/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

هايغل ينهي زيارته "لإسرائيل": الحديث عن إيران يسبق جميع الملفات/حلمي موسى

2014/05/17 الساعة 06:21 ص

استغل رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو لقاءه بوزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل في القدس المحتلة، أمس، لشن حملة شديدة على إيران والسلطة الفلسطينية. وقال إنّ إيران تحاول خداع الأسرة الدولية وإن السلطة فضلت الصلح مع حماس على "السلام" مع إسرائيل. وقد حذرت أميركا إيران، في نوع من الصدى للمطالب الإسرائيلية، من تضييع الفرصة وعدم تحقيق اتفاق حتى منتصف تموز المقبل. وكان هايغل قد تقرب من الإسرائيليين معلناً أنه سمع بتقرير "نيوزويك" عن التجسس الإسرائيلي في أميركا لكن لا معلومات لديه حول تجسس كهذا.


ويجري هايغل مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في محاولة لتبديد مخاوف إسرائيل من الاتفاق المحتمل في شأن الملف النووي مع إيران. وقد أطلق في مستهل لقائه مع نتنياهو صافرة تهدئة لإسرائيل، مؤكداً إصرار الإدارة الأميركية على تمسكها بتعهدها القديم بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.


وكان هايغل قد وصل إلى الأراضي المحتلة أمس الأول، وعقد مؤتمراً صحافياً بعد لقائه وزير الدفاع موشي يعلون في تل أبيب، وقال في ختامه إنّ لا علم لديه عن تجسس إسرائيلي في أميركا، في إشارة إلى تقريري مجلة "نيوزويك" الأميركية بهذا الشأن. وتشهد زيارته على كثافة اللقاءات الأميركية مع المسؤولين الإسرائيليين في هذا الوقت لبحث قضايا مختلفة في المنطقة على رأسها إيران والتسوية وعواقب "الربيع العربي". وكانت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس قد اجتمعت قبل حوالي عشرة أيام مع نتنياهو وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في إطار الحوار الاستراتيجي نصف السنوي.


ومن الوجهة الرسمية، فإنّ زيارة هايغل لإسرائيل تأتي للتمهيد للمناورات الجوية المشتركة والمعروفة باسم "جينفر كوبرا" وهي المناورات الكبرى التي تجري مرة كل عامين. والمناورة تتعامل مع سيناريو تتدخل فيه القوات الأميركية لمصلحة إسرائيل في حرب شاملة وأيضا في حال تعرض الدولة العبرية لآلاف الصواريخ دفعة واحدة من جبهات عدة.


وقال نتنياهو أمام هايغل لدى استقباله في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة "إننا أولا وقبل كل شيء سنبحث في الخطر الذي يهدد دولتينا والسلام في العالم جراء طموحات إيران لتطوير سلاح نووي. لقد قلنا طوال الوقت إنّ إيران تحاول خداع الأسرة الدولية، لذلك لم أتفاجأ من تقرير الأمم المتحدة الأخير. فإيران تنتهك قرارات مجلس الأمن التي حظرت تطوير أقسام معينة من مشروعها النووي. وأعتقد أنه في زمن المفاوضات مع إيران ينبغي أن تتوجه الأسرة الدولية نحو أمر واحد وهو عدم السماح لآيات الله بالانتصار. محظور علينا تمكين إيران، الدولة الإرهابية الأبرز في عصرنا، بتطوير قدرات لإنتاج سلاح نووي".


وكان تقرير الأمم المتحدة الأخير قد أشار إلى أنّ "إيران تواصل تطوير صواريخ بعيدة المدى ومشروع فضاء" وهذا يعني في نظر إسرائيل أن مطامحها للتسلح بعيدة المدى أيضا. ومعروف أن إيران تشكل نقطة خلاف أساسية بين إسرائيل والولايات المتحدة حيث تطالب الأولى بمنع إيران من تطوير أي قدرة نووية ولو للأغراض السلمية، خصوصاً مسألة تخصيب اليورانيوم أو امتلاك مفاعلات كبيرة. لكن الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية لا تمانع المشروع النووي الإيراني شرط ضمان سلميته.


وأشار نتنياهو أيضا إلى نقطة الخلاف الأخرى مع أميركا والمتعلقة بالتسوية مع الفلسطينيين. إذ قال إنّ "شركاءنا الفلسطينيين يتقدمون في الاتفاق مع حماس، وهي المنظمة التي صنفتها أميركا، بحق، كتنظيم إرهابي. وواضح أن الفلسطينيين لا يمكنهم تحقيق السلام مع حماس والسلام مع إسرائيل. على الفلسطينيين الاختيار ببساطة بين الاتفاق مع حماس أو السلام مع إسرائيل، لكن ليس بوسعهم الحصول على الأمرين معا".


تجدر الإشارة إلى أن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترأس طاقم المفاوضات، اجتمعت، مساء أمس الأول، بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن حيث استقبلت بتظاهرات جراء دورها في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين. ومعروف أن إدارة أوباما ترى أن توقف المفاوضات مجرد "إجازة" وأن اتصالات كيري هي مجرد خطوات "صيانة" للعملية السياسية قد تمهد لاستئنافها في وقت لاحق. ومعروف أن كيري التقى في لندن أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحث معه مسألة المفاوضات والمصالحة والدعم الأميركي للسلطة.
وأعرب نتنياهو كذلك، خلال لقائه هايغل أمس، عن القلق "مما يجري، سواء في غزة أو في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، حيث هناك تحريض متواصل ودعاية ضد وجود الدولة اليهودية. فقد بحثت دراسة أعدتها الرابطة ضد التشهير ونشرت قبل أيام واقع أن في المنطقتين تحريضاً لاسامياً هو الأقوى في العالم، وهذا أمر يضر، حسب رأيي، بالسلام".


وقبل مغادرته الدولة العبرية، أكد هايغل، خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، "ضرورة أن نبقى مقربين جدا من أجل تحقيق السلام والاستقرار والأمن لكل الشعوب". أما بيريز فأشار إلى أنّ "الرئيس (الأميركي باراك أوباما) قال إنّ الولايات المتحدة يجب ألا تكون شرطي العالم، وأنا أوافقه الرأي"، مستدركاً بالقول إنّ على الولايات المتحدة أن "تكون صانع السلام في العالم، ولا أرى أي دولة أخرى قادرة على استبدالها".


المصدر: السفير

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/59274

اقرأ أيضا