القدس للأنباء - خاص
"النكبة".. مصطلح يبحث في المأساة الإنسانية، المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، وهو الإسم الذي أطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم، وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية، الاقتصادية والحضارية عام 1948.
في ذلك العام هجِّرَ الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه، لصالح إقامة "الدولة اليهودية"، لتبدأ مسيرة المعاناة والحرمان والقهر، غير أن أحداً لم يستطع اقتلاع إرادة الصمود لديه، وإصراره على التمسك بحق العودة.
مراسل وكالة "القدس للأنباء" في مخيم الرشيدية، استمع إلى أقوال الأهالي في المخيم، وحاول الوقوف على جرح النكبة وأثره، واطلع على عزيمة الشعب الفلسطيني بعد مرور 66 عاماً من الهجرة والعذاب.
أمل بالعودة
وتحدث القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو سامر موسى، فقال: "مع حلول ذكرى النكبة التي هجرت الشعب الفلسطيني من أرضه، وأذاقته مرارة البؤس والضياع والتشريد في أصقاع الأرض، نؤكد أن كل ذكرى تمر تبعث فينا أملاً بالعودة والتحرير, لأننا مازلنا نحمل مفتاح العودة ونرثه جيلاً بعد جيل".
واعتبر موسى أن السبيل الوحيد للخروج من مأساة النكبة، هو إيجاد برنامج جامع تحت عنوان "المقاومة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين"، وحشد كافة القوى لمواجهة المشروع الصهيوني
مواصلة الكفاح
من جهته قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد مراد: "لم تكن النكبة مجرد حلقة منفصلة عما تعرض له الشعب الفلسطيني من مآسي, بل كانت في سياق سلسلة من المؤامرات، مرَّت بـ"وعد بلفور" المشؤوم، وانتهت بإعلان الدولة العبرية في 15 أيار".
وأضاف مراد: "في الذكرى 66 للنكبة نؤكد أن كل المؤامرات والجرائم، لا يمكن أن تثني شعبنا عن مواصلة الكفاح، والتمسك بحقوقه غير القابلة للتصرف، ونقول للعدو الصهيوني: تستطيعون قتلنا وتدمير بيوتنا وتجريف أشجارنا وبناء الجدار والمستوطنات، تستطيعون حرقنا بالأسلحة المحرمة دولياً، لكنكم أبداً لن تستطيعوا قتل إرادة المقاومة فينا , فمسيرتنا مستمرة، فإما فلسطين وإما النار جيلاً بعد جيل".
فلسطين تنجب ليوثاً
وأكد الفلسطيني أيمن الصفدي، أن العدو الصهيوني يحاول تركيع الشعب الفلسطيني وتجويعه وقتله وتشريده، لافتاً إلا أن محاولاته ستفشل، وأن الفلسطينيين سيعودون إلى أرضهم.
وقال الصفدي: "رغم مرور سنوات طوال على تشريدنا من أرضنا، إلا أن أُمَّنا فلسطين لا زالت تنجب ليوثاً، فلا يضيع حق وراءه مطالب، وهذا الشعب قدم، وما زال يقدم، الشهيد تلو الشهيد، والقافلة تطول، والمقاومة هي خيارنا وستستمر حتى التحرير بإذن الله"
التربية أساس
من جهته رأى الفلسطيني أبو غازي قاسم، أن الخوف وارتكاب المجاز، كانا سبباً في خروج الشعب الفلسطيني من أرضه، مشيراً إلى أن ذكرى النكبة محفورة في قلوب العرب ووجدانهم، ولاسيما شعبنا الفلسطيني المنكوب منذ 66 عاماً.
وقال قاسم: "يجب العمل على استنهاض الأمة العربية والإسلامية لتحرير فلسطين، بالتصدي اليومي المستمر للكيان الصهيوني، وبالتربية المستمرة لجيل من المجاهدين، الذين يرون أن القضاء على هذا العدو، يستلزم عملية طويلة ومستمرة من السعي الحثيث لاستعادة قرار الأمة لحريتها، وتحقيق وحدتها، ومجابهة واقع التفتيت والتجزئة والتبعية والتغريب".
رغم أن السياسيين اختاروا 15 أيار 1948، يوما لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك، عندما هاجمت عصابات صهيونية قرىً وبلداتٍ فلسطينية، بهدف إبادتها، وإثارة الذعر في قلوب سكانها، لتسهيل تهجير سكانها لاحقاً.
رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/59211