصيات للإذاعة بناء على طلبهم، فهم يخافون "تعرضهم للاغتيال من قبل المنظمات الارهابية"، وفقا لما نقله ليفي على ألسنتهم.
عباس وعريقات في تل ابيب
أما الخبر الثاني فقد كشفته الصحف العبرية، وفيه ان  رئيس "السلطة" محمود عباس، وكبير المفاوضين صائب عريقات سيشاركان في "مؤتمر اسرائيل السلام" الذي سينظم في مدينة "تل ابيب" يوم الثلاثاء المقبل في الثامن من الشهر الجاري.
ويظهر من خلال البرنامج المنشور للمؤتمر، ان عباس سيقوم بالقاء كلمة مسجلة في المؤتمر، بينما سيشارك عريقات في ندوة تحمل عنوان: ""كيف نقرب السلام" في حين يشارك رجل الاعمال منيب المصري في كلمة تحت عنوان: "السلام بعيون فلسطينية - مبادر اقتصادي".
إن السؤال الذي يتبادر بعد مطالعة هذين الخبرين هو: ما هي المصلحة الوطنية التي سيجنيها الفلسطينيون وقضيتهم الوطنية من وراء تقديم العزاء بصهيوني، والمشاركة في مؤتمر عنوانه: "اسرائيل للسلام"؟..
ان الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة، والضفة، وفي كل مكان، قال كلمته بمقاومته المستمرة رغم الدمار والحصار، بانتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى 2000، وبمعارك السماء الزرقاء في العام 2009، وكسر الصمت في العام 2014، وليس آخرا معركة الامعاء الخاوية المستمرة حتى كسر القيود والسلاسل...
هذا هو صوت فلسطين، هذا من مثلها بالامس ومن يمثلها اليوم وغدا، وليس اي شخص أو جهة؟


 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/61687

اقرأ أيضا