القدس للأنباء – وكالات
فيما كانت الحشود تتجمع قبالة منزل الشهيدين عماد وعادل عوض الله، جلست أمهما وزوجتاهما واولادهما الذين اصبحوا اليوم شبانا أمام الجثمانين، وابتسامة خافتة على محياهم، ودموع مكبوتة، وحسرة، على غياب استمر اكثر من 16 عاماً قضتها الجثامين اسيرة داخل ما يسمى مقابر الأرقام.
قالت الأم التي تفتخر أن لديها اثنين من قادة المقاومة الفلسطينية: "أنا اليوم حزينة اكثر من اي وقت مضى، فلقد كان لدي في يوم من الأيام امل بأنهما ما زالا على قيد الحياة، لكني وقد تأكد أنهما شهيدان، فطوبى لهما الجنة".
الشقيقان عادل وعماد عوض الله من قادة كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، اغتالتهما إسرائيل في ظروف ما زالت غامضة. حيث تمت مطاردتهما سنوات طويلة قبل أن تحاصر منزلا تحصنا فيه في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
تقول زوجة عماد إن "زوجي وشقيقه استشهدا بطريقة لا نعلمها، فليس هناك رواية فلسطينية حول كيفية تصفيتهما، لكن "إسرائيل" تقول إنها حاصرتهما في منزل واشتبكت معهما وأفرغت في جسديهما أكثر من 150 رصاصة".
وترى زوجة عماد أن زوجها وشقيقه "قد يكونا اعتقلا واغتيلا داخل السجن قبل أن تفبرك إسرائيل مسرحية الاغتيال، خصوصاً أن أحد الأسرى روى لنا أنه رأى عماد داخل الأسر".
جلست عائلة الشهيدين في لحظة "فخر"، حيث أن الجثث أخيراً حصلت على الحرية. وقال شقيقهما "إنهما مجاهدان قدما حياتهما لأجل فلسطين، ولأجل حرية شعبنا من الاحتلال الظالم".
وأفرجت "إسرائيل" ليل أمس الأول، عن أربع جثث من مقابر الأرقام، شملت عماد وعادل عوض الله والاستشهادي عز الدين المصري، والشهيد توفيق محاميد. وقالت "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" إنها بهؤلاء الشهداء الأربعة تكون قد تسلمث 29 جثماناً من مقابر الأرقام على مدار الشهور الماضية، ويبقى أن تستلم سبعة جثامين، ضمن الأمر القضائي الذي حصلت عليه للحصول على 36 جثماناً.
ويقول رئيس الحملة سالم خلة إن الاحتلال أنشأ مقابر الأرقام بعد احتلال فلسطين في العام 1948 "لدفن جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب الذي قتلوا بدم بارد، ثم تطورت إلى وسيلة عقاب للموتى والأحياء على حد سواء".
وسميت المقابر "مقابر الأرقام" لأن لكل جثمان فيها رقم مسجّل على لوحة من الصفيح.
وفي وقت سابق سلمت جثامين شهداء مقابر الأرقام على مراحل متعددة كان أبرزها عملية الإفراج التي تمت عن قرابة مئتي جثمان بموجب صفقة التبادل التي عقدها "حزب الله" مع إسرائيل في العام 2008.
ووفق "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" فإن هناك 252 جثماناً ما زالت تحتجزهم إسرائيل في مقابر الأرقام، وأن هناك 65 شهيداً فقدوا لا يُعرف عن مصيرهم شيء، يتوقع أن تكون جثامينهم في داخلها، هذا إضافة إلى مئات الذين فقدوا على مدار الصراع مع إسرائيل ولا يعرف مصيرهم.