القدس للأنباء - خاص
ستة وستون سنة مرت على ما أسماه الفلسطينيون نكبة، كثيرون من الذين عايشوا تلك الأحداث هم اليوم تحت التراب، لكنهم حرصوا على سردها لأولادهم وأحفادهم، لتترسخ في عقولهم أنّ لهم حقٌ سلب ويجب أن يرجع.
ولم تصح مقولة أول رئيس وزراء "إسرائيل" ديفيد بن غورين " الكبار يموتون والصغار ينسون"، فالكبار حرصوا قبل موتهم على أن تبقى فلسطين في عقول وقلوب الأجيال القادمة، ومن كانوا صغاراً حينها، كبروا في الشتات وبقيت في ذاكرتهم آلاماً عززت عندهم انتماءهم لوطنهم.
للوقوف على أراء الشباب الفلسطيني في هذه المناسبة، التقت وكالة "القدس للأنباء"، عدداً منهم في مدينة صيدا.
فجاءت ردودهم متشابهة، من حيث الإستعداد للتضحية والفداء من أجل الوطن، والتمسك بحق العودة، واليقين بأن ليل الغربة لن يطول.
أخبار الدار
نقلت ليال أيوب ما روته لها جدتها عن قريتها وحنينها إليها، وصعوبة الغربة، وأشارت إلى أن النكبة هي مأساة الشعب الفلسطيني، بداية انتكاستنا، تعرفت إليها من حديث جدتي التي كانت دائماً تقول :"جدك كان مختار بلدة الجش قضاء صفد، وكانت له قيمته ويستقبل الناس بالمضافة وكان "شخص مهيوب"، كنا نملك بساتين زيتون، وبيتنا رائع، عندما تهجرنا تركنا كل شي، لجأنا إلى بنت جبيل وعيتيت، في الجنوب اللبناني".
أنا وبعد 66 سنة أسعى لأن أطمئن على داري من أصدقاء في الداخل، وتعرفت على أشخاص من فلسطينيي الداخل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولقد صدمت بالفعل منذ 20 يوماً أنه تم تدميره بالكامل، "يا حرقة قلبي".
نحلم بالعودة
ورأى الفلسطيني حسن اسماعيل، أن النكبة يوم تآمر به الشعوب على الشعب الفلسطيني، يوم ماتت النخوة العربية. في ذلك اليوم سرقوا أرضنا ومالنا وأولادنا، سرقوا منا حياتنا، لنصبح لاجئين أدنى حقوقنا مسلوبة. عن فلسطين الحبيبة حدثوني كثيراً، وأنا إبن الجيل الثالث بعد النكبة، يبدو أن حب الوطن في قلوبنا وراثة في جيناتنا، ستجد بقلب كل فلسطيني لاجئ في كل بقاع الشتات اشتياق لوطن لم يره.
واعتبر غازي العمري، النكبة.... ذلكَ المصطلحُ الذي لا يترجمُ إلى أي لغةٍ, بل يبقى كما هو لغةٌ بحدِ ذاتها, لغةٌ لها أبجدياتُها وحروفُها ومفرداتُها الخاصةُ بها.. هي آهات وآلام هي أوجاع وقصص وروايات. لا زلنا نحتفظ بشهادة تسجيل دارنا في صفد، نحلم بأن نعود، بأن نسكن أرض أجدادنا. أذكر عيون جدي تلمع، فالدمعة تستعد لتهبط كلما حدثني عن أرضنا وكيف احتلها المغتصب الصهيوني، وكيف أن حالنا في فلسطين كان ليكون أفضل بكثير من العيش بعيدين عنها، لاجئين هنا وهناك. فلسطين هي أم، وقضية، ووطن يسكن فينا. نحن شعب نريد الحياة وحتماً سينجلي هذا الليل بظلامه الحالك علينا.
فلسطين في القلب
وقال نضال ياسين، اقتلعونا من جذورنا وحرمونا نسمة الحياة، فما ابتلّت جوارحنا شوقاً إلى أمنا وحنانها وغمرتها. شرّدونا إلى غربة فظيعة، وأفظع ما فيها ظلم ذوي القربى من العرب الذين يبقون صامتين أمام شرف القدس الذي يستباح كل يوم.
هي أقرب إلينا من حبل الوريد وفي كل لحظة أشواقنا إليها تزيد. فلسطين، أنت وجهتنا ولا بد من أن يزحف إليك هذا الشعب العنيد. قلوبنا إليك تصبو كل يوم ونعيش على أمل أن نشم يوماً رائحة ترابك.
ولفتت أزهار ياسين، إلى أنها لا تعرف فلسطين بالنظر، ولم تزرها ، لكن تعلقي بها كمثل تعلقي بالهواء الذي أتنفس. أتأثر بها كثيراً، لدرجة أنني لا أحتمل أن أتابع مسلسل أو فيلم يحكي قصة النكبة وما حدث. هي بالفعل نكبة، التهجير، القتل، القوة والإستبداد، والإستيلاء على الأرض، كل هذا فعله العدو الصهيوني بشعبنا من جدودنا حتى كل طفل يولد في فلسطين المحتلة وفي الشتات.
فلسطين اليوم ساكنة قلوب أبنائها أكثر من أي وقت مضى، تمسك الطفل بها قبل العجوز يؤكد أن القضية لم تنته، ولن تزول، والزوال حتماً لـ "إسرائيل".