/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الأسرى الإداريون.. حكاية صبر وتحدِ تهز أركان الكيان

2014/06/05 الساعة 05:43 ص

القدس للأنباء – وكالات


إضراب متواصل لليوم 43 على التوالي، أوضاع صحية متدهورة، نقل بعضهم إلى المستشفيات، عزل تمارسه إدارة السجون بحقهم إضافة إلى ممارسات عنجهية ضدهم، هذا هو حال الأسرى داخل السجون الصهيونية، الذين ما زالوا صامدين في ظل هذه الأوضاع التي يواجهونها في معركتهم الخالدة، بعد أن اتسعت "بقعة الزيت" وطالت جميع السجون، من أجل تحقيق مطالبهم وانتصارهم على السجان الصهيوني.
 
يدخل الأسرى الإداريون المضربون عن الطعام يومهم الـ 43 على التوالي وسط تدهور خطير في حالتهم الصحية, ونقل العشرات منهم للمشافي, وتعنت صهيوني للاستجابة لمطالبهم العادلة.
 
ويستمر التعنت الصهيوني في تلبية مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، احتجاجاً على استمرار الاعتقال الإداري، ما يدفع الأسرى لتوسيع "بقعة الزيت" ودخول أعداد أكبر منهم في الإضراب, الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة قريبة بسجون الاحتلال في حال لم تستجب سلطات الاحتلال لمطالب الأسرى.
 
وكان أسرى سجن ريمون طالبوا المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية برفع شكوى ضد الضابط الصهيوني "سفيك يمين" الذي يضيّق على الأسرى المضربين عن الطعام وينكل بهم، ويحرمهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها الأعراف والقوانين الدولية.
 
تدهور مستمر
من جهتها، شددت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان على أن الوضع الصحي للمعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام في تدهور مستمر، موضحةً أن مصلحة السجون مستمرة في فرض سياسات عقابية بحق المعتقلين المضربين لإجبارهم على كسر إضرابهم.
 
وأعربت المؤسسة في بيان صحفي لها، عن بالغ قلقها على حياة المعتقلين المضربين عن الطعام، داعية الحركة الأسيرة إلى مساندة إضراب المعتقلين الإداريين وعدم السماح لمصلحة السجون الاستفراد بهم.
 
بدوره، قال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أن 1500 أسير فلسطيني انضموا للإضراب تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام، مشيراً إلى أن الوضع يتجه نحو التصعيد على ضوء احتمال ارتقاء شهداء في صفوف الأسرى المضربين بسبب خطورة حالتهم الصحية.
 
وأشار قراقع إلى أن كل الأسرى الذين تجاوزوا الـ 30 يوماً من الإضراب أصبحوا في المستشفيات الصهيونية، بعضهم أصيب بنزيف داخلي وفقدان للذاكرة والوعي وبعضهم يحتاج إلى عمليات جراحية، موضحاً أن حكومة الاحتلال لا زالت تشن حملات قمع بحق المضربين من خلال زجهم في زنازين عزل "ايشل وأيلا وهولي كيدار وديكل والجلمة"، وفي ظروف قاسية جدا، وتفرض عليهم عقوبات وإجراءات صارمة بهدف كسر إضرابهم وإرهاقهم.
 
قاسية وصعبة
من جهة أخرى، أوضح مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة أن أحوال الأسرى قاسية وصعبة جداً بعد 42 يوماً على التوالي على إضرابهم، والأسير أيمن اطبيش يخوض إضرابه لليوم 97 على التوالي" .
 
وأضاف حمدونة: "نتحدث عن عدم القدرة على مقابلة المحامين، وانخفاض الوزن ومستوى السكر ونقلهم للزنازين من قبل دولة الاحتلال، وعزل لقيادات الحركة الأسيرة".
 
وتابع حمدونة: "هناك 40 حالة نُقلت إلى مستشفيات خارجية، ووضع الأسرى قاسي وصعب جداً وهناك إمكانية أن يرتقي شهداء في هذه المعركة ونتمنى أن لا يكون ذلك"، مشدداً على أن هذه المعركة هي الأقسى منذ فترة طويلة في الحركة الوطنية الأسيرة.
 
مزيد من الجهد
وأردف: "المطلوب مزيد من الجهد بالتوازي مع عذابات الأسرى داخل السجون، وهذا يتطلب منا مسئولية وجدية ، ونحن للأسف نكتفي بالقضايا الرمزية، وقضية الأسرى بحاجة لضغط حقيقي على الاحتلال ، هذا الضغط لا يمكن أن يأتي إلا من خلال التعاون مع مجموعات ضغط دولية ومنظمات حقوقية وكذلك الجاليات والسفارات ".
 
وأشار حمدونة إلى أن إدارة السجون والشاباك الصهيوني يتعاملان مع الأسرى على أنهم إرهابيون وقتلة ومخربون وأيديهم ملطخة بالدماء، وهذه القاعدة الموجودة في ذهن الشاباك لم تتغير لكي يكون لديهم حسن نوايا باتجاه الأسرى، لذلك إدارة السجون تتجاهل مطالب الأسرى، مؤكداً أن انتصار الأسرى في معركتهم هو انتصار للشعب الفلسطيني وحفظ لكرامة الباقين.
 
ويخوض الأسرى الإداريون إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وذلك ضمن سلسلة من الخطوات الاحتجاجية التي أعلنتها قيادة الإضراب في 25 إبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/60210

اقرأ أيضا